لا يختلف اثنان على أنّ أعراض الاكتئاب لا تكون واضحة على الأشخاص دائماً، وهو سبب أساسي وراء التغاضي عن بعض مؤشراته الأولى باعتبارها ردود فعل طبيعية تجاه مشاكل الحياة.
ورُغم أنه من الطبيعي أن يمر المرء بنوبات حزن بعد وقوع حدثٍ مأساوي أو موقفٍ عصيب، فإنه وفي حال لم تنتهِ هذه المشاعر بعد أسابيع قليلة، قد نكون حينها نُعاني من علامات الاكتئاب الخفية.
فإذا كنتِ تشعرين بمشاعر سلبية ولا تعرفين إن كانت من أعراض الاكتئاب أم لا، اقرئي هذه العلامات الخفية الخمس التي ذكرتها مجلة Woman's Day الأمريكية وستعرفين حتماً ما إذا كُنتِ فعلاً تعيشين حالة اكتئاب.
أعراض الاكتئاب وعلاماته الخفية
أفضل طريقة تعرفين بها ما يجري هي أن تُتابعي تطوّر مشاعرك، سواءٌ ظننتِ أنك تمرين بفترة اكتئاب أم لا.
"لا يجب استخدام ذلك في التشخيص الذاتي، إلا أن يكون لديك مُفكرة تكتبين بها الحالة المزاجية فقد تُساعدكِ على مُتابعة تطور مشاعركِ، سواء كانت في تحسن أو تدهورٍ أو في حالة من الاستقرار".
لذلك ابدئي بكتابة شعورك حول حالتك النفسية وحالة مزاجك كل يوم، واذكري في الملاحظات ما إذا كانت مشاعرك لا تزال مستمرة كل يوم، فإذا كانت مستمرة فعلاً مدة تزيد على أسبوعين أو 3 أسابيع، فننصحك بتحديد موعد مع طبيب أو معالج نفسي.
ولكن أية اختلافات في حالتكِ المزاجية يجب عليكِ البحث عنها؟ قبل أن تُجيبي.
1) مشاعر اليأس أو العجز
إن هذه الأنماط من المشاعر مُعتادة كرد فعل على صدمات الحياة المؤلمة كحادثة وفاة أو مرض أو فراق مثلاً، وتدعى هذه الحالة "اضطراب الإحكام"، وهو أن تجدي صعوبة في التكيف مع ضغوطات نفسية مُعينة في حياتك، وعادة ما تتلاشى مشاعر اليأس بتلاشي الضغط النفسي المُسبب لها.
لذلك فإنه عوضاً عن التفكير في أن "الأمور سوف تتحسن حالما تنتهي هذه الفترة العصيبة"، يُسيطر شعور بأن الأمور لن تتحسن أبداً.
لهذا يرتبط الاكتئاب ارتباطاً وثيقاً بالانتحار فإن لم يكن هُناك أمل في أن الأمور سوف تتحسن، قد يُطور الناس أفكاراً انتحارية، وعليه، إن استمرت هذه المشاعر قد يكون الوقت قد حان للتواصل مع طبيبٍ.
2) مشاعر حزن عامة
سواءٌ كنتِ تتأرجحين بين مشاعر السعادة والنحيب أو كنتِ تشعرين بالاكتئاب مُعظم اليوم، فإن نوبات الحزن والبكاء المُنتظمة هي عرض واضح للاكتئاب.
وبما أنّ الجميع يمرون بمشاعر الحزن بصورةٍ مُختلفة عن بعضهم، فقد يصعب تحديد ماهية هذه المشاعر.
قد يعجز بعض الناس عن النهوض من الفراش، في حين قد يتصرف آخرون بشكلٍ طبيعي تماماً بين الناس، بيد أنهم ينهارون بمفردهم. وقد يتجلى ذلك أيضاً في فقدان الاهتمام بالأنشطة وإلغاء الخطط.
3) القلق
تظهر مشاعر القلق فجأة على الناس بسبب ظروفٍ مُعينة يمرون بها، ولكن إن وجدتِ نفسكِ تقلقين بلا داعِ وبدون أي مقدمات، قد تكون تلك علامة على الاكتئاب.
ولتوضيح مشاعر القلق التي تشعرين بها هي لا تخص أشياء تحدث الآن ولكن قد تحدث لاحقاً، مثل أن تقلقي تجاه احتمالية سقوط طفلك أو إن كنتِ قلقة إزاء احتمالية إصابة شخصٍ عزيزٍ لديكِ في حادثة، حتى وإن لم يكن هُناك ما يدل على إمكانية حدوث هذه الأشياء، قد تكون تلك علامة خفية على أن شيئاً آخر يُلم بكِ.
قد يؤثر هذا القلق على نومِك أيضاً بطرقٍ مُختلفة، مثلاً يجعلك تشعرين بالرغبة في النوم طوال اليوم لتتفادَي مشاعر القلق، ولكن إن كان قلقك غالباً ما يتعاظم أثناء الليل، سيُبقيكِ الإفراط في التفكير مُستيقظة.
4) الإفراط في تناول الطعام أو تناول القليل منه
أيٌّ من طرفي المُعادلة قد يكون علامة على الاكتئاب، فالإفراط في تناول الطعام هو نوع من أنواع التداوي الذاتي، لما في الطعام من قدرة على المُواساة، لهذا قد تشهدين زيادة وزن أحد الأشخاص ممن يُعانون من الاكتئاب.
وفي المُقابل، فإن الاكتئاب قد يتسبب أيضاً في فقدان الشهية، لذا قد تشاهدين خسارة المصابين به لوزنهم أيضاً، وحتى وإن رغبوا في تناول الطعام، يعجزون عن ذلك.
5) الصداع وآلام المعدة
نعم، بإمكان الاكتئاب أن يتسبب في أعراض جسدية مثلما يتسبب في أعراض نفسية.
فقلة النوم بسبب الاكتئاب قد تتسبب في الصداع، أو إن شعرتِ بأنكِ لستِ على ما يُرام، فقد يُعزى ذلك إلى أنك لا تأكلين جيداً، وعليه قد تُصابين بآلام المعدة. حسب عربي بوست
مضادات الاكتئاب: تحذير طبي بشأن استخدام البخاخات
في السياق ذاته، حذر معهد صحي في بريطانيا من تبعات استخدام بخاخات مضادة للاكتئاب تشبه الكيتامين ويمكنها تغيير الحالة المزاجية خلال ساعات قليلة.
وقال المعهد الوطني للصحة الرعاية والتميز، المسؤول عن مراقبة هيئة الخدمات الطبية في بريطانيا، إن ثمة شكوكا كثيرة حول الفوائد الطبية لبخاخات الإسكيتامين بالمقارنة مع سعرها.
ويسمح باستخدام هذه البخاخات في بريطانيا لعلاج الأشخاص الذين يعانون من اكتئاب يصعب علاجه.
لكن تكلفة الدورة العلاجية تصل إلى 10 آلاف جنيه استرليني للمريض.
ردود فعل متفاوتة
وبحسب التوصية الصادرة عن المعهد، يمكن لبعض الأشخاص الذين يحصلون على هذا العلاج بموجب وصفة طبية، كجزء من تجربة على سبيل المثال، الاستمرار في تلقيه إذا رأى الأطباء ذلك.
وأعرب خبراء عن ردود فعل متفاوتة إزاء توصية المعهد.
وقال الدكتور سمير جوهر، من معهد طب الأمراض العقلية وعلم النفس والأعصاب التابع لجامعة كينغز كولدج في لندن (King's College London)، إن المعهد الوطني للصحة الرعاية والتميز أصدر التوصية لأنه لم توجد بعد أدلة مثبتة تدعم استخدام الإسكيتامين الأنفي مع مضادات اكتئاب أخرى.
وقال استشاري الطب النفسي بول كيدويل، وهو من جامعة كارديف، إن المرضى سيشعرون بخيبة أمل من قرار استند إلى حد كبير على تكلفة العلاج بدلا من النظر في مدى فعاليته.
"خيبة أمل عميقة"
وقالت ماجوري والاس، الرئيسة التنفيذية للصحة النفسية في جمعية "ساين" الخيرية، إن "المصابين بالاكتئاب يعتمدون الآن على أدوية عمرها 30 عاماً".
وأضافت: "مع أن هذه الأدوية قد تنقذ حياة البعض، ربما تظهر مع البعض آثار جانبية غير سارة".
وقالت: "لذلك من المخيب بشدة ألا تستطيع أول تركيبة جديدة تعمل بطريقة مختلفة تجاوز هذه العقبة".
وأشارت إلى أن الناس قد يستغرقون عادة "ما بين ستة وثمانية أسابيع ليشعروا بالآثار الكاملة لمعظم مضادات الاكتئاب".
وأعربت والاس عن أملها في أن يساعد هذا الوضع "شركات الأدوية والباحثين وغيرهم لاكتشاف طرق جديدة لعلاج الاكتئاب الخطير".
يستخدم الكيتامين لتخدير الجسم أو للمساعدة على النوم ويوصف في بعض الأحيان للاكتئاب.
والإسكيتامين هو أحد أشكال الكيتامين ويستهدف مادة كيميائية مرتبطة بالتعلم والذاكرة.
ويتم امتصاص الاسكيتامين من خلال الأنف ليصل إلى مجرى الدم.
وقالت يانسن إنها تشعر بخيبة أمل عميقة بشأن التوصية الصادرة بشأن استخدام البخاخات، لكنها ما زالت تأمل أن يستطيع المرضى الحصول على الإسكيتامين في المستقبل. حسب بي بي سي
اضافةتعليق
التعليقات