ينبغي علينا أن نساهم في قضية أهل البيت (عليهم السلام) بقدر إمكاننا قبل أن نندم؛ وهذه حادثة منقولة في التاريخ عن رجل يقال له (فرهاد) وهو من أعيان إيران في ذلك الحين، فقد اجتمع الأعيان والأشراف في إحدى المرات ليتحدث كل منهم عما يملكه، قال أحدهم: أنا أدخر في البنك كذا من المال، وقال الثاني أنا أملك كذا من الأراضي، لكن هذا الرجل (فرهاد) كان ساكتاً، فقالوا له: لماذا لا تتكلم؟ قل ما عندك! وألحو عليه، فقال لهم: إنكم ذكرتم ما عندكم في البنوك الأجنبية، أما أنا فأملك شيئين الأول كتاب (القمقام) (۱) احتفظ به في بنك سيد الشهداء (عليه السلام).
الشيء الثاني: بنائي الصحن الشريف للإمام الكاظم (عليه السلام) وأحتفظ به في بنكه!
إن هذان الشيئان هما ما يملك ذلك الرجل، أما أولئك الأعيان فقد ذهبت أموالهم وأرصدتهم، وحين ما مات، فرهاد ذهبت أمواله معه أيضا، لكن بقي له رصيدان هما كتاب (القمقام) في بنك سيد الشهداء (عليه السلام) وصحن الإمام الكاظم (عليه السلام) في بنك الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام)، وهكذا نحن فبعد أيام نموت جميعاً، وكل هذه الأشياء تذهب أيضاً ولا تبقى لنا إلا أعمالنا الطيبة.
والجدير بالذكر أن أهل كربلاء وساكني كربلاء تقع عليهم مسؤولية كبيرة في استقبال زوار الإمام الحسين (عليه السلام) في الزيارة الأربعينية فإنما الأرض هي للحسين وكلنا ضيوف في رحابه والأرض هي ملك لله بالدرجة الأولى والأخير كما أن تراب زائر الحسين هو بركة للبيت لذلك يجب أن نراعي هذه المسألة في شهر صفر، ومن المهم مراعاة الجانب الأخلاقي فملحمة عاشوراء كانت رسالة إصلاح في التفاني والايثار وبذل الغالي والنفيس في سبيل سيد الشهداء (عليه السلام) وإن كل ذلك محسوب كـرصيد لنا في بنك الإمام الحسين (عليه السلام) ومن المهم معرفة أن هناك علاقة طردية بحتة بين محبة الحسين والوجاهة في الدنيا والآخرة فنلاحظ ذلك بشكل واضح في علاقة أبا الفضل العباس مع أخية الإمام الحسين (عليهما السلام) دون بقية إخوته هذا لا يعني عدم حب البقية للإمام ولكن وجود علاقة خاصة جعلت له وجاهة عن الله وكرامة له في الدنيا والآخرة وكذلك السيدة رقية (عليها السلام) رغم صغر سنها وكبر جاهها وهنا نتعلم أن كلما ازدادت علاقتنا مع الإمام بالنوعية زادت وجاهتنا وهذا مذكور في زيارة عاشوراء (اللهم اجعلني عندك وجيها بالحسين (عليه السلام) في الدنيا والآخرة) فأرجوا من الله التوفيق لنا جميعاً في خدمة الحسين وزيادة رصيدنا في بنك سيد الشهداء لتشفع لنا هذه الأعمال المتواضعة يوم وقوفنا في المحشر.
اضافةتعليق
التعليقات