يتحدث الجميع عن أزمة المناخ بسبب اتبعاثات الغازات الدفيئة، وفي مقدمتها ثاني أكسيد الكربون. ولكن هل تخيلت يومًا أن يتمكن العلماء من امتصاصه من الجو وتحويله لمسحوق غير ضار بالبيئة؟ فما القصة؟
البشر في حاجة إلى حلول للتعامل مع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، التي تعتبر واحدة من أسباب أزمة المناخ.
في عملية شبهها علماء بواحدة من الوظائف التي تقوم بها الأشجار على سطح الأرض، نجح باحثون في إزالة غاز ثاني أكسيد الكربون من الجو.
فمن خلال عملية كيميائية، ابتكر علماء مسحوقا يمكنه امتصاص الكربون في الهواء وتكثيفه واستخدامه لاحقًا في مجال الصناعة، وفقًا لموقع صحيفة الغارديان.
ويعتبر المسحوق ذو اللون الأصفر مادة عضوية متبلورة تعرف باسم COF، وتتسم بكونها مسامية ومتينة ذات قدرة عالية على سحب الغازات من الهواء بشكل أكثر كفاءة مقارنة بمواد أخرى تستخدم لالتقاط الكربون.
ويوضح الكيميائي في جامعة كاليفورنيا الأمريكية والمشارك في الدراسة، عمر ياغي: "يعالج هذا بالفعل مشكلة كبيرة في مجال التكنولوجيا ويمنحنا فرصة للتوسع والبدء في استخدامه. إنها ليست المادة الأولى التي تمتص الكربون، ولكنها تمثل قفزة نوعية للأمام من حيث متانة المادة".
ووجد الباحثون عبر الدراسة، والمنشورة في مجلة ناتشر Nature المخصصة للبحث العلمي، أن المسحوق الجديد يمكنه امتصاص الكربون في حوالي ساعتين.
وبتسخين المسحوق بدرجة حرارة تصل لحوالي 120 فهرنهايت، يمكن إطلاق الكربون سواء للاحتفاظ به أو استخدامه لاحقًا. ويمثل هذا ميزة كبيرة حيث أنها بذلك لا تحتاج إلي درجات حرارة أكبر لإتمام العملية.
ويشعر ياغي بالتفائل، إذ يتوقع أنه في أقل من عام يمكن تصنيع وإعداد هذا المسحوق بكميات كبيرة تصل لعدة أطنان.
ومع ذلك، فإن إزالة الكربون من الهواء لا تزال عملية صعبة تحتاج لمزيد من البحث. ويبلغ تركيز ثاني أكسيد الكربون في الجو حوالي 400 جزء في المليون، بما يعني أن أي تقنية لالتقاطه من الهواء لا تزال تتطلب كميات كبيرة من الطاقة.
كما أن بعض العلماء يعتقدون أن التوقعات الخاصة بأنظمة التقاط الغازات من الهواء ”كانت وردية أكثر من اللازم ومفرطة في التفائل"، بحسب دراسة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا. حسب dw
اضافةتعليق
التعليقات