التفكير السلبي هو عملية التفكير التي يميل فيها الناس للبحث عن أسوأ ما في الأمور، ووضع أسوأ السناريوهات الممكنة وخفض مستوى توقّعاتهم لأدنى حدودها، فيسبب التفكير السلبي المستمر ضغطاً هائلاً على الشخص ويضعه تحت مشاعر القلق والخوف والحزن، أما عكس التفكير السلبي فهو التفكير الإيجابي الذي يستند على التعامل مع المواقف والظروف بإيجابية دون تشاؤم.
حيث إن حياة الإنسان هي انعكَاس لطريقة تفكيرُه، سواء كانت هذه الطّريقة سلبيّة أو إيجابيّة، وأفكارُه هي انعكاس عن تصّوراته، وهناك تطابُق مُباشِر بين طريقة تفكير الإنسان وتصرُفاته تِجاه مُختلف الأمور والمواقف التي يتعرّض لها، فالأفكار السّلبية تترُك أثرها السّيء وكثيراً ما كانت هذه الأفكار سبب في تضييع الفُرص الذّهبيّة في حياة الإنسان، ومانِعاً من أنْ يتولّى الإنسان زِمام نفسِه ويمضي قُدماً لتحقيق أهدافِه، فالفِكر السّلبي يضّخ معهُ كمية منْ اليأس قادِرة على السّيطرة على حياة الإنسان بشكل عجيب، وغالباً ما يُسيطر هذا التفكير على نمط حياة الإنسان ويسرِق منها لذّة السّعادة وراحة البال.
وبهذا من الممكن تحسين أدمغتنا من خلال القضاء على التفكير السلبي فاستبدال التفكير السلبي بالتفكير الإيجابي يحدث من خلال تدريب عقلك تماماً مثلما تُعلم طفلك سلوكاً جديداً، فتُكافئه على السلوك الجيد، عقلك يتشابه مع هذا الأمر في أن الأفكار الإيجابية تخلق متعة في الدماغ، وهي مكافأة، بمجرد أن نشعر بالسعادة، فإننا نرغب في المزيد منها.
وحيث مما لا شك فيه أن التفكير السلبي يمكن أن يجعلنا نغرق فجأة في دوامة من الإحباط، ولكن في مرحلة ما، لا بد من أن نقوم بسحب أنفسنا من هذه الدوامة، والتفكير الإيجابي يمكن أن يكون كل ما نحتاجه لعلاج أنفسنا والبدء في السير على طريق أكثر سعادة في الحياة، حيث يرى الباحثون أن التفكير الإيجابي بإمكانه أن يقوي أجهزة مناعتنا، ويجعلنا نستطيع مواجهة الأمراض المُختلفة ومُقاومتها بشكل أفضل على عكس ما تفعل بنا الأفكار السلبية التي تجعلنا عُرضة للأمراض المُختلفة بنظام مناعي ضعيف وإن الأفكار الإيجابية أيضا توسع منظورنا للعالم، وبالتالي تفتح الباب للمزيد من الإلهام والإبداع، ومع مرور الوقت فإن التفكير الإيجابي يتمكن من خلق مرونة عاطفية دائمة ومُزدهرة.
لذا هنالك بعض الاقتراحات لمساعدتنا على الخروج من مثل هذه المواقف المحبطة.
- ذكر نفسك بأن تفكر بإيجابية في كل يوم
لا شيء مستحيل في الحياة مع العمل الجاد والعزيمة والقوة، فعلى الرغم من أننا قد نمر بالكثير من الأوقات التي يمكن فيها للأفكار السلبية أن تسيطر علينا، إلّا أن علينا أن نتذكر بأن هذه الأفكار قد تكون مضرة للجسم والعقل والروح في كثير من الأحيان، لذلك وفي كل مرة تستولي عليك تلك الأفكار السلبية، حاول توجيهها نحو الناحية الإيجابية، وابحث عن الأشياء الإيجابية في السلبيات التي تراها، وعلى الرغم من أن الأمر سيكون صعباً، ولكنه سيصبح أسهل مع الممارسة، وعلى المدى الطويل، ستشعر بنفسك بأنك أكثر راحة وستتمكن من الاستمتاع بالحياة بشكل أكبر.
- ابدأ بقراءة الاقتباسات الإيجابية
إن قراءة الاقتباسات الإيجابية يمكن أن يساعد في إعطائك الدافع المعنوي الذي تحتاجه للاستمرار في يومك، حيث أن هذا قد يساعد على رفع روحك المعنوية وإعطائك شعوراً أكبر بالحياة والحيوية، فإذا لم يكن لديك الكتاب المناسب بين يدك، حاول إجراء بعض عمليات البحث على (Google)، أو توقف عند أي مكتبة واقضِ بعض الوقت بين رفوف الكتب هناك، فمن المؤكد أنك ستخرج بنصف طن من الاقتباسات لتساعدك على الشعور بشكل أفضل.
- ابدأ بممارسة التأمل وتصور الطبيعة في عقلك
إن تصور الطبيعة في العقل يساعدك على الشعور بالراحة والإيجابية، فعندما تمتلك شعورا داخلياً بالسلام والنعيم، تكون أكثر وعياً لمحيطك، ومن ناحية ثانية، فقد تبين بأن ممارسة التأمل يحد من التوتر، ويحسن من الهدوء، ويزيد السعادة واليقظة، ولكن مثل أي شيء آخر، فأنت بحاجة لممارسة التأمل بشكل مستمر حتى تتمكن من جني فوائده الكاملة.
- خذ بعض الوقت لممارسة الأشياء التي تحب القيام بها
عندما تبدأ بالتطلع للقيام بشيء ما، فإن عقلك يبقى فعالاً، وهذا يعطيك شعورا بأنه يجب أن تعمل بكامل طاقتك، لذلك، قم بالتخطيط يومياً للقيام بالأشياء التي تعطيك الشعور بالسعادة الحقيقية وتساعدك في مسعاك نحو التفكير بشكل إيجابي، وتذكر دائماً بأن الحياة قصيرة جداً للقيام فقط بالأشياء التي يتحتم عليك القيام بها.
- آمن بأنك تستطيع تغيير أفكارك
في بعض الأحيان، يكون الإيمان بالشيء هو كل ما تحتاجه، فكما يقال، يمكنك أن تفعل أي شيء إذا ما صممت على القيام به، لذلك إذا كنت تعتقد أنك لا تستطيع تغيير تفكيرك، فمن المحتمل أنك لن تستطيع القيام بذلك، ولكن مع التفكير بإيجابية يمكن لأي شيء أن يصبح ممكناً، فقط آمن بأن الأشياء الجيدة سوف تحدث، وشاهد كيف ستميل الأمور لتصبح أفضل.
- تذكر أن لا شيء دائم
ليس هناك ما يدوم – وهذه حقيقة لا يمكن لأحد أن ينكرها-، لا شيء يوجد ليبقى، وأنت تستطيع العمل لتغيير الأشياء التي تجعلك غير راضٍ، سواء أكان ذلك في علاقاتك، صحتك، أو حياتك المهنية، فهناك دائماً شيء يمكنك القيام به الآن لتكون أكثر سعادة في المستقبل.
- احتضن السلبية والإيجابية
أحياناً تكون بحاجة لأن تذكر نفسك بأنه حيثما يوجد الظلام يوجد الضوء أيضاً، والحقيقة هي أنه بغض النظر عن مقدار الجهد الذي نبذله لجعل حياتنا إيجابية تماماً، فنحن سنعاني من بعض أنواع السلبيات في حياتنا في بعض الأحيان، فالحياة خليط من الأشياء السيئة والجيدة، وكل شخص لديه صراعاته الخاصة، ومعظمنا يخرج منها سالماً، فقط تذكر أن تبحث عن الأشياء الجيدة في كل مكان، فربما ستفاجأ مما قد تجده.
وهنالك أيضا من أهم الاستراتيجيات التي تساعد على التفكير الإيجابي هي التفكير في التحديات التي تواجهك بحياتك، ثم كتابة الأهداف ثم كتابة الشخصية التي سوف تعتمدها لتحقيق هذه الأهداف والمهارات التي تريد تطوريها للوصول إلى تلك الشخصية، مثل اللباقة في الكلام أو التحدث أمام جمهور وغيرها.
تقول د. أميرة حبراير الخبيرة النفسية: «يساعدك التفكير الواعي في التخلص من التفكير السلبي وإيجاد ما هو إيجابي في ما تواجهه. سجل أفكارك على ورقة لتحدِّي ما هو سلبي، واقنع نفسك بأنك قادر على العمل والإنجاز وأنك لست بالضعف الذي تظنه في نفسك عندما تتحدى الأفكار السلبية بوعي، سترى أنها كانت فقط أفكاراً خاطئة، فيجب أن تفكر بعقلانية وترتب أفكارك لكي تستطيع اكتساب التفكير الإيجابي، وتتخلص من التفكير السلبي، وتصبح منظم وواعي بقدراتك ومقبل على أعمالك ومشاريعك بكثير من الانضباط والعزم».
وان من أجل تغيير طريقة تفكيرك، الأمر يتطلب بعض الوقت والالتزام، ابدأ بمراقبة أفكارك واكتب الأفكار السلبية التي تميل إلى التفكير فيها كثيراً، ثم خذ تلك الأفكار السلبية واكتب بعض التأكيدات الإيجابية المتعلقة بها، وتحدث مع نفسك دوماً بهذه التأكيدات الإيجابية بقدر ما تستطيع.
على سبيل المثال، إذا كنت تميل إلى التفكير في فكرة "أنا لست جيداً بما يكفي للحصول على ما أريد" فاكتب هذا التأكيد: "أنا جدير بالحصول على ما أرغب فيه"، وكرره لنفسك بصوت مرتفع عدة مرات في اليوم، بهذه الطرق يُمكنك أن تتصدى لهذه الأفكار السلبية بأفكار إيجابية، وبمرور الوقت، ستبدأ أفكارك في التغير من السلبية إلى الايجابية.
اضافةتعليق
التعليقات