استخدم عدد من العلماء نموذجاً من الذكاء الاصطناعي للكشف عن شكل جديد من سرطان البروستات العدواني، في إنجاز من شأنه أن يصنع ثورة في طريقة تشخيص المرض وعلاجه.
في التفاصيل، وجدت دراسة ممولة من "مؤسسة بحوث السرطان في المملكة المتحدة" Cancer Research UK أن سرطان البروستات، الذي يصيب واحداً من كل ثمانية رجال في حياتهم، يشتمل على نوعين فرعيين مختلفين [قبل هذه الدراسة اعتقد العلماء أنه لا يوجد سوى نوع واحد من سرطان البروستات].
ويحدو العلماء أمل في أن تنقذ هذه النتائج آلاف الأرواح في المستقبل، وأن تحدث ثورة في طريقة تشخيص هذا السرطان وعلاجه.
في دراستهم، استخدم الباحثون شكلاً من الذكاء الاصطناعي في تحليل بيانات مستقاة من "الحمض النووي الريبوزي منقوص الأوكسجين" الـ"دي أن أي" DNA [لدى مجموعة المرضى]، ليحددوا نوعين فرعيين مختلفين من هذا السرطان.
من شأن هذه النتائج أن تقود في نهاية المطاف إلى إيجاد علاجات مخصصة لكل مريض على حدة [اعتماداً على نوع حالته] استناداً إلى نتائج الاختبار الجيني الوراثي الذي سيستعان بالذكاء الاصطناعي أيضاً للحصول عليها.
وفق "مؤسسة بحوث السرطان في المملكة المتحدة"، يعتبر سرطان البروستات أكثر أنواع السرطانات شيوعاً التي تصيب الرجال في المملكة المتحدة، مع تسجيل البلاد نحو 52 ألف حالة منه سنوياً.
الدكتورة روبال ميستري، كبيرة مديري المشاركة العلمية في المؤسسة الخيرية قالت "إن البحث الذي نشره فريق دولي من الباحثين يحمل وعداً بالتأثير بشكل حقيقي [في مصير] المصابين بسرطان البروستات".
ومعلوم أنه "كلما ازداد فهمنا للسرطان، ازدادت فرصتنا في تطوير علاجات للتغلب عليه"، وفق الدكتورة ميستري، التي أضافت، "نشعر بالفخر لأننا ساعدنا في تمويل هذا البحث المتطور، الذي وضع الأسس اللازمة للعلاجات المخصصة للمصابين بسرطان البروستات، مما يسمح لأعداد أكبر من الناس بالتغلب على مرضهم".
والبحث، الذي حظي بتمويل إضافي من مؤسسة "بحوث سرطان البروستات في المملكة المتحدة" وشارك فيه علماء من "جامعة أكسفورد"، و"جامعة مانشستر"، و"جامعة إيست أنجليا" (UEA)، إضافة إلى "معهد أبحاث السرطان في لندن"، يسلط الضوء على أوجه التأثير التي يطرحها تشخيص سرطان البروستات على الصحة الجسدية والعاطفية والعقلية والنفسية لدى المرضى.
في دراستهم، تعاون هؤلاء العلماء معاً كجزء من فريق دولي يسمى "مجموعة عموم سرطان البروستات" The Pan Prostate Cancer Group.
ويهدف الباحثون إلى تطوير اختبار جيني وراثي في مقدوره، عند دمجه مع الطرق المعمول بها حالياً، إعطان توقعات أكثر دقة في شأن مسار تطور المرض لدى كل مريض، مما يسمح باتخاذ قرارات علاجية مخصصة لكل مريض على حدة تتلاءم مع حالته ونتائجه.
كذلك قالت الدكتورة نيومي إلستر، مديرة قسم البحوث في "مركز بحوث سرطان البروستات" إن "هذه النتائج ربما تشكل بداية تسمح بأن نتبع في علاج سرطان البروستات نهج "فرق تسد" نفسه الذي أجدى نفعاً في علاج أمراض أخرى، مثل سرطان الثدي".
وفي الدراسة، التي نشرت في المجلة العلمية "سيل جينوميكس" Cell Genomics، استخدم الباحثون الذكاء الاصطناعي كي يدرسوا تغيرات موجودة في الحمض النووي الـ"دي أن أي" في عينات من سرطان البروستات مأخوذة من 159 مريضاً بالداء، وحددوا مجموعتين مختلفتين من السرطان.
تطرق إلى النتائج أيضاً البروفيسور كولين كوبر، من "كلية نوريتش الطبية" في "جامعة إيست أنجليا"، فقال إن "هذه الدراسة مهمة فعلاً لأننا حتى الآن، كنا نعتقد أنه لا يوجد سوى نوع واحد من سرطان البروستات... لكن الآن فقط، مع التطور الذي أحرزه الذكاء الاصطناعي، نجحنا في الكشف عن وجود نوعين فرعيين مختلفين فعلاً من هذا الداء".
ويأمل البروفيسور كوبر وزملاؤه في "ألا تقتصر الاستفادة من نتائج الدراسة على إنقاذ الأرواح من طريق إيجاد تشخيص أفضل وعلاجات مخصصة في المستقبل، بل في أن تساعد الباحثين المتخصصين في مجالات السرطان الأخرى في التوصل إلى فهم أفضل لأنواع أخرى من السرطان أيضاً". حسب اندبندت عربية
اضافةتعليق
التعليقات