مع تطور التكنولوجيا، يغادر البشر شيئا فشيئا العمل البدني ويلتحقون بالمكاتب، لكن العمل المكتبي له آثار سلبية من الناحية الصحية، ويزداد الأمر سوءا مع وجود خيارات الأطعمة في أماكن العمل، التي لا تتماشى في غالبيتها مع أحدث دراسات علوم التغذية.
وسوء التغذية لا يؤثر على صحتنا فحسب، بل قد يمكن أن يمتد تأثيره إلى مستوى أدائنا في العمل، وذلك بالتأثير سلبا على مستويات التركيز والطاقة وحتى الإحباط ونفاد الصبر.
فنحن نعلم جميعا أننا يجب أن نتناول طعاما غذائيا متوازنا ونمارس التمارين الرياضية بانتظام، لكن قول ذلك أسهل من فعله، خاصة عندما يكون لديك 9 ساعات عمل وساعات أخرى تذهب في المواصلات وأنشطة المنزل.
ووجدت دراسة أن موظفين شاركوا في برنامج صحي اشتمل جانبا غذائيا كانت إنتاجيتهم أعلى، وبما يساوي تقريبا بوم عمل إضافي للعامل الذي لا يتناول طعاما صحيا.
وتقول مجلة "هارفرد بينزس ريفيو" إن ما تأكله يؤثر على إنتاجيتك، وإن الأمر الأهم هو العمل على تطبيق خطة يسهل تحقيقها أكثر من مجرد الوعي بأهمية الأكل الصحي، ويتم ذلك عبر 7 خطوات رئيسية.
ثقف نفسك: إن أول وأهم خطوة في هذا المجال هي أن يثقف الموظف نفسه بقيمة الأغذية وتأثير الأطعمة والمشروبات على صحته وإنتاجيته. صحيح أن معظمنا يعرف ما هو صحي أو غير صحي، لكن موضوع التغذية أكثر تعقيدا من تصنيف "جيد" وسيء".
ومن خلال تثقيف نفسك، يمكنك إجراء تعديلات سريعة وبسيطة على نظامك الغذائي بما يؤدي إلى نتائج صحية أفضل وإنتاجية أحسن.
صمم روتينا: إن من أسباب وقوعنا في العادات الغذائية السيئة هو أننا لا نصمم ولا نبني روتينا صحيا، مما يعني ترك أنفسنا لكل ما هو سهل، وهو بالطبع غير صحي.
ومع بناء الروتين المناسب، يمكنكن أن تجهز وجبات صحية، كما أن ذلك يساعدك في اتخاذ قرارات الاكل قبل أن تشعر بالجوع، وعلى سبيل المثال يمكن للموظف أن يصنع طبقا سهلا بشكل روتين مثل خلطة الجزر والبذور والمكسرات، فهذا يغنيك عن شراء رقائق البطاطا أو أكل الحلويات.
لا تتجاهل الوجبات: متى تأكل وكم مرة تأكل لا تقل أهمية عن الأكل الصحي واستخلاص العناصر الغذائية الصحية من طعامك، لذلك من الضروري عدم تجاهل أوقات الوجبات أو ترك مسافات زمنية كبيرة بين الوجبات، خاصة الخفيفة منها "سانكس" لأن الجلوكوز سينخفض، مما يجعل من الصعب على الموظف التركيز، ويزيد من خطر الإفراط في الوجبة التالية، وهذا يزيد من خطر زيادة الوزن.
ابق رطبا: من المرجح أن يؤدي الجفاف إلى ضعف أداء الموظف وانخفاض قدراته المعرفية وحتى التقليل من روحه المعنوية، ولذلك يجب أن يحاول الموظف إبقاء جسمه رطبا عن طريق شرب المياه لا المشروبات المشعبة بالسكر أو الكافيين، فلهذه آثار سلبية جانبية مثل الجفاف وارتفاع نسبة السكر في الدم.
الغداء الذكي: الوجبة الرئيسية في العمل هي الغذاء، في معظم الحالات، لذلك يجب إيلاؤها اهتماما، ويبدو تناولها أمرا صعبا لكثيرين في ظل ضغط العمل.
ووجبة الغداء المثالية تشمل البروتين والسكر والألياف والكربوهيدرات وغيرها من العناصر الغذائية.
من المفضل تحتوي هذه الوجبة على فواكه وخضار، فهي تجعل الموظف أكثر سعادة وتفاعلا وإبداعا، لأنها تشجع على إنتاج هرمون الدوبامين الذي يعزز من الشعور بالسعادة. ومن الوجبات المحبذة في العمل، طبق السلطة الكبير. ومن المهم أن يأخذ المرء وقته في أكل وجبة الغداء، وألا يأكل على مكتبه إن وجد مكانا أفضل.
تناول وجبات خفيفة معقولة: الجوع يمكن أن يكون مصدر إلهاء في العمل والعديدون يسقطون فريسة لآلة البيع بكل ما تحتويه من حلويات، لكن تناول الوجبات الخفيفة ضروري لتحسين مزاجيتك وإنتاجيتك وتلافي السكريات.
الوجبة الخفيفة تتكون من الفواكه والخضار والمكسرات والبذر والزبادي والجبن غير المعالج، ويفضل أن يعد الموظف هذه الوجبات في المنزل قبل انطلاقه إلى العمل.
اليقظة بشأن ما نأكله: ما نأكله يترك تأثيرا على مستويات التركيز والطاقة لدينا، ومن الصعب أن نلتزم 100 % بنظام غذائي صحي طوال الوقت، لكن من خلال الانتباه لما نأكله ومتى، ويمكن ذلك من الانتباه التام لطعامك أثناء شرائه وإعداده وتقديمه واستهلاكه.
ويمكن تطبيق ذلك من خلال كتابة قائمة بالعناصر الغذائية المطلوبة، عندما تذهب إلى التسوق، وألا تأكل بناءً على جوعك،لأن ذلك سيدفعك إلى أكل المزيد بما يفوق حاجتك، وليس من الضروري أن تأكل شيء في طبقك، وفكّر في مقاومة مغريات الطعام وقل كلمة "لا" لنفسك. حسب سكاي نيوز
طريقة لتخفيض كمية السعرات الحرارية عند تناول الطعام في العمل
اكتشف علماء بريطانيون، أن تقليل السعرات الحرارية للطعام وكميته، أثناء تناوله في العمل والمدارس والجامعات، يساعد على تخفيض السمنة لدى السكان.
وتشير مجلة PLOS Medicine، إلى أنه وفقا للباحثين، يحصل الإنسان على 15 بالمئة من السعرات الحرارية خلال تناول الطعام في العمل. ومن أجل ذلك، غير الباحثون النظام الغذائي المتبع في 19 مطعما في متاجر السوبر ماركت لمدة 25 أسبوعا.
وتضمنت التغيرات، استبدال الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية، بأطعمة منخفضة السعرات الحرارية، ما أدى إلى انخفاض كمية السعرات الحررية التي يحصل عليها الشخص بنسبة 11.5 بالمئة، مقارنة بـ 50 كيلو سعرة التي كان يحصل عليها في اليوم سابقا.
ويشير الباحثون، إلى أن هذا أدى أيضا إلى انخفاض أرباح المطاعم بنسبة 5.7 بالمئة، ولكنها عادت بعد فترة إلى مستواها السابق.
ويذكر أن أحد خبراء التغذية في الولايات المتحدة، كشف في شهر مايو الماضي عن المواد الغذائية التي تساعد على تخفيض الوزن، مثل الفول والعدس والحمص وغيرها، حيث يؤدي تناولها إلى انخفاض معتدل في الوزن، حتى في حالة عدم وجود قيود على السعرات الحرارية في الأطعمة. حسب روسيا اليوم
اضافةتعليق
التعليقات