وجدت دراسة أن مستهلكي السجائر الإلكترونية كانوا أكثر عرضة لخطر الإصابة بحال تسمى في الطب "قصور القلب مع الحفاظ على الجزء المقذوف"، وفيها تصبح عضلة القلب متصلبة ولا تمتلئ بالدم بالشكل الصحيح بين الانقباضات.
وتفيد نتائج البحث بأن الأشخاص الذين استخدموا السجائر الإلكترونية في أية مرحلة من حياتهم كانوا أكثر عرضة بنسبة 19 في المئة للإصابة بقصور القلب، مقارنة بمن لم يستخدموا السجائر الإلكترونية مطلقاً.
وتطرق إلى هذه النتائج الباحث الرئيس في الدراسة من مؤسسة الرعاية الصحية "ميدستار هيلث" MedStar Health في منطقة بالتيمور بالولايات المتحدة الدكتور ياكوبو بن الحسن فقال، "تربط مزيد ومزيد من الدراسات بين السجائر الإلكترونية وبين التأثيرات الضارة من جهة أخرى، وتجد أن هذا الشكل من التدخين ربما لا يكون آمناً خلافاً لما كان يعتقد سابقاً".
"كان الفارق [بين مدخني السجائر الإلكترونية وغير المدخنين] الذي شهدناه في الدراسة كبيراً، ومن الأجدر بك أن تفكر في عواقب [السجائر الإلكترونية] على صحتك، خصوصاً في ما يتعلق بصحة القلب"، أضاف الدكتور ابن الحسن.
ووفق "هيئة الخدمات الصحية الوطنية" ("أن أتش أس" NHS) في بريطانيا، فعند الإصابة بقصور القلب لا يعود الأخير قادراً على ضخ الدم إلى مختلف أنحاء الجسم بشكل صحيح، ومرد ذلك عادة إلى أن القلب أصبح ضعيفاً جداً أو متصلباً.
وتشير التقديرات إلى أن ما يربو على مليون شخص في المملكة المتحدة يعانون قصوراً في القلب، وفق "مؤسسة القلب البريطانية" British Heart Foundation.
وشملت الدراسة أكثر من 175 ألف شخص في الولايات المتحدة، منهم من يستهلك السجائر الإلكترونية ومنهم من لا يستهلكها، وأصيب من بين هؤلاء 3242 شخصاً بقصور القلب في غضون 45 شهراً من الدراسة.
كذلك وجدت الدراسة أن مستهلكي السجائر الإلكترونية كانوا أكثر عرضة لخطر الإصابة بحال تسمى في الطب "قصور القلب مع الحفاظ على الجزء المقذوف"، وفيها تصبح عضلة القلب متصلبة ولا تمتلئ بالدم بالشكل الصحيح بين الانقباضات. [تسمى هذه الحالة أيضاً "قصور القلب الانبساطي".
وعموماً تصنف أنواع قصور القلب بحسب الكسر القذفي ejection fraction - EF أي النسبة المئوية للدم الذي يضخه القلب مع كل نبضة، ويُعد مقياساً لمدى كفاءة القلب في ضخ الدم، ففي الحال الطبيعية يضخ البطين الأيسر نحو 55 إلى 60 في المئة من الدم الموجود ضمنه].
ولكن في المقابل لم يجد البحث أية صلة بين تدخين السجائر الإلكترونية وبين ما يسمى "انخفاض الكسر القذفي" [أو "قصور القلب الانقباضي"]، وفي هذه الحال تتقلص عضلة القلب وتصبح أضعف، ومن ثم لا يضغط البطين الأيسر بقوة كما ينبغي أثناء الانقباضات [ونتيجة لذلك تبقى نسبة ضئيلة من الدم في القلب، ثم يتراكم الدم في الرئتين أو الأوردة أو كليهما].
وقال الباحثون إن نتائج الدراسة الجديدة تشير إلى الحاجة للنهوض ببحوث إضافية حول الأضرار المحتملة لتدخين السجائر الإلكترونية على صحة القلب، أما نتائج هذه الدراسة فيعرضها الباحثون في "الدورة العلمية السنوية للكلية الأميركية لأمراض القلب".
وخلال الشهر الماضي سنّت حكومة المملكة المتحدة تشريعاً يقضي بالحد من تدخين الشباب من طريق مشروع قانون التبغ والسجائر الإلكترونية، وهدفه التصدي لتدخين الشباب عبر إدخال صلاحيات جديدة تضع قيوداً على نكهات وطريقة تغليف السجائر الإلكترونية التي يتم تسويقها عن سابق تصور وتصميم في أوساط الأولاد.
من جهة أخرى التزمت الحكومة بحظر السجائر الإلكترونية أحادية الاستخدام اعتباراً من أبريل (نيسان) 2025 بموجب القوانين البيئية. حسب اندبندت عربية
اضافةتعليق
التعليقات