الخيانة بجميع أنواعها من أسوء الأشياء التي يتعرض له الإنسان وفي يومنا هذا أصبحت الخيانة الزوجية سهلة جدا باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يدخل الشخص للشات من خلال فيسبوك أو البرامج الأخرى، فيتعرف على امرأة افتراضية في البداية، ثم تتحول لحقيقية لاحقا، فمن كان مستعدا للخيانة الزوجية يذهب ويلتقي بمن تعرف عليها عبر فيسبوك وتبدأ العلاقة، أما الزوجة فربما لا تشك، ولكن قد تنكشف اللعبة، وتحدث الكارثة وتنتهي العلاقة الزوجية.
وهذه السهولة لا تنطبق على الرجال فقط، بل يمكن للزوجة أيضا إيجاد فعل ذات الشيء، ويقع الزواج في الهاوية. قصص وحكايات الخيانة الإلكترونية أكثر من أن تعد نتيجة غياب الرقابة، سواء كانت الأسرية أو المجتمعية، مع وجود الفراغ وغياب الوازع الديني وإدمان الجلوس أمام الحاسوب لفترات طويلة للتسلية، والنتيجة في النهاية خيانة زوجية.
الخيانة الإلكترونية
هي علاقة ما منسوجة عبر الإنترنت، سواءً كان هذا عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو البريد الإلكتروني أو غيرها من وسائل حديثة، وسواءً كانت هذه العلاقة مترجمة على أرض الواقع أو كونها تقتصر فقط على نطاق الإنترنت. أتاحت مواقع التواصل الاجتماعي بصورة خاصة عالمًا واسعًا من الأشخاص والتواصل معهم بحرية تامة وخصوصية مزيفة، والتي بدورها جعلت الخيانة أسهل من عدة نواحي، ألا وهي:
- ليس هناك خوف من أن يراهما أحدًا، فعلاقتهم تكمن على الإنترنت.
- ليس هناك قلقًا من إيجاد الوقت والمكان المناسب للخيانة.
- بالإمكان إخفاء الهواتف الذكية التي تساعد على الخيانة أو وضع كلمة سر عليها.
قد لا تكون هذه الخيانات الإلكترونية في بدايتها بالأمر الكبير، إلا أنها مع مرور الوقت تصبح مثلها مثل الخيانة الطبيعية تمامًا، فقد تتكون مشاعر حب ما بين الطرفين، مما يتسبب في هجر الشريك عاطفيًا وإحداث فجوة عميقة في ما بينهما. ويشير بعض علماء النفس أن الخيانة الإلكترونية من شأنها أن تكون الخطوة الأولى في طريق الخيانة المتعارفة، مسببة بذلك الأذى النفسي للشريك وحتى الطلاق في العديد من الأحيان. وهنالك أسباب كثيرة تقف وراء هذه الخيانات الإلكترونية، كما أن هناك دلائل كثيرة على وجودها.
إليكِ بعض المعلومات حول الخيانة الإلكترونية، من حيث أسبابها ودلائل وجودها:
- الأسباب التي تقف وراء الخيانة الإلكترونية كثيرة ولعل على رأسها الفراغ العاطفي الذي يعيشه شريك ما من دون تواجد حقيقي وفعلي للآخر.
- إلى جانب الفراغ العاطفي، قد تكون الخيانة لدى الطرف الآخر هي ما يدفع نحو سلسلة من الخيانات لا تنتهي. احرص وتأكد أنه لا يوجد هناك سوء فهم لدى الشريك حول معارفك وعلاقاتك العملية.
- عدم الاهتمام من قِبلك بالشريك يدفعه نحو الخيانة الإلكترونية، سواءً كان هذا من أجل لفت نظركِ وإعادة الاهتمام به، أو من أجل تعويض النقص الموجود لديه.
- الانتكاسات المادية والعملية والعاطفية والعائلية تدفع الشخص نحو الخيانات الإلكترونية التي ترمز لرغبته بتعويض النقص أو النسيان أو إثبات أن كل شيء على ما يرام أمام النفس والآخرين.
إن كنتِ تشكّين في وجود الخيانة الإلكترونية، فمن بين الدلالات التي تشير إليها
- أن تجدي الشريك قد بات مهتماً فجأة ببعض الأمور التي لم يكن يلتفت إليها سابقاً وأن يصبح هذا ملحوظاً من قبيل دخول كلمات جديدة في قاموس مصطلحاته أو اهتمامات جديدة لديه لا تعرفين متى ظهرت، فعليكِ الالتفات نحو الأسباب والمستجدات التي طرأت لديه. وقد يظهر لدية عاطفة أكبر من الشريك، فيصبح لطيفًا فجأة واحدة بعد شعوره بالذنب، وعصبيًا تارة أخرى ليبرر خيانته.
- أن يصبح الشريك كثير التذمّر منكِ ومن أسلوبكِ ومن طريقتكِ في التعامل، فهذه إشارات لوجود خيانة ما.
- ظهور صفات جديدة على الشريك، مثل أنه يصبح كتوم جدًا في ما يخص الرسائل الإلكترونية وصفحاته الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي .
- وجود كلمة سر على هاتف الشريك وجهاز الحاسوب الخاص به.
- إطفاء جهاز الحاسوب عندما يكون الشريك الآخر بجانبه، أو إبعاد هاتفه الذكي.
- قضاء الشريك وقتًا طويل من وقت فراغه وهو على جهاز الحاسوب أو الهاتف الذكي بدلًا من قضائه مع الزوج أو الزوجة.
- ارتباط الشريك بهاتفه الذكي جدًا، ويرد على الرسائل التي تصله فورًا وبسرعة.
- وجود بريد إلكتروني سري أو صفحة سرية للشريك على مواقع التواصل الاجتماعي.
أسباب انتشار الخيانة الإلكترونية
أسباب انتشار الخيانة الإلكترونية تمثلت في ما يأتي:
- توفر الإنترنت في كل مكان جعل الخيانة الإلكترونية أسهل، حيث بإمكان الشريك أن يمارس هذه الخيانة أثناء تواجده بالعمل، وفي المنزل وفي كل مكان.
- إمكانية إخفاء هذه الأحاديث بمجرد حذفها عن الإنترنت، وبالتالي سهولة إخفائها.
- شعور الأشخاص بالراحة لكشف أسراره مع شخص غريب كليًا، باعتباره غير موجود على أرض الواقع.
ومن المؤكد أن العلاقة الزوجية بين الزوجين لن تظل جيدة بعد اكتشاف خيانة أحد طرفيها للآخر، وهنا سنستعرض أبرز نتائج الخيانة الزوجية على الأسرة والزوجين:
نتائج الخيانة الزوجية:
- انعدام الثقة بين الزوج والزوجة، وعدم تصديق الطرف الخائن.
- تسلل الشك المَرَضي إلى الزوجين.
- القلق والتوتر الدائمان وغياب البهجة والسعادة، وشعور الشخص الذي تمت خيانته بالاكتئاب وتزعزع الثقة بالنفس وبينما قد يشعر الشخص الخائن باحتقار النفس وجلد الذات.
- العنف الأسري كرد فعل لخيانة المرأة للرجل، وأحياناً كرد فعل لاعتراض الزوجة على خيانة زوجها!
- يؤثر تدهور العلاقة بين الزوجين على العلاقة بين عائلتيهما، بالذات إن تم الإعلان عن الخيانة.
- تفكك الأسرة، وذلك أن العديد من قصص الخيانة الزوجية تنتهي بالطلاق.
- ولن ننسى بالتأكيد الأثر النفسي على الأطفال إن تم كشف الخيانة أو في حالة الطلاق وحرمانهم من أحد الوالدين.
كيفية التصرف عند اكتشاف الخيانة الزوجية
بعد أن تمت الخيانة، كيف على الزوجين التصرف؟ هل اللجوء إلى الطلاق هو الحل؟ أم العمل على حل هذه المشكلة وتخطيها؟
إن إعادة الثقة ما بين الزوجين تتطلب الوقت والجهد، والعمل من قبل الشريكين لإنجاح العلاقة الزوجية وتخطي مشكلة الخيانة الإلكترونية أو العادية، وقد تساعد هذه النصائح في التعامل مع هذه المشكلة بالطريقة السليمة قبل اللجوء إلى خيار الانفصال والطلاق في نهاية المطاف:
- التحدث عن مشاعر الحزن والغضب مع الشريك بكل شفافية.
- مناقشة مسألة الخيانة والإجابة عن جميع الأسئلة التي تدور في ذهن الشريك.
- تخطي العقبة خطوة بخطوة مع الشريك.
- استشارة أخصائي الطب الأسري أو النفسي في الأمر.
- دحض كل المشاعر السلبية وعدم التفكير في الانتقام بالرغم من مشاعر الخيانة والكراهية تجاه الزوج أو الزوجة عليكم.
اضافةتعليق
التعليقات