كشف تقرير جديد لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) بمناسبة مرور عشر سنوات على اندلاع الحرب في سوريا، أنها تسببت في مقتل وإصابة حوالي ١٢ ألف طفل .ووصف التقرير الحرب في سوريا بأنها جعلت حياة ومستقبل جيل من الأطفال معلَّقين بخيط رفيع.
قالت المديرة التنفيذية لليونيسف، هنرييتا فور: "لا يمكن أن تمر هذه الذكرى كمجرد معلم قاتم آخر يمر مرور الكرام على نظر العالم، بينما يستمر كفاح الأطفال والعائلات في سوريا". وأضافت: "لا يمكن للاحتياجات الإنسانية أن تنتظر. ينبغي على المجتمع الدولي أن يبذل قصارى جهده لإحلال السلام في سوريا وحشد الدعم للأطفال" .وقال التقرير إن مرور عقد من الصراع خلف أثرَا مريعا على الأطفال والعائلات السورية، إذ ارتفع سعر السلة الغذائية العادية في العام الماضي أكثر من 230 في المائة. كما يعاني أكثر من نصف مليون طفل دون سن الخمس سنوات في سوريا من التقزُّم نتيجة سوء التغذية المزمن. في حين أن حوالي 2.45 مليون طفل في سوريا و750 ألف طفل سوري إضافي في الدول المجاورة لا يذهبون إلى المدرسة، 40 في المائة منهم من الفتيات. ووفقا للتقرير وبحسب البيانات التي تم التحقق منها بين عامي 2011 و2020 فإنه تم تجنيد أكثر من 5،700 طفل للقتال، بعضهم لا تزيد أعمارهم عن سبع سنوات. وتعرض أكثر من 1300 مرفق تعليميّ أو طبيّ وأفراد طواقمها للهجوم. كما تضاعف عدد الأطفال الذين ظهرت عليهم أعراض الضيق النفسي والاجتماعي في عام 2020، فالتعرض المستمر للعنف والخوف الشديد والصدمات له تأثير كبير على الصحة النفسية للأطفال كما قال التقرير. وحذر التقرير من أن الوضع في شمال سوريا مقلق بشكل خاص، فلا يزال هناك عدد هائل من الأطفال النازحين في شمال غرب سوريا، بعد أن اضطرت العديد من العائلات للفرار من العنف عدة مرات، بعضها سبع مرات، بحثًا عن الأمان. وأشار إلى أنهم عانوا من الأمطار الغزيرة والثلوج وهم يعيشون في خيام ومبانٍ مدمرة. كما أن أكثر من 75 في المائة من الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال المسجلة في عام 2020 وقعت في شمال غرب سوريا. يعيش في مخيم الهول وفي أنحاء شمال شرق سوريا 27،500 طفل من 60 جنسية على الأقل، ويعاني آلاف الأطفال السوريين الذين يشتبه ارتباطهم مع النزاع المسلح من الإنهاك في المخيمات ومراكز الاحتجاز. وقد أدى تصاعد العنف مؤخرًا في مخيم الهول إلى تعريض أرواح الناس للخطر، وسلط الضوء على الحاجة إلى إيجاد حلول طويلة الأمد، بما فيها إعادة الاندماج في المجتمعات المحلية أو العودة الآمنة للأطفال إلى بلدانهم الأصلية. بالإضافة إلى ذلك، ازداد عدد الأطفال اللاجئين في الدول المجاورة - والتي تستمر في استضافة 83 في المائة من إجمالي عدد اللاجئين السوريين على مستوى العالم .وقد بلغت الزيادة أكثر من عشرة أضعاف، إذ وصل العدد إلى 2.5 مليون لاجئ منذ عام 2012، ما وضع ضغوطًا إضافية على هذه المجتمعات التي ترزح أصلًا تحت شتّى الضغوط. كما حذر التقرير من أن العنف والأزمة الاقتصادية ووباء كورونا تدفع العائلات السورية إلى حافة الهاوية.
اضافةتعليق
التعليقات