حثت منظمة الصحة في إنجلترا الأشخاص البالغين منتصف العمر على المشي السريع للمساعدة على بقائهم في صحة جيدة، خوفاً من أن يضر الخمول بصحتهم.
وقال مسؤولون في المنظمة إن حجم النشاط الذي يقوم به الأشخاص يبدأ بالتراجع منذ بلوغهم سن الأربعين. ولمواجهة ذلك حث المسؤولون الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و 60 عاماً على بدء ممارسة المشي السريع.
وأضافوا أن عشر دقائق فقط في اليوم قد يكون لها أثر إيجابي كبير، إذ قد تقلل من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 15 في المئة.
وتشير تقديرات المنظمة إلى أن أربعين في المئة ممن تتراوح أعمارهم بين 40 إلى 60 عاماً، يمارسون المشي السريع بتواتر لا يتجاوز مرة واحدة في الشهر.
ولمساعدة الناس على أن يكونوا أكثر نشاطاً تروج المنظمة لتطبيق مجاني يدعى "آكتيف 10"، بإمكانه مراقبة كمية المشي السريع التي يقوم بها الفرد، إضافة إلى تزويده ببعض الإرشادات المفيدة عن كيفية جعل ممارسة المشي السريع جزءا من نظام حياته اليومي.
وقالت الدكتورة جيني هاريس، نائبة مدير القسم الطبي في منظمة الصحة العامة "أعرف أن طبيعة الحياة اليومية الشاقة تدفع بممارسة الرياضة إلى المرتبة الدنيا في سلم الأولويات، لكن بإضافة بعض الممارسات الصغيرة إلى نظام حياتك اليومي، كالمشي إلى المحلات التجارية بدلاً من استخدام السيارة، أو ممارسة المشي السريع لعشر دقائق في استراحة الغداء، يمكنك أن تزيد لحياتك العديد من السنوات التي تتمتع بها بصحة جيدة".
"المشي" غيّر حياتي
بدأت مورين إجيموفور البالغة من العمر 44 عاماً المشي بشكل يومي قبل ثلاث سنوات في محاولة لتحسين صحتها.
وقالت إنها كانت تزن حينها أكثر من 114 كيلوغراماً، وأرادت تغيير ذلك، وفي غضون سبعة أشهر فقدت قرابة 32 كيلوغراماً.
وقد انضمت مورين إلى مجموعة محلية في مدينة كينت تمارس المشي بشكل منتظم، وقد أعجبها ذلك كثيراً وما لبثت أن أصبحت مرشدة مسؤولة عن اصطحاب مجموعات من الناس للمشي في عطلة نهاية الأسبوع.
واستخدمت مورين التطبيق "آكتيف 10" ووجدته مفيداً للغاية في تحفيز الأشخاص على المشي السريع بشكل يومي، وقالت إنها تنصح الجميع باستخدام هذا التطبيق.
أما ليام كويغلي، البالغ من العمر ستين عاما، فهو أيضاً من أنصار رياضة المشي لكن له قصة مختلفة.
يقول "حين كنت صغيرا، كان والداي يصحباننا للمشي دائما، لكن لسوء الحظ، مع تقدمي في العمر بدأت أستمتع بأشياء أخرى كأكل الأطعمة غير الصحية، وقد كسبت الكثير من الوزن جراء ذلك".
ويضيف "أحب المشي، وقررت أن أفعل شيئاً حيال ذلك".
انضم كويغلي إلى مجموعة "ستوكبورت ووكرز" للمشي، ووصل إلى مرحلة يستطيع معها المشي لعشرة أميال.
ويقول: "منذ أن انضممت للمجموعة، فقدت قرابة ثلاثة عشر كيلوغراماً من وزني، وكان لذلك تأثير جيد علي".
ويتم تشجيع الأطباء العامين في إنجلترا على حثّ مرضاهم على المشي السريع، أي بسرعة ثلاثة أميال في الساعة لزيادة معدل دقات القلب بغية الحصول على نتائج إيجابية.
وقالت الدكتورة زوي ويليامز، من الكلية الملكية للأطباء العامين "يجب على كل طبيب عام التحدث مع مرضاهم حول فوائد المشي السريع والتوصية بتطبيق آكتيف 10".
وتركز منظمة الصحة العامة على أولئك ممن في منتصف العمر، وذلك بسبب انخفاض مستويات النشاط لدى هذه الفئة العمرية.
وتوصي المنظمة بـممارسة الرياضة لـ 150 دقيقة في الأسبوع، ولكن ما يقرب من نصف أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و 60 تفشل في تحقيق ذلك وعشرين في المئة من تلك الفئة العمرية يمارسون الرياضة لأقل من ثلاثين دقيقة في الأسبوع.
وعلى الرغم من أن المشي السريع لمدة 10 دقائق يومياً، لا ترقى إلى المستوى الموصى به، إلا أنه كافٍ للبدء بإحداث فرق في تقليل مشاكل ارتفاع ضغط الدم والسكري، وزيادة الوزن والاكتئاب والقلق، ومشاكل العضلات والعظام مثل آلام أسفل الظهر.
وتأمل مؤسسة الصحة العامة أيضاً في أن يكون النجاح في زيادة النشاط لدى هذه الفئة العمرية حافزا وبداية لاستهداف فئات عمرية أخرى خاصة ممن لديهم أطفال.
اضافةتعليق
التعليقات