السفينة عندما تبحر في الطوفان تخرج بشكل آخر قد تتحطم تماما أو يتغير شكلها ولكن عندما يكون ربان السفينة ماهرا تتغير جميع المعادلات، دعونا لا ننسى دور مساعد الربان وطاقم العمل أيضا.
كما قيل دائما الصديق وقت الضيق أصدق الصداقات تتجلى في الحياة الزوجية عند معاملة الشريك العاطفي ، في الأيام الصعبة تزيد نسبة افراز هرمون Oxytocin، هذا الهرمون يرتبط بالارتباط و العشق لذا أي عمل يسبب افراز هذا الهرمون يقوّم العلاقة.
لذا نجد الأشخاص الذين يساندون بعضهم البعض في الأزمات يتنعمون بعلاقات عميقة على عكس الأشخاص الذين يتركون بعضهم في الشدات ، لهذا السبب من أهم الأمور في نجاح العلاقات ودوامها الحماية فالنساء بطبيعة الحال يبحثون عمن يحميهم في الصعوبات أكثر من الرجال لذا يتكرر هذا السؤال: كيف نعرف بأن شريك حياتي يحميني؟
الاحتواء يتبين من معاملته مع الآخرين وكيف أنه يهتم بهم وهل لديه صداقات طويلة المدى أم لا؟
هذا يبين قدرته على حماية الآخرين والأمر الآخر كيفية معاملة الشخص عند سماع أزمات الآخرين !
الانسان في الأيام الصعبة يدخل في امتحان صعب فيكون مشوش النظر ومن الممكن أن يتخذ القرارات الخاطئة ، فهنا يأتي دور الشريك العاطفي كي يقوم بإرشاده وكشف الهموم.
تقول إحداهن: في أيام حملي كنت في أسوء حالاتي ولا يمكنني أن أسامح زوجي الخائن لأنني في هذه الأوقات كنت بأشد حاجاتي اليه ولكن بدل الاهتمام بي تركني.
و تقول أخرى: بعد سماع خبر اصابة والدتي بمرض السرطان كنت منهارة تماما عندما أخبرت زوجي رد قائلا: من سيطبخ لنا عندما تراجعين مع أمك إلى المستشفى؟
فهذه الإجابات تظل عالقة مدى الدهر لأن الانسان في هذه الحالة يحتاج إلى حضن دافئ يحويه بكل حب وقوة وينسيه آلامه وليس التفكير بأنانية فيفكر المرء بنفسه فقط ويتوقع الراحة والاهتمام كما الأيام العادية.
يجب أن نتذكر اننا في بحر متلاطم وفي كل لحظة هناك احتمال بأن تتحطم السفينة ويُفقد كل شيء وتموت النفوس!
ماهو ميزان الحماية العاطفية؟
بالتأكيد ميزان الحماية يتغير فمع مرور الزمن يحتاج الفرد إلى حماية أقوى من البدايات ولكن نحن نقع في دوامة ونظن بأن الشريك العاطفي يعرف مدى حبنا له ويعرف أننا معه على الدوام وننتظر طلب المساعدة حتى نمد يد العون ، ولكن عندما تمر خمس سنوات على عمر العلاقة والحياة المشتركة ميزان الحماية المتوقعة يزيد أكثر من الأشهر الأولى !
الحافظة تزداد في هذه الأيام ، الشريك العاطفي في الصعوبات يمر بأزمة نفسية فمن الممكن أن نزيد الهموم أو نكون هما فوق الهم .
العلاقة كالزهرة تحتاج الى اهتمام ورعاية، عندما يمر أحد الطرفين بأزمة نفسية لا يمكنه الاهتمام بالعلاقة فهنا تزيد مسؤولية الطرف الثاني ويجب أن يضاعف العمل والاهتمام.
من الأمور المفيدة: تقليل التوقعات في هذه الأيام ، فالانسان الذي يمر بأزمة لا يطيق نفسه ولا يمكننا أن نتوقع مزيدا من الطلبات منه ، لابد وأن نمر بالأزمات فهناك الموت والمرض والفراق ومشاكل أخرى تغير مصير الانسان فلنكن بسمة أمل في الليالي الظلماء.
نستطيع أن نطلب من شريك حياتنا أن يرشدنا بكيف يسهل عليه الأمر أو يقلل من توتره وحزنه ففي هذه الحالة يمكننا تقليل الخسارات.
فقد قال الله تعالى: "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودةً ورحمة"، فأي شخص أولى بالرحمة والمودة؟ من أوصانا الله بأداء حقوقه، يقول رسولنا الكريم (صلى الله عليه وآله): خيركم خيركم لأهله. فأي خير أفضل من الرحمة والتفاهم بين الزوجين، وحماية بعضهما البعض في الرخاء والشدة.
اضافةتعليق
التعليقات