الوذمة الشحمية هي تراكم غير طبيعي للدهون في الجزء السفلي من الجسم، وتسبب آلاماً ومشاكل حركية، غالباً ما تُشخص خطأً على أنها سمنة. يُعاني منها حوالي واحدة من كل عشرة نساء، وعلاجها يتضمن تدابير مثل الملابس الضاغطة أو شفط الدهون في بعض الحالات.
الوذمة الشحمية هي حال تشخص خطأ على أنها سمنة، مما يترك النساء يشعرن بالخجل أو الإحراج من أجسادهن.
الوذمة الشحمية، كما أشارت نجمة برنامج تلفزيون الواقع "لوف آيلاند" Love Island السابقة شونا فيليبس، ليست خطأ النساء اللواتي يعانينها.
ما هي الوذمة الشحمية وكيف يمكن علاجها؟
الوذمة الشحمية حال مزمنة ناتجة من تراكم غير طبيعي للدهون في الجسم. تتجمع هذه الخلايا الدهنية غير الطبيعية عادة في الساقين والوركين والمؤخرة، مما يجعل الجزء السفلي من الجسم يبدو أكبر حجماً. وفي بعض الحالات، قد يشمل التراكم الدهني الذراعين أيضاً.
ويمكن أن تؤدي هذه الحال إلى ظهور الجلد بمظهر متكتل أو مليء بالعقيدات، كما قد تجعله أكثر حساسية للمس أو عرضة للكدمات.
إنها حال تؤثر فقط في النساء، وبينما لا تتوافر إحصاءات دقيقة لدى هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية (NHS) عن عدد المصابات بها، تقدر منظمة "ليبيديميا يوكي" Lipoedema UK بأن واحدة من كل 10 نساء تعانيها.
وعلى رغم شيوعها، فإن الأبحاث حولها قليلة منذ أن أطلق عليها هذا الاسم للمرة الأولى في أربعينيات القرن الماضي، بما في ذلك دراسات حول أسبابها وطرق علاجها.
وما يتفق عليه الباحثون القلائل الذين درسوا الحال هو أنها على الأرجح حال وراثية، إذ تصاب بها نساء عدة من العائلة نفسها. كما أنها مرتبطة بالهرمونات، فغالباً ما تبدأ بالظهور خلال فترات مثل سن البلوغ، أو الحمل أو انقطاع الطمث.
ماذا قالت شونا فيليبس عن معاناتها مع هذه الحال؟
نشرت السيدة فيليبس صورة لها على إكس (تويتر سابقاً)، قائلة إنها "مثال واضح جداً" لما تبدو عليه الحال.
وكتبت عام 2022 "لا أستطيع فهم كيف يمكن أن يتهم الناس المصابات بالكسل أو السمنة. إنها حال طبية تعانيها واحدة من كل 11 امرأة، غالباً في صمت، وغالباً ما تشخص بصورة خاطئة".
وأضافت: "في هذه الصورة، كنت أعاني اضطراباً في الأكل. كنت أعاني نقص الوزن. كنت أعذب نفسي في صالة الرياضة. ومع ذلك، كانت ساقاي تزدادان حجماً. الوذمة الشحمية لا علاقة لها بزيادة الوزن. من المؤذي جداً الاستمرار في معاملة النساء وكأن الأمر خطأهن".
ما هي الأعراض؟
تمر الوذمة الشحمية بثلاث مراحل:
في المرحلة الأولى، يظهر الجلد ناعماً، ولكن يمكن الشعور بعقيدات صغيرة تحت سطحه التي تكون حساسة وسهلة التعرض للكدمات.
في المرحلة الثانية، يصبح الجلد أكثر خشونة أو يأخذ مظهراً حصوياً أو متموجاً.
أما المرحلة الثالثة، فتتشكل ترسبات دهنية غير منتظمة أكبر حول الفخذين والركبتين.
وتسبب الوذمة الشحمية آلاماً في المفاصل وثقلاً في الأطراف المصابة، وفي المراحل المتقدمة قد تؤدي إلى مشكلات حركية أكثر حدة واضطرابات في المفاصل.
كما أن التغيرات الجسدية الناتجة منها قد تؤثر في تقدير الذات، وتسبب مشاعر الخجل والإحراج والقلق والاكتئاب.
كيف تعالج الوذمة الشحمية؟
على رغم أن الوذمة الشحمية هي حال تؤثر في الدهون في الجسم، فإن الخلايا الدهنية في هذه الحال تكون غير طبيعية، مما يجعل الحمية الغذائية والتمارين الرياضية لا تؤثر فيها بالطريقة نفسها التي تساعد بها في فقدان الدهون العادية.
وعلى رغم صعوبة علاج الوذمة الشحمية من خلال الحمية الغذائية، فإن اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بانتظام يساعدان في منع تفاقم الحال، وفقاً للخدمات الصحية الوطنية البريطانية.
وفي الوقت الحالي، لا يوجد علاج نهائي، ولكن هناك بعض العلاجات التي قد تساعد في التخفيف من الأعراض.
ويمكن أن تساعد الملابس الضاغطة في تخفيف الأعراض للأشخاص الذين يشعرون بالألم والثقل بسبب الوذمة الشحمية، كما أنها تدعم المفاصل ويمكن أن تقلل من التورم. ويكمن أن يسهم التصريف اللمفاوي [علاج يستخدم لتحفيز حركة اللمف في الجسم، بهدف تقليل التورم والاحتباس في السوائل] في تخفيف الأعراض.
ويُعدّ شفط الدهون من الخيارات العلاجية المتاحة، لكنه نادراً ما يتاح من خلال خدمات الصحة الوطنية.
وأوضحت منظمة "ليبيديميا يو كي" أن هناك فرقاً بين شفط الدهون التجميلي وشفط الدهون المخصص لعلاج الوذمة الشحمية، إذ يمكن أن يسبب الشفط التجميلي ضرراً طويل الأمد للمناطق المتأثرة.
وأشارت أيضاً إلى أن شفط الدهون نادراً ما يكون علاجاً دائماً، وقد يحتاج بعض المرضى إلى ارتداء الملابس الضاغطة لفترات طويلة بعد العملية للحفاظ على النتائج.
وبحسب الخدمات الصحية الوطنية: "يجب التفكير ملياً إذا كنت تفكر في إجراء شفط الدهون لأغراض تجميلية، غير أن العملية قد تكون مكلفة، لا يمكن ضمان نتائجها، وهناك أخطار يجب أن تأخذها في الإعتبار، ومن الأفضل استشارة الطبيب قبلها."
ما الذي يجب فعله إذا كنت تشك بإصابتك بالوذمة الشحمية؟
تقول المنظمة إن التشخيص قد يكون صعباً نظراً إلى قلة الفهم الطبي المتعلق بها.
وأظهر استطلاع أجرته المنظمة عام 2021 أن 57 في المئة من المشاركين شعروا بالأعراض منذ سن المراهقة، وأن اثنين في المئة فقط منهم تلقوا تشخيصاً. وقالت الغالبية إنها لم تحصل على تشخيص إلا بعد سن الـ40.
وعلى رغم ذلك، شددت المنظمة على أهمية الحصول على تشخيص مبكر للنساء، حتى يمكن التعامل مع الأعراض بأفضل طريقة تناسبهن.
وأشارت المنظمة إلى أن "كثيراً من المصابين بالوذمة الشحمية يشعرون بالارتياح عندما يحصلون على التشخيص لأنه يؤكد أن الأعراض التي يعانونها ليست نتيجة لاختيارات نمط الحياة".
وتنصح المنظمة بتسجيل الأعراض وجمع معلومات شاملة عن الحال قبل تحديد موعد مع طبيبك العام الذي قد يحيلك إلى مراكز متخصصة يمكنها مساعدتك في إدارة وضعك.
وبعض العيادات الخاصة قد تساعد أيضاً في تشخيص الحال وتقديم الدعم إلى الأشخاص الذين يشتبهون في إصابتهم بالوذمة الشحمية. حسب اندبندت عربية
اضافةتعليق
التعليقات