بدأت عدة دول بتلقيح مواطنيها بلقاحات فايزر-بيونتيك وكذلك لقاحي موديرنا وأسترازينيكا. ويدور سجال حول هذه اللقاحات وغيرها سريعة التطور، وهل هي حقاً آمنة؟ ثم ما هي الآثار الجانبية الطبيعية التي يجب توقعها؟
يشهد العالم تسارعاً في إنتاج اللقاحات، وتتهافت عليها الحكومات لإنقاذ مواطنيها واقتصادها ومن أجل العودة إلى ما قبل أزمة كورونا، ومع ذلك حتى هذه اللحظة هناك نقص في المعلومات المتعلقة بالآثار الجانبية للقاح، والتي قد تكون شديدة، إن كان المريض يعاني من أمراض سابقة أو حساسية.
ما هي ردود فعل التطعيم الطبيعية؟
من الطبيعي حدوث تفاعلات معينة بعد التطعيم، مثل الاحمرار أو التورم، أو ألم حول موقع الإبرة، والتعب والحمى، والصداع وآلام الجسم في الأيام الثلاث الأولى. وهذه التفاعلات عادة ما تكون خفيفة وتهدأ بعد بضعة أيام، وتعني أن اللقاح فعال وبدأ بالعمل.
المخاطر الجانبية للقاح بيونتيك وفايزر
كانت هناك في بعض الحالات النادرة، آثار جانبية خطيرة بعد التطعيم، مثل صدمات الحساسية، ولكن بشكل عام فإن هذا اللقاح آمن، وذلك وفقاً لوكالة الأدوية الأوروبية، ووكالة الأدوية الأمريكية، ومنظمة الصحة العالمية.
إذ أنه خلال الفترة التجريبية فإن اللقاح الألماني، لم يسبب صدمات حساسية للمرضى، ولهذا لم يكن هناك تحذير لمن يعانون من الحساسية، أما بعد الإبلاغ عن حالة في الولايات المتحدة الأمريكية وحالتين في المملكة المتحدة، فإن الحكومة البريطانية نصحت المصابين بالحساسية بعدم أخذ اللقاح.
المخاطر الجانبية للقاح موديرنا
خلال الدراسات السريرية، تم تحمل اللقاح بشكل جيد من المتطوعين، لذلك كانت تفاعلات التطعيم المعتادة خفيفة أو معتدلة وقصيرة المدة فقط، وتم الإبلاغ عن أن 9.7 في المئة من الحالات عانت من التعب الجسدي.
وتم تسجيل حالات قليلة جداً عانت من رد فعل تحسسي، وشلل في عصب الوجه، ولكن لايزال من غير الواضح ما إذا كانت هذه التفاعلات مرتبطة بالتطعيم فعلاً.
لقاح أسترازينيكا
تسببت حادثة خلال التجارب السريرية لهذا اللقاح، في سبتمبر/ أيلول الماضي، بضجة كبيرة، بعد أن عانى متطوع من التهاب في النخاع الشوكي بعد التطعيم، واضطرت الشركة البريطانية السويدية المسؤولة عن إنتاج اللقاح وقف الدراسة لفترة وجيزة، حتى قررت لجنة مستقلة من الخبراء أن الالتهاب ليس له علاقة بالتطعيم.
ولكن بشكل عام كانت الأعراض الجانبية لهذا اللقاح هي التفاعلات الطبيعية مثل الحمى والتعب.
اللقاح الروسي سبوتنيك
كانت هناك تحفظات عالمية على هذا اللقاح، منذ الإعلان عنه في أغسطس/ آب 2020، ومع ذلك تم توزيعه في روسيا وبيلاروسيا والإمارات والهند والبرازيل والأرجنتين، ولم يبلغ حتى الآن عن آثار جانبية سوى الطبيعية والمتوقعة مثل الحمى أو الصداع.
ولكن في الوقت نفسه لا توجد تقارير عن الآثار الجانبية الخطيرة لما بعد التطعيم، ويبدو أن هناك تحفظات روسية كبيرة أيضاً حوله، وفقاً لتقرير رويترز، 52 في المئة من 3040 طبيباً روسياً، وغيرهم من المتخصصين الصحيين أفادوا في استطلاعات الرأي أنهم يرفضون استخدام هذا اللقاح بسبب عدم كفاية البيانات حوله.
يمتاز لقاح أسترازينيكا ـ أكسفورد بأنه رخيص الثمن ويمكن تخزينه في درجات حرارة عادية.
يمتاز لقاح أسترازينيكا ـ أكسفورد بأنه رخيص الثمن ويمكن تخزينه في درجات حرارة عادية.
هل يجب أن تعرض نفسك لمخاطر التطعيم؟
يقول مدير معهد علم الأحياء الدقيقة السريرية والمناعة والصحة في مستشفى جامعة إرلانغن كريستيان بوغدان، إن هذه الأعراض لا تظهر إلا بعد تقديم اللقاح للأفراد، ولكن هنا تدخل حسابات الخسر والربح.
ويضرب مثالاً لوكالة الأنباء الألمانية، "إن كانت نسبة وفاة شخص طاعن بالسن بفيروس كورونا هو 20 في المئة، وفي المقابل فإن احتمالية حصول أثر جانبي للقاح هو 1 لكل 5000، فبالتالي يفضل إعطاؤه اللقاح، أما الأطفال الذين احتمالية وفاتهم من الفيروس تقدر بصفر في المئة، ففي هذه الحالة ليس هناك ضرورة لتطعيمهم". حسب dw
ما أخطر الآثار الجانبية للقاح فيروس كورونا؟
ما أخطر الآثار الجانبية للقاح فيروس كورونا المستجد؟ وما تأثيرها على الجسم؟ وكيف نواجهها عند الحصول على اللقاح؟ وما فوائد التطعيم؟
يقول اختصاصي أمراض الحساسية لودغر كليميك في حديث نقلته دويتشه فيله إن "ردود الفعل التحسسية هي أخطر آثار جانبية للقاح حتى الآن".
فبعض الناس الذين تلقوا لقاحًا مضادا لفيروس كورونا في بريطانيا وأميركا أصيبوا بردود فعل تحسسية شديدة بعد التطعيم مباشرة؛ فبعد تلقي لقاح فايزر-بيونتك (Pfizer-BioNTech) المضاد لفيروس كورونا أصيب شخصان في بريطانيا بردود فعل تحسسية شديدة، كما ظهرت حالة مشابهة في الولايات المتحدة أيضا.
وقبل أسبوع، قال رئيس فريق خبراء لجنة الأدوية البشرية المعني بلقاحات كورونا في بريطانيا البروفيسور منير بير محمد "لقد توصلنا إلى التوصية بأن الأشخاص الذين لديهم تاريخ معروف للتفاعل مع أي مكونات معينة من اللقاح يجب ألا يحصلوا
عليه (لقاح أسترازينيكا-أكسفورد "AstraZeneca-Oxford")، ولكن الأشخاص الذين يعانون من حساسية تجاه أدوية أخرى أو أطعمة يمكن أن يحصلوا عليه".
كما أعلنت الوكالة البريطانية لتنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية أنها غيّرت نصائحها السابقة بشأن الحساسية للأشخاص الذين يتلقون لقاح فايزر-بيونتك.
وبعد حالتين تعرض فيهما اثنان من العاملين في هيئة الخدمات الصحية الوطنية لرد فعل تحسسي عندما تلقيا جرعة من لقاح فايزر-بيونتك، قالت الوكالة البريطانية لتنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية إن الأشخاص الذين يعانون من الحساسية يجب ألا يتلقوه.
ولكن في الإحاطة، قالت الرئيسة التنفيذية للوكالة جوون راينر إنه بعد حصول 800 ألف شخص في بريطانيا و1.5 مليون شخص في الولايات المتحدة على اللقاح، فإنه ليست هناك "مخاوف أخرى".
ما الحساسية؟
وفي الحساسية يتفاعل جهاز المناعة لدى الشخص مع مادة أو مواد يتعرف عليها باعتبارها مصدر ضرر أو تهديد، فينتج أجساما مضادة تؤدي إلى ظهور أعراض الحساسية، التي قد تصل في بعض الأحيان إلى "الحساسية المفرطة"، التي قد تؤدي إلى الموت.
ويعمل جهاز المناعة على حماية الجسم من الأجسام الغريبة والجراثيم والفيروسات التي تهدده وتسبب له الضرر، ولكن في حالة الحساسية يتعرف الجهاز المناعي على شيء لا يكون مؤذيا عادة (مثل حبوب اللقاح أو الفول السوداني أو دواء أو مكون في دواء)، ثم يتفاعل معه وينتج أجساما مضادة له؛ أي أن رد جهاز المناعة هو استجابة لإنذار خاطئ بالخطر.
ويُعتقد أن أحد أنواع الأجسام المضادة، وهو "آي جي إي" (IGE) يلعب دورا أساسيا في الحساسية، ويتفاعل هذ النوع من الأجسام المضادة مع خلايا أخرى في الجسم، وتنتج عن هذه التفاعل أعراض الحساسية، مثل: سيلان الأنف والعطاس والحكة، وظهور طفح جلدي، وحدوث تورم في الجسم، وأزمة تنفسية.
وتوجد عدة أنواع من الحساسية تعتمد على نوع المادة التي تثير الرد المناعي لدى الشخص المتأثر، وتلعب الوراثة والجينات جانبا مهما في قابلية تطوير الشخص للحساسية، فإذا كان أحد أفراد الأسرة حساسا لمادة معينة فاحتمال أن تكون لدى هذا الشخص حساسية تجاهها أكبر.
حساسية الدواء إحدى أنواع الحساسية، وتنجم عن تناول دواء معين مسبب للحساسية، مثل المضاد الحيوي البنسلين، أو الأدوية التي تنتمي لعائلته أو شبيهة به على الصعيد الكيميائي. وتشمل أعراضها حكة في الجلد وطفحا جلديا وتورما في الوجه وصفيرا في الصدر عند التنفس.
فرط الحساسية (التأق)
التأق حالة من فرط الحساسية تؤدي إلى رد حاد من جهاز المناعة، ينجم عنه تهديد لحياة الشخص، وتحدث عادة هذه الحالة في حساسية الأطعمة، وحساسية لدغات الحشرات، وحساسية الأدوية، كما قد تحدث أيضا مع أنواع أخرى من الحساسية.
أعراض التأق:
الدوار.
ضيق في التنفس.
تسارع النبض وضعفه.
طفح جلدي.
غثيان وقيء.
تضخم في المجاري التنفسية قد يؤدي لانسدادها.
فقدان الوعي.
قد تؤدي نوبة التأق إلى وفاة الشخص إذا لم يتم إسعافه.
بالإضافة إلى الاستعداد دائما للحالات الطارئة، فإذا كنت معرضا للتأق فقد يعطيك الطبيب حقنة خاصة ضد التأق، فإذا تعرضت لنوبة من فرط التحسس فإنك تقوم بحقنها لتخفيف الأعراض، حتى تصل المساعدة الطبية الطارئة. حسب الجزيرة
اضافةتعليق
التعليقات