• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

النعمة المجهولة

زينب شاكر السماك / الأثنين 26 نيسان 2021 / ثقافة / 2205
شارك الموضوع :

هو لا يتعب ويعتبر المرض أو الراحة عار عليه لذا اختار أن يكون الجبل الشاهق لشدة التشابه بينهما

كان يشعر بقوة كبيرة وكأنه يملك العالم بأسره، كبطل مغوار في ساحات القتال يذهب إلى عمله بكل قوة ويعمل بكل جد ونشاط ولا يشعر بالتعب اطلاقا، كان يتصارع  مع التعب ويغلبه في كل مرة ويعتبر الراحة والهدوء عار لا يقترب منه..

كان يلقب بالأسد لفرط شجاعته وقوة جسده وكان يرفض الانسحاب من أي معركة يخوضها بغض النظر عن قوة الخصم وحجمه، ولكن الأسد أحيانا يتعب ويضعف ويمرض ويشيخ ويصل إلى مرحلة من حياته يحتاج إلى راحة وسكينة. لذا لم يعجبه هذا اللقب وسعى إلى لقب أقوى وأصلب.
فهو لا يتعب ويعتبر المرض أو الراحة عار عليه لذا اختار أن يكون الجبل الشاهق لشدة التشابه بينهما فهو شامخ وصلب بقوته وجبروته لا يستطيع أحد هزه وكل من أراده صعد إليه ويبقى دائما عاليا وشامخا، كان سعيدا جدا بهذا اللقب ودفع الغالي والنفيس ليكون أهلا له، نسي نفسه وأهله وحتى صحته، كان يدوس على كل شيء يقف حائلا أمام هذا اللقب الكبير.
فكان يضغط على نفسه لكي لا يشعر بالتعب فهو جبل شامخ والجبل لا يتعب وكلما أراد الراحة يرفض فهو لا يحتاج إلى الراحة، كان الألم يأكل جسده وهو واقف شامخ أمام أي رياح أو عاصفة يواجه كل مايعترض طريقه للوصول إلى القمة، كان قوياً ولديه نظرته الحادة وذكائه الثاقب الذي يجعل كل من حوله طوع أمره.
لكن وفي يوم من الأيام في إحدى الجلسات التي تناول بها الحل وماطابت الأنفس كعادته حدث صراع مختلف وجدال حاد لكنه مختلف عن كل مرة فقد تصاعدت الأصوات وسيطر على جسده كنار تحترق به وشبت نار العداوة بينهما وبدأت شرارة الصراع تتطاير.
ظن أنه عدو كأي عدو يقف أمامه ويتخطاه بسهولة، ولكن عدوه هذه المرة كان مختلفا وصراعه أشد، كانت العدواة بينهم شديدة وصراع الأقوياء واضحا وكل شخص بهم يمتلك أسلحته الخاصة.
نصحه الأهل والأصدقاء أن يضع اتفاقية أو هدنة مع هذا العدو الفتاك وينفذ شروطه وبرامجه ليتخلص من شره ويتخطى شرارة نيرانه.. لكنه أصر على المواجهة ولم يسمع لأحد فجبروته منعه أن يتنازل واختار أن يحمل سلاحهُ ويتبارز مع هذا العدو الخبيث بكل قوة وبسالة، كان الجميع يعلم أنها حرب خسرانة إلا هو كان ينظر العكس وكان ينظر إليه بعين اللااعتبار فهو الذي بارز الكثير لن يقف هذا العدو أمامه أو يمنعه من ممارسة حياته.
كان بكل جولة يخرج منتصراً يتشبع فخرا واعتزازا وظل هذا الصراع مستمرا مايقارب الخمسة عشر عام ولم يتعب الاثنين بل أصبح هذا الصراع هو اعتياد يومي وسنة من سنن الحياة..
كان يظن بأنه يهزمه أو هيئ له ذلك لكن العدو كان حاد الذكاء ولديه نفس طويل فجعل طاقته كلها تستنفذ خلال السنين الماضية وبكل جولة يخرج منها هو رابح، كان العدو يترك خلفة ندبة إلى أن تكاثرت الندب وأصبحت كبيرة لا يستطيع خياطتها.
لذا حصل مالم يكن بالحسبان سيطر عدوه في لحظة على جسده بصورة تامة وأصبح أسيراً له ولقراراته الظالمة وندم على كل لحظة لم يحافظ بها على صحته وعلى كل لحظة جعل بها صحته آخر اهتمامه.

إنّ الصحة من أهمّ النِّعَم التي ينعم الله بها على الإنسان في الحياة، والتي غالباً ما يغفل عنها ولا يشعر بأهميّتها إلّا عندما يفقدها. وإلى هذا أشار الإمام عليّ (ع) بقوله: «نعمتان مجهولتان؛ الصحّة والأمان».
لا تستهينوا بأي مرض يصيب أبدانكم ولا تقامروا بصحتكم.. فالسكر مرض خطير تصالح معه من البداية قبل أن يصبح أشد خطورة من السرطان..

الانسان
الحياة
السلوك
صحة
قصة
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    أبا الفضل.. بقية الدمع في مآقينا

    القيم والمآثر الأخلاقية في حياة الإمام الحسين

    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي

    ارتفاع هائل في استهلاك الطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي

    بناء التنوع.. شعار اليوم العالمي لهندسة العمارة

    جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية تنظم فعاليات نادي ريحانة الصيفي للفتيات

    آخر القراءات

    الرسول الاكرم

    النشر : الأربعاء 16 كانون الأول 2020
    اخر قراءة : منذ 7 ثواني

    اكرام زائري الحسين.. بركات للدنيا وحسنات للآخرة

    النشر : الخميس 15 ايلول 2022
    اخر قراءة : منذ 12 ثانية

    مرض القلاع: الأسباب والتشخيص والعلاج

    النشر : الأربعاء 22 كانون الأول 2021
    اخر قراءة : منذ 43 ثانية

    هايد بارك بنكهة عربية!

    النشر : الخميس 10 كانون الثاني 2019
    اخر قراءة : منذ 45 ثانية

    الكتابة على الجدران.. كيف نعالج هذه الظاهرة؟

    النشر : الأثنين 11 شباط 2019
    اخر قراءة : منذ 52 ثانية

    "خطية": آفة عراقية

    النشر : الخميس 23 حزيران 2022
    اخر قراءة : منذ 59 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1229 مشاهدات

    بعد تراجع وفيات النوبات القلبية.. ما الذي يُهدد حياتنا الآن؟

    • 445 مشاهدات

    ابتسم… أنت تمضي بلا هوية

    • 433 مشاهدات

    محرّم في زمن التحول

    • 418 مشاهدات

    تحدّي عاشوراء: أربعون يوماً لتكون حسينيّاً في زمن الضياع

    • 411 مشاهدات

    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي

    • 410 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1330 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1229 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1178 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1113 مشاهدات

    قراءة في كتاب: إدارة الموارد البشرية

    • 769 مشاهدات

    لمن تشتكي حبة القمح إذا كان القاضي دجاجة؟

    • 646 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    أبا الفضل.. بقية الدمع في مآقينا
    • الخميس 03 تموز 2025
    القيم والمآثر الأخلاقية في حياة الإمام الحسين
    • الخميس 03 تموز 2025
    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي
    • الخميس 03 تموز 2025
    ارتفاع هائل في استهلاك الطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي
    • الخميس 03 تموز 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة