لا يكاد يخلو بيت من الخلافات والمشكلات الزوجية التي تندلع لأسباب مختلفة قد تكون منطقية، وقد تكون واهية تافهة يضخمها العناد أو التسلط أو ضيق عقل أحد الزوجين، وتعنته، وإصراره على التشبث بموقفه ورأيه، حتى إن كان خطأً..
ومن الشائع في زماننا هذا سرعة غضب الكثير من الزوجات خصوصاً المتزوجات حديثا وعدم صبرهن، وضعف تحملهن لما يواجهن من صعوبات وعقبات تعترض طريق حياتهن الزوجية، مما يدفعهن إلى ترك بيوت أزواجهن في حال الخلافات الزوجية، والذهاب إلى بيوت عائلاتهن بوصفها الملجأ والملاذ ومصدر الأمان والحماية مما يعانين ويكابدن، الأمر الذي يحزن ويثير حفيظة أزواجهن، ويجعلهم يشعرون بأنهن يستهترن بالحياة الزوجية، ولا يقدرن قيمة الزواج، ولا يعين أهدافه ومعانيه السامية التي شُرِع من أجل تحقيقها.
وقد يدخلهم هذا التصرف من جانب زوجاتهم في مشكلات مع ذويهن، فتكبر كل صغيرة، وتتعقد الأمور وتزداد صعوبة، فيضطر بعض الأزواج إلى أن يقسمن على زوجاتهم بألا يذهبن إلى بيوت عائلاتهن مرة أخرى، وألا يدخل ذووهن بيوتهم لأي سبب، فيحدث قطع للأرحام، ومشكلات عائلية كثيرة قد تؤدي إلى طلاق زوجات كثيرات وخراب بيوتهن.
لو علمت كل زوجة أن بيتها الحقيقي والدائم بإذن الله هو بيت زوجها الذي اصطحبها إليه بعد أن دفع لها مهراً، وعقد عليها وصار وليها والمسؤول عنها أمام الله وأمام الناس.. بيتها الذي ستقضي فيه مدة أطول من التي قضتها في بيت أبيها الذي تركته بعد سنوات نشأتها ومراهقتها وتعليمها وتأهيلها كي تكون زوجة صالحة وأماً ناجحة تستطيع إعمار بيت زوجها بالمودة والرحمة والسكن وخدمته ورعاية الأولاد، والقيام على أمورهم وأمور البيت.
فإذا كان الزوج مأموراً في القرآن الكريم بهجر زوجته في المضجع نفسه ما إذا نشزت، أو بدر منها ما يضايقه ويؤلمه، فالأولى أن تلزم الزوجة بيتها ولا تتركه إلا إذا عُرِّضَت إلى أذى شديد من جانب زوجها قد يودي بحياتها أو يفتنها في دينها، ويجعلها تخسر دنياها وآخرتها.
فليس من الحكمة والعقل أن تترك أي زوجة بيتها وتلوذ ببيت أهلها، وتمكث فيه أياماً أو شهوراً، ظناً منها أنها هكذا تربي زوجها وتصلحه أو لتذله كما تعتقد بعض الزوجات في هذا الزمان، كي يقدر قيمتها في حياته، ولا يعود إلى فعل ما يغضبها بعد ذلك!.
ليس هكذا يكون الزواج أو إصلاح حال الزوج، وإنما يعد ذلك شكلاً من أشكال سوء العشرة والجهل بأهداف الزواج وإهانة للزوج وإساءة إليه وفضحه أمام الجميع، مما يؤدي إلى عدم اطمئنان الزوج إلى زوجته التي تترك البيت إثر أي خلاف وعدم ثقته فيها ونفوره منها، حتى لو عادت المياه إلى مجاريها.
اضافةتعليق
التعليقات