جبنة تشيدر في الأسواق البريطانية تحوي كميات ملح تفوق المستويات المقبولة في صناعة الأغذية، والخطر يحدق بصحة الناس.
توَجه إصبع الاتهام إلى منتجي الأجبان النباتية على خلفية تجاهلهم تحذيرات خبراء الصحة في شأن منتجاتهم، مما دفع منظمي حملات الاتهام إلى حث الحكومة على التحرك.
وحذرت جمعية التوعية حول أخطار "الملح" Action on Salt من أن الجبن النباتي تحوي نسبة ملوحة تصل تقريباً إلى 10 في المئة أكثر من جبن تشيدر العادي وتحوي نسبة عالية من الدهون المشبعة، على رغم "هالتها الصحية" التي تسوق بها أمام الجمهور.
كما كشفت المجموعة أيضاً عن أن الأجبان النباتية تحوي أعلى مستويات الملح، بمتوسط يصل إلى 1.91 غرام لكل 100 غرام.
ووفقاً لدراسة أجرتها المجموعة التي اعتمدت على تحليل أكثر من 600 نوع جبن في 10 متاجر مختلفة، حتى القطعة الصغيرة من جبن تشيدر العادي التي تزن 30 غراماً تحوي كمية أكبر من الملح مقارنة بكيس من البطاطس.
وأكدت الدراسة أن منتجي الجبن لم يولوا اهتماماً جدياً بتقليل محتوى الملح، إذ قاموا بتغييرات ضئيلة فقط خلال العقد الماضي.
ودعت الجمعية الخيرية الحكومة إلى "اتخاذ إجراءات حازمة" في صناعة الجبن، ووضع أهداف أكثر صرامة وملزمة لتقليل مستوى الملح بعد عام 2024.
وبحسب الجمعية، تصدرت جبنة 30% Less Fat Mature British Cheese من متاجر "أسدا" Asda البريطانية قائمة الأجبان التي تحوي أعلى نسبة ملح، إذ بلغت 2 غرام ملح لكل 100 غرام، بالمقارنة مع جبنة Morrisons Savers Mild British Cheese التي تحوي نسبة أقل من الملح بنسبة 28 في المئة، فبلغت 1.44 غرام ملح لكل 100 غرام.
وأوضحت الجمعية أن هذه النتائج تظهر بوضوح أن استخدام كميات كبيرة من الملح غير ضروري، وأن تقليل كمية الملح ممكن ويمكن تحقيقه لمصلحة تسعة من كل 10 أشخاص يشترون ويستهلكون جبنة تشيدر بانتظام.
وفي المتوسط، كانت جبنة العلامة التجارية الخاصة بالمتاجر تحوي أقل نسبة ملوحة مقارنة بالماركات التجارية الأخرى.
وبحسب النتائج، تحوي جبنة متجر موريسونز أدنى مستوى من الملح مقارنةً بمتاجر التجزئة الأخرى بنسبة 1.61 غرام/100 غرام، بينما تميزت ماركة كاثيدرال سيتي التي تنتجها شركة سابوتو ديري لإنتاج الأجبان أحد أعلى محتوى الملح بلغ نسبة 1.83 غرام/100 غرام.
وعام 2012، كان متوسط الملح الموجود في جبن تشيدر وغيرها من الأجبان المماثلة يبلغ 1.68 غرام ملح لكل 100 غرام، مقارنة بمتوسط 1.70 غرام ملح لكل 100 غرام في 2023.
وإذ أقرت جمعية التوعية حول أخطار "الملح" بأن عدداً من أصناف الجبن المتاحة حالياً انخفضت إلى ما دون الحد الأقصى المستهدف للملح الذي حددته وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية في 2020 والذي سيتم تحقيقه بحلول نهاية عام 2024، لكنها أشارت إلى أن الاختلافات الكبيرة في الملح وغياب أي تخفيضات ملحوظة منذ عام 2012 "توضح أن الأهداف متساهلة للغاية".
"إن تقليل مستوى الملح هو الإجراء الأكثر كفاءة من حيث الكلفة والفاعلية لخفض ضغط الدم، وبذلك تقليص عدد الأشخاص الذين يعانون السكتات الدماغية وأمراض القلب، والحد من الإعاقات التي تغير مجرى الحياة المرتبطة بها - وكل هذا يمكن تجنبه تماماً"، وفقاً لغراهام ماكغريغور، أستاذ طب القلب والأوعية الدموية بجامعة كوين ماري في لندن ورئيس مجلس إدارة منظمة التوعية حول أخطار "الملح"، الذي يوضح أنه "وفقاً لوزارة الصحة والرعاية الاجتماعية، إن تخفيف غرام واحد من الملح يومياً كفيل بإنقاذ أكثر من 4000 شخص من الوفاة المبكرة سنوياً".
واستطرد "ومع ذلك، لا تبذل الحكومة جهوداً كافية لمساعدة الناس في تقليل استهلاكهم من الملح، ويجب أن تضطلع بدور أكبر في الضغط على صناعة الأغذية لاستخدام كميات أقل من الملح في منتجاتها، إضافة إلى وضع أهداف صارمة".
من جانبها، قالت سونيا بومبو، اختصاصية تغذية مسجلة ومسؤولة الحملات في جمعية التوعية حول أخطار "الملح" إننا "كأمة، نتناول جميعاً كميات كبيرة من الملح، وكثير منه مضاف بالفعل من قبل صناعة الأغذية في الأطعمة المفضلة للعائلات اليومية مثل الجبن، مما يزيد من خطر ارتفاع ضغط الدم ويؤثر في صحتنا". واستطردت "تعتبر مستويات الملح في بعض هذه المنتجات ببساطة غير ضرورية وتقوض جهود الشركات الأكثر مسؤولية. لذلك، من المهم أن تضع حكومتنا صحتنا في المقام الأول وتبدأ بتحريك العجلة نحو وضع أهداف أكثر صرامة لتقليل محتوى الملح بعد عام 2024". حسب اندبندت عربية
اضافةتعليق
التعليقات