• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

النعمة المجهولة

زينب شاكر السماك / الأثنين 26 نيسان 2021 / ثقافة / 2414
شارك الموضوع :

هو لا يتعب ويعتبر المرض أو الراحة عار عليه لذا اختار أن يكون الجبل الشاهق لشدة التشابه بينهما

كان يشعر بقوة كبيرة وكأنه يملك العالم بأسره، كبطل مغوار في ساحات القتال يذهب إلى عمله بكل قوة ويعمل بكل جد ونشاط ولا يشعر بالتعب اطلاقا، كان يتصارع  مع التعب ويغلبه في كل مرة ويعتبر الراحة والهدوء عار لا يقترب منه..

كان يلقب بالأسد لفرط شجاعته وقوة جسده وكان يرفض الانسحاب من أي معركة يخوضها بغض النظر عن قوة الخصم وحجمه، ولكن الأسد أحيانا يتعب ويضعف ويمرض ويشيخ ويصل إلى مرحلة من حياته يحتاج إلى راحة وسكينة. لذا لم يعجبه هذا اللقب وسعى إلى لقب أقوى وأصلب.
فهو لا يتعب ويعتبر المرض أو الراحة عار عليه لذا اختار أن يكون الجبل الشاهق لشدة التشابه بينهما فهو شامخ وصلب بقوته وجبروته لا يستطيع أحد هزه وكل من أراده صعد إليه ويبقى دائما عاليا وشامخا، كان سعيدا جدا بهذا اللقب ودفع الغالي والنفيس ليكون أهلا له، نسي نفسه وأهله وحتى صحته، كان يدوس على كل شيء يقف حائلا أمام هذا اللقب الكبير.
فكان يضغط على نفسه لكي لا يشعر بالتعب فهو جبل شامخ والجبل لا يتعب وكلما أراد الراحة يرفض فهو لا يحتاج إلى الراحة، كان الألم يأكل جسده وهو واقف شامخ أمام أي رياح أو عاصفة يواجه كل مايعترض طريقه للوصول إلى القمة، كان قوياً ولديه نظرته الحادة وذكائه الثاقب الذي يجعل كل من حوله طوع أمره.
لكن وفي يوم من الأيام في إحدى الجلسات التي تناول بها الحل وماطابت الأنفس كعادته حدث صراع مختلف وجدال حاد لكنه مختلف عن كل مرة فقد تصاعدت الأصوات وسيطر على جسده كنار تحترق به وشبت نار العداوة بينهما وبدأت شرارة الصراع تتطاير.
ظن أنه عدو كأي عدو يقف أمامه ويتخطاه بسهولة، ولكن عدوه هذه المرة كان مختلفا وصراعه أشد، كانت العدواة بينهم شديدة وصراع الأقوياء واضحا وكل شخص بهم يمتلك أسلحته الخاصة.
نصحه الأهل والأصدقاء أن يضع اتفاقية أو هدنة مع هذا العدو الفتاك وينفذ شروطه وبرامجه ليتخلص من شره ويتخطى شرارة نيرانه.. لكنه أصر على المواجهة ولم يسمع لأحد فجبروته منعه أن يتنازل واختار أن يحمل سلاحهُ ويتبارز مع هذا العدو الخبيث بكل قوة وبسالة، كان الجميع يعلم أنها حرب خسرانة إلا هو كان ينظر العكس وكان ينظر إليه بعين اللااعتبار فهو الذي بارز الكثير لن يقف هذا العدو أمامه أو يمنعه من ممارسة حياته.
كان بكل جولة يخرج منتصراً يتشبع فخرا واعتزازا وظل هذا الصراع مستمرا مايقارب الخمسة عشر عام ولم يتعب الاثنين بل أصبح هذا الصراع هو اعتياد يومي وسنة من سنن الحياة..
كان يظن بأنه يهزمه أو هيئ له ذلك لكن العدو كان حاد الذكاء ولديه نفس طويل فجعل طاقته كلها تستنفذ خلال السنين الماضية وبكل جولة يخرج منها هو رابح، كان العدو يترك خلفة ندبة إلى أن تكاثرت الندب وأصبحت كبيرة لا يستطيع خياطتها.
لذا حصل مالم يكن بالحسبان سيطر عدوه في لحظة على جسده بصورة تامة وأصبح أسيراً له ولقراراته الظالمة وندم على كل لحظة لم يحافظ بها على صحته وعلى كل لحظة جعل بها صحته آخر اهتمامه.

إنّ الصحة من أهمّ النِّعَم التي ينعم الله بها على الإنسان في الحياة، والتي غالباً ما يغفل عنها ولا يشعر بأهميّتها إلّا عندما يفقدها. وإلى هذا أشار الإمام عليّ (ع) بقوله: «نعمتان مجهولتان؛ الصحّة والأمان».
لا تستهينوا بأي مرض يصيب أبدانكم ولا تقامروا بصحتكم.. فالسكر مرض خطير تصالح معه من البداية قبل أن يصبح أشد خطورة من السرطان..

الانسان
الحياة
السلوك
صحة
قصة
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    المعلّم... في يومه العالمي نرفع له أقلام الامتنان

    الطفل والتنشئة الاجتماعية

    ديدان البطن..أنواعها وأعراضها وطرق علاجها

    من مظلومية الفقر إلى وهم النجومية

    شمس قم المنيرة

    دراسة: الروابط الاجتماعية الطويلة قد تؤدي إلى "شيخوخة صحية"

    آخر القراءات

    الديلفري.. وجبات غير صحية ومصاريف إضافية

    النشر : الثلاثاء 14 شباط 2023
    اخر قراءة : منذ 5 دقائق

    كيفية التخلص من مشكلة الشرود الذهني

    النشر : الأحد 25 ايلول 2022
    اخر قراءة : منذ 5 دقائق

    ماهو موقف الإسلام من اخترال المفاهيم؟

    النشر : الأثنين 22 تشرين الثاني 2021
    اخر قراءة : منذ 5 دقائق

    عدد الأوعية الدموية في العين قد يكشف مبكرا عن مرض لا دواء له

    النشر : الأحد 14 تموز 2019
    اخر قراءة : منذ 5 دقائق

    صفات المؤمن

    النشر : الأربعاء 23 ايلول 2020
    اخر قراءة : منذ 5 دقائق

    المعلم عبر أطوار الزمن المتغير

    النشر : الأربعاء 10 حزيران 2015
    اخر قراءة : منذ 5 دقائق

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    ماذا أنت فاعلٌ بحياتك؟

    • 799 مشاهدات

    السيدة الزهراء.. شريان الإيمان ونور اليقين

    • 545 مشاهدات

    شمس قم المنيرة

    • 344 مشاهدات

    مباحث اليقين: مقامات العقل والروح

    • 340 مشاهدات

    بالكلمة الطيبة قوة الأثر والتغير

    • 339 مشاهدات

    في ثرى البقيع... كُلُّ الذي دون الفِراقِ قليلٌ

    • 336 مشاهدات

    استبدل ولا تحذف: الفراغ عدو التغيير

    • 1020 مشاهدات

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    • 977 مشاهدات

    لغة الإيموجي… حينما تتحدث الصور وتصمت الكلمات

    • 947 مشاهدات

    ماذا أنت فاعلٌ بحياتك؟

    • 799 مشاهدات

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    • 798 مشاهدات

    الزواج.. ميثاقٌ إلهيٌّ تُنسِجه المودَّةُ والرحمة

    • 767 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    المعلّم... في يومه العالمي نرفع له أقلام الامتنان
    • منذ 6 ساعة
    الطفل والتنشئة الاجتماعية
    • منذ 6 ساعة
    ديدان البطن..أنواعها وأعراضها وطرق علاجها
    • منذ 6 ساعة
    من مظلومية الفقر إلى وهم النجومية
    • السبت 04 تشرين الاول 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة