تقول سيندي ويليامز، الرئيس التنفيذي لشركة "كوين" للتكنولوجيا الطبية: "يتعين على القائد أن يحافظ على تماسك فريق العمل. وقد تعلمت ذلك عندما قررت شريكتي في تأسيس الشركة الرحيل، ودخلت الشركة في أزمة كبيرة".
وتقول ويليامز إن شريكتها في تأسيس شركة "كوين"، التي تصمم تطبيقًا يساعد مرضى السكري، قد رحلت عن الشركة قبل أن يُصبح التطبيق جاهزًا، وبالتالي كانت تخشى أن ينهار فريق العمل الذي كانت تعتمد عليه في إطلاق التطبيق.
وكان يتعين عليها أن تضع استراتيجية لإقناع الموظفين بالبقاء، وقد نجحت بالفعل في ذلك. وبعد ستة أشهر، أطلقت الشركة التطبيق ولاقى نجاحا كبيرا.
بدأت ويليامز وشريكتها العمل على التطبيق منذ سبع سنوات. ويأخذ هذا التطبيق بيانات مثل مستويات السكر في الدم من أجهزة المراقبة ويقدم نصائح لمرضى السكري حول كمية الأنسولين التي يجب الحصول عليها على مدار اليوم - خاصة قبل الأكل والشرب.
وأُطلق التطبيق في المملكة المتحدة وأيرلندا العام الماضي، وتقول ويليامز إنه "جرى تحميله من على الإنترنت عشرات الآلاف من المرات". ومن المقرر أن تبدأ شركة "كوين" عملها في الولايات المتحدة في وقت لاحق من هذا العام.
ومع ذلك، كان من الممكن ألا تنجح شركة "كوين" على الإطلاق، إذ تقول ويليامز إنه عندما رحلت شريكتها، واجهت الشركة "أزمة وجودية"، لأن التطبيق نفسه كان من بنات أفكار زميلتها.
تقول ويليامز: "لقد كانت هي صاحبة الرؤية في المشروع. كانت هي محور كل شيء يقود المنتج إلى الأمام. وبالتالي، كان من المنطقي أن تُثار بعض الأسئلة بعد رحيلها، مثل: هل سيفقد فريق العمل الثقة في المشروع؟ أم هل سيبقى ويتغلب على الصعاب معنا؟"
وتوظف شركة "كوين" فريقًا من 16 شخصا من مصممي التطبيقات ومبرمجي الكمبيوتر، ويلعب كل واحد منهم دورا حيويا في بناء هذا التطبيق.
تقول ويليامز: "لو غادر أي منهم، فكان سيتعين علينا أن نبدأ في بناء التطبيق مرة أخرى من الصفر. وبالنظر إلى المبلغ المالي الذي كان سيكلف الشركة في حال حدوث ذلك، كنا سنضطر حينها إلى إلغاء المشروع. كان هناك أربعة أو خمسة أشخاص كنت أخشى بشدة أن يغادروا".
وكانت ويليامز قد أمضت عدة سنوات كمديرة في شركات تكنولوجية كبيرة - في كل من المملكة المتحدة وبلدها الأم، الولايات المتحدة الأمريكية. وبناءً على تجربتها، وضعت استراتيجية للاحتفاظ بموظفيها.
تقول ويليامز: "هناك ثلاثة أشياء يأخذها الناس في الاعتبار عند اتخاذ قرار بشأن البقاء أو الرحيل. الأول هو: هل أنا أنمو وأتعلم؟ والثاني: هل لدي أصدقاء في الشركة؟ والثالث: هل أُحدث تأثيرًا - هل العالم يتحسن، أو هل سيتحسن شيء ما في العالم نتيجة الوقت الذي أقضيه هنا؟"
عقدت ويليامز سلسلة من الاجتماعات مع موظفيها لإقناعهم بأن الأمر يستحق العمل في شركة "كوين" وفق هذه الأشياء الثلاثة. ووافق كل الموظفين على البقاء".
تقول ويليامز: "الدرس المستفاد من هذا هو أن القيادة مهمة، ويمكن أن تكون هي الفارق بين شركة تستمر وتزدهر وشركة أخرى تغلق أبوابها".
وتضيف: "يتعين على المدير أن يسأل نفسه ما إذا كان يهتم بموظفيه وفريق عمله ويفهم حقًا ما هو المطلوب لكي يجعل هذا الفريق يعمل ويحب الشركة".
وتختتم حديثها قائلة: "يجب أن يسأل المدير نفسه: ما الذي أفعله يجعلني متأكدا بأنه يمكنني الاستثمار في هذا الكيان، حتى يمكن أن يكون مصدرًا للحياة للشركة؟" حسب بي بي سي
اضافةتعليق
التعليقات