في حياة جميعنا هناك ضيف يأتي بلا اشعار سابق ويدخل دون استئذان الى قلوبنا واحياناً الى حياتنا ليصبح من اهل البيت بل يخرجنا من بيتنا اذا شاء ويستلم زمام الأمور!.
والفرق يكمن في ان ضيف القلب يدخل قبل ان نفتح له الأبواب ولكن الثاني يدخل بعد ان نفتح له كل الأبواب، يقولون الحب اعمى وصدق ما قالوا لأنني الان ادرك كم كنت بسيطة وساذجة لأرتكب هذا الكمّ الهائل من الأخطاء!.
يا ترى ماذا اصابني لأفعل هذه الأشياء وأضع نفسي في هذا الموقف الذي يجب ان أجلس وأبكي دون ان يهتم بي احب الناس الي الذي هو زوجي ويتركني هكذا...
جميع المصائب تأتي من عدم التوازن، عدم التوازن بين المشاعر والمنطق، بين اسرار الحياة الشخصية والافشاء، فالقلب هذا العضو الصغير الذي يفعل أمور كبيرة الى حد الجنون، باستطاعته ان يفعل كل شيء ويدخلنا في دوامة المشاكل في اكثر الأوقات، اذا اتبعناه دون التفكير والتخطيط كما فعلت انا، تكلمت كثيرا عن اسرار بيتي ونقاط ضعف زوجي لتعرف صديقتي كيف تقترب من زوجي، انا من تهت في عالم الصداقة لأكون قرباناً في هذا الوادي.
فقد فقدت كل شيء بسبب أناس كنت أقسم على اسماءهم من كثرة ثقتي بهم، كنت اثق بهم ثقة عمياء ولكن لا احد معصوم فالجميع معرض للخطأ، كثيرا ما نجد العبارات البائسة والحزينة عن اللذين غدر بهم احبتهم ولكن دائما نقول نحن استثناء احبابنا استثناء ويتكرر الخطأ نفسه في كل مرة وهناك الاف المصابين هنا وهناك لأننا نثق الى ابعد الحدود...
احيانا تأتي الجروح من اشخاص نخجل ان نقول لهم أصبنا بالأذى بسببكم، من كثرة محبتنا لهم ويكون الجرح حينذاك اشد من السكين اذا كان مصدره اقرب الناس لنا لذلك يقول امير الكلام الإمام علي (ع(.
“ أَحْبِبْ حَبِيبَكَ هَوْناً مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ بَغِيضَكَ يَوْماً مَا وأَبْغِضْ بَغِيضَكَ هَوْناً مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ حَبِيبَكَ يَوْماً مَا” فالمفتاح في نجاح العلاقات هو الحفاظ على الحياة الشخصية وعدم البوح بجميع الأسرار فالشخص الذي يقترب كثيرا الى القلب يعرف نقاط الضعف ونقاط القوة، يعرف كيف يطعنك لتسقط دون ان تستطيع من رفع رأسك من جديد.
في لعبة الحياة يجب ان تدرك ما يحصل حولك كي تستطيع ان تخرج فائزا من اللعبة وإلا يجب ان تندب حظك وتبكي على سذاجتك.
احيانا يجب ان تجعل لنفسك قيود كي لا يصل الجميع اليك بسهولة ومهما ارتقت العلاقة بينكما يجب ان يكون هناك أسرار لك وحدك وتحفظ خصوصياتك عن اقرب الناس اليك...
لاننا لا نعرف ماذا وراء الأقنعة لا زلنا نجهل قواعد الحب الصحيحة لذلك نفعل الاشياء بطريقة خاطئة اما افراط او التفريط، الصداقة جميلة والحب اجمل ولكن هناك حدود لكل شيء فكثيرا ما نفقد حياتنا، نجاحنا، زواجنا بسبب البوح للاخرين وهكذا يتحركون اسرع منا ليصلوا الى المقصد الذي خططنا لأجله أو نراهم مع أحب الناس الينا لنجد اننا أصبحنا نحن الضيوف وهم أصحاب البيت، فنحن من نفتح جميع الأبواب ليدخلوا هؤلاء الى حياتنا ويتمردوا ويقضوا على جميع ممتلكاتنا...
لكل شيء حدود حتى الحب!.
اضافةتعليق
التعليقات