اشترك سايمون، في موقع مواعدة لعدة عام بحثا عن شريكة حياة. ولحسن حظه، التقى في غضون أشهر بـ "حب حياته". لكن ومن دون أن يدرك، كان يتم تجديد عضويته في الموقع بشكل تلقائي.
وقد صُدم عندما اكتشف أنه كان يلاحق مقابل عدم تسديده 358 جنيهاً إسترلينياً، وتم تهديده بوكالة تحصيل ديون. وقصة سايمون ليست غريبة.
إذ يتم إنفاق مئات الملايين من الجنيهات الاسترلينية سنوياً على اشتراكات غير مستخدمة، وفقاً لجمعية مراقبة المستهلك غير الربحية "مكتب نصيحة المواطنين".
وألقى معظم الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع الذي صدر مؤخراً، باللوم على التجديد التلقائي للاشتراكات في ذلك.
ووقع الكثير منا ضحية الاشتراك في نسخة تجريبية مجانية ثم نسيان إلغائه، مما يؤدي إلى مدفوعات مقابل خدمات لا نحتاجها.
وتعمل الحكومة في المملكة المتحدة، على إجراءات صارمة ضد التقنيات التي يستخدمها كبار تجار التجزئة عبر الإنترنت لمحاولة حبس الأشخاص داخل اشتراكات تتجدد تلقائياً.
وهي تقترح قواعد جديدة، تتطلب من الشركات إرسال "إشعارات تذكير" للعملاء للتأكد من أنهم على دراية باستمرار اشتراكهم.
ولم يكن الجميع سعداء بشأن الخطط الحكومية هذه. إذ اتهمت شركة ديزني، الحكومة البريطانية بمحاولة تنفيذ "إدارة دقيقة" للطريقة التي تتفاعل بها الشركات مع عملائها.
ومن جهتهم، أبلغ المنظمون الأمريكيون أيضاً الشركات بأن تكتيك عدم إرسال إشعارات تذكر بالتسجيل التلقائي، ينتهك قوانين حماية المستهلك.
وأصبحت أمازون الهدف الأكثر شهرة في تلك المعركة هذا الشهر، بعد أن رفعت عليها الولايات المتحدة دعوى قضائية بشأن مزاعم أنها خدعت العملاء للتسجيل في تجديد تلقائي لاشتراكات "برايم" وجعل من الصعب إلغائها. وقد رفضت الشركة هذه الاتهامات.
"أنفقت 6.99 جنيهاً إسترلينياً على مدى 18 شهراً"
تقدم مجموعة كبيرة من الشركات الآن اشتراكات تتعلق بأشياء مختلفة، من توصيل الطعام إلى العدسات اللاصقة والسوق في نمو مستمر. وتقدم كثير من الشركات نسخة تجريبية مجانية، أو خصومات مقابل التسجيل بخدماتها.
ومع ذلك، تحدث الأشخاص الذين تحدثت اليهم بي بي سي، عن شعورهم بأنهم قد تم حبسهم في الاشتراك مخالفة لرغبتهم، لأنهم نسوا إلغاءه عند انتهاء الفترة التجريبية المجانية.
وقال جون، على سبيل المثال، لبي بي سي إنه اشترك في خدمة الفيديو "أمازون برايم" لمدة 30 يوماً مجاناً ونسي إلغاء اشتراكه عندما انتهت الفترة المجانية.
وقال: "لقد أنفقت 6.99 جنيهات إسترلينية شهرياً لمدة 18 شهراً من دون سبب".
نموذج عمل ناجح
بالنسبة إلى شركات مثل أمازون، فإن التسجيل التلقائي أمر لا يحتاج إلى تفكير، وفقاً لمحللة الأبحاث كلير هولوبوسكي من شركة "إندرز أناليسيس".
وتقول إن الشركات يمكن أن تنمي قاعدة عملائها إما عن طريق الاستثمار المستمر لتحسين منتجاتها أو عن طريق الاشتراكات وهو "الطريق الأسهل".
وتضيف: "يقوم العميل بتجربة المنتج مرة واحدة ثم يتم حبسه في الاشتراك، مما يمنح الشركة تدفق إيرادات سهلة نسبياً ومن دون أي تكلفة إضافية".
وتقول هولوبوسكي أنه أصبح هناك تحولاً في عقلية المستهلك في السنوات الأخيرة، وأصبحنا معتادين على الدفع مقابل المنتجات والخدمات على أساس شهري.
لكن نماذج الاشتراك ليست بالضرورة صفقة سيئة للعملاء، لا سيما إذا كانت تمكنهم من الحصول على منتجات مجانية أو خصومات وتقدم العديد من الشركات إشعارات للعملاء عندما يحين وقت تجديد اشتراكهم.
وتقول حكومة المملكة المتحدة إن مشروع قانونها من شأنه أن "يضمن حصول المستهلكين على صفقة عادلة".
لكن "مكتب نصيحة المواطنين" يقول إن الأمر يجب أن يذهب إلى أبعد من ذلك، حيث يدعو إلى حظر التجديد التلقائي تماماً وجعل الشركات تطلب من الأشخاص الاشتراك، بدلاً من إلغاء الاشتراك بعد تجربة مجانية.
كيفية تجنب الوقوع في فخ الدفع التلقائي
أعرف ما الذي تشترك فيه: قبل الاشتراك في أي شيء، تأكد من أنك تعرف ما الذي ستحصل عليه بالفعل والمدة التي تلتزم بها وما سيكلف ذلك بعد انتهائها. يجب ألا يكون هناك شرط مسبق للدفع.
قم بوضع تنبيه: إذا قمت بالتسجيل للحصول على اشتراك بفترة تمهيدية مجانية، قم بوضع تذكير قبل أسبوع من انتهاء الفترة المجانية كي لا تنسى إلغاء الصفقة.
تحقق من حسابك المصرفي: ابحث عن مدفوعات الاشتراكات التي لا تريدها وتواصل مع الشركة لإلغائها. حسب بي بي سي
اضافةتعليق
التعليقات