عندما يصاب شخص ما بفيروس كورونا فإنه يتعافى في الغالب ويعود إلى حياته الطبيعية في غضون أيام أو أسابيع على الأكثر، لكن بعض الأشخاص لا يتخلصون من بعض الأعراض في ظاهرة صحية باتت تعرف بـ"كوفيد طويل الأمد".
من بين هؤلاء الذين يشكون "كوفيد طويل الأمد"، تقول الرياضية والأخصائية الأميركية في العلاج الطبيعي إيميلي كافي، إنها وجدت نفسها تعاني التعب وألم في الجسم وضبابية في الدماغ، رغم مضي أكثر من سنتين على إصابتها بفيروس كورونا في مارس 2020.
وعندما سارعت هذه المرأة الأميركية التي تبلغ 36 عاما وتقيم في مدينة شيكاغو، إلى إجراء فحوص دقيقة من أجل الاطمئنان ومعرفة الأسباب، جاءت النتائج طبيعية.
لكن كافي التي أرادت أن تعود إلى ممارسة الرياضة واستئناف عملها بالشكل المعتاد، فوجئت بشعور التعب والإنهاك، حتى اضطرت إلى طلب إجازة من أجل أخذ قسط من الراحة.
وبحسب صحيفة "غارديان" البريطانية، فإن الباحثين أجروا دراسات كثيرة حول "كوفيد طويل الأمد"، خلال العامين الماضيين، لكن خبراء الأمراض المعدية يؤكدون أننا ما زلنا نعرف القليل فقط حول هذه الحالة الصحية المثيرة للحيرة.
ويسعى العلماء جاهدين إلى استخلاص الأسباب التي تجعل شخصا ما يعاني أعراض "كوفيد طويل الأمد"، فضلا عن السبل الممكنة لعلاج المرض.
ويوضح الباحث في أخلاقيات علم الأحياء بجامعة بنسلفانيا إيزيكييل إيمانويل، أن هناك أسئلة تطرح اليوم حول مستوى القلق الذي ينبغي أن يشعر به الناس إزاء احتمال الإصابة بفيروس كورونا، لا سيما في ظل توجه أغلب دول العالم إلى تخفيف القيود الصحة.
وقال الباحث الذي كان عضوا في فريق مستشاري الرئيس الأميركي جو بايدن بشأن الوباء، إن "الناس يتصرفون كما لو أن الوباء انتهى وبات جزءا من الماضي، في حين أن كوفيد طويل الأمد يبدو شبيها بمرض من قبيل ارتفاع ضغط الدم".
وكشفت دراسة منشورة في مجلة "Annals of Clinical and Translational Neurology" أن بعض من أصيبوا بفيروس كورونا ظلوا يعانون الأعراض بعد 15 شهرا من انتقال العدوى إليهم.
وذكر الباحثون أن بعض الأشخاص تحسنت حالتهم مع مرور الوقت، لكنهم لم يعودوا إلى الحياة العادية التي كانوا عليها قبل الإصابة بكورونا.
وكشفت دراسة منشورة في مجلة "نيتشر ميديسين"، أن الأشخاص المطعمين ضد فيروس كورونا لم يكونوا أقل عرضة لمخاطر "كوفيد طويل الأمد"، مقارنة بالأشخاص الذين لم يحصلوا على اللقاح.
وقال الخبير في علم الأوبئة في جامعة واشنطن، زياد العلي، إن "اللقاحات تحمي بعض الأشخاص من كوفيد طويل الأمد، لكن التطعيم لا يقدم الحماية للجميع".
وتشير التقديرات الطبية في الوقت الحالي إلى أن ما بين 10 و30 بالمئة من الأشخاص الذين يتعافون من فيروس كورونا، يبلغون عن أعراض "كوفيد طويل الأمد". حسب سكاي نيوز
دراسة محبطة.. الطب يعجز عن علاج عوارض "كوفيد الطويل الأجل"
مع ارتفاع حالات الإصابة بكورونا في بعض الدول من جديد، حث خبراء الصحة المسؤولين لاتخاذ إجراءات احتياطية، على مجابهة أي احتمال موجة محتملة من التفشي.
ومع دخول العالم سنته الثالثة مع الفيروس، وصل عدد المصابين حول العالم إلى 425 مليوناً، ويقدّر الباحثون أنّ ما يتراوح بين 10 و30 في المئة منهم قد يعانون من عوارض "كورونا طويل الأمد" التي تمتدّ لأشهر عديدة بعد الإصابة بالعدوى.
وفي هذا الإطار، نشرت ورقة بحثية في دورية "نيو إنغلاند جورنال أوف ميديسين"، كتبها كلّ من ستيفن فيليبس، نائب رئيس العلوم والاستراتيجية في تحالف الخبراء بمؤسسة "كوفيد كولابوراتيف" Covid Collaborative، وميشال ويليامز، عميدة كلية تشان للصحّة العامّة التابعة لجامعة هارفارد.
وقالا: "ستواجه مجموعة المرضى الذين يعانون من عوارض (كوفيد الطويل) تجربة صعبة ومعذّبة مع نظامنا الصحي المتعدّد الاختصاصات والذي يركّز على كلّ عضو على حدة في ضوء تقديمٍ عيادي معقّد وضبابي".
وبحسب ما ذكرته "الشرق الأوسط"، سلّطت ملحمة المعاناة التي عاشتها سيدة شابة أميركية اسمها ليندسي بوليغا مع "كوفيد"، الضوء على خذلان النظام الصحي الأميركي للكثير من المرضى وفقاً لوسائل الإعلام الأميركية.
إذ وبعد عامين، وثلاث إصابات بفيروس "كوفيد"، وزيارة 11 طبيباً، لم يستطع أحد معرفة لماذا لا تزال ليندسي بوليغا مريضة إلى هذه الدرجة.
وتبلغ ليندسي 28 عاماً من العمر ولم تكن تواجه أي مشاكل صحية قبل إصابتها بالفيروس، ولكنّ الشابّة التي تخرّجت في كلية الحقوق العام الماضي، تعاني اليوم من آلام في الصدر وارتفاع ضغط الدمّ وخدرٍ في اليد، وغيرها الكثير من العوارض.
وقد تحوّلت حياتها إلى سلسلة من مواعيد الأطبّاء الموزّعين في أرجاء مدينتها سان بيترسبرغ، فلوريدا. فقد أرسلها طبيب الرعاية الصحية الأولية إلى طبيب متخصص بالمناعة أحالها إلى طبيب متخصص بالقلب أحالها بدوره إلى طبيب للكلى، وآخر متخصص بالغدد.
شعر الأخير أنّه قد يحصل على المزيد من المعلومات من طبيب أعصاب، ولكن عندما فشلت فحوص طبيب الأعصاب في تحديد سبب لمرض ليندسي الشديد، عاد وأرسلها إلى طبيب المناعة.
في مرحلة معيّنة، نصحها أحد أطبّائها المذهول من عجز العلوم الطبية عن تفسير حالتها، بدراسة فكرة عزل نفسها في منزلها على أمل أن يساعدها هذا الأمر في تجنّب مسببات المرض. حسب العربية
اضافةتعليق
التعليقات