• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

وَكُلُّ جَمالِكَ جَميل

مريم حسين العبودي / السبت 02 كانون الأول 2023 / تربية / 1373
شارك الموضوع :

يُثير هذا النوع من التسليم غيرةً حُلوة وعذبة في نفس من يطمح أن يبلغ هذا المبلغ من الثقة بالله

في القصة المشهورة عن إيمان "عجائز نيسابور" يُقال: إن فخر الدين الرازي مر ذات يوم في موكب له مع طلابه بامرأة من عجائز نيسابور، فسألت: من هذا؟ قالوا لها: إنه الإمام الجليل الفخر الرازي؛ الذي وضع ألف دليل على وجود الله، فقالت: سبحان الله! أو يحتاج الله للأدلة على وجوده؟ لولا عنده ألف شكٍّ، لَما وضع ألف دليل، فعندما بلغ الإمام الرازي مقولتها، قال: اللهم إيمانًا كإيمان عجائز نيسابور!.

فراح الناس - بعد ذلك - يتناقلون هذه القصة، ويذكرونها في مقام الاستشهاد على قوة الإيمان التي تأتي بالفطرة، دون تكبد مشاق التعلم والتبصر والاستهداء.

والمعنى الدلالي المقصود بـ"إيمان العجائز" هو الدين الصافي الذي يكون بالتصديق والتسليم، والخالي من المشوشات الفكرية والأسئلة الفلسفية؛ فالبسطاء غالبًا ما يصدقون كل ما يقال لهم دون استدلالات.

لا أودُ التركيز هنا في أصل القصة وصحتّها ودقّة ما جاء فيها من عدمه؛ فلقد رأيتُ فيها دلالات فتحت ذهني لأبعاد إنسانية أُحبّذُ الخوض فيها. من غرابة التكوين البشري إنه يدور في دائرةٍ ثابتة، تبدأ من نقطة محددة وتنتهي عند ذات النقطة لكن بطريقة معاكسة. يُولد الإنسان طفلاً لا يعلم شيء ولا يقدر على شيء، يجهل ما يدور حوله ويجهل وجوده كله، ثم يمر بمراحل عمرية مختلفة، تضيف له كل مرحلة خبرات وقدرات جسدية جديدة، وهكذا دواليك، يستمر الأمر حتى تمر السنوات وتوشك الحلقة على الاكتمال فتتقارب نقطة النهاية مع نقطة البداية تقارباً في المسافة وفي الخواص وهو بين النقطة الأولى والأخيرة يخوضُ عُمرًا كاملًا بكل ما فيه من أحداث وأقدار وسعادة وابتلاء.

في مقطع من دعاء البهاء الذي نقرأه ونسمعه في ليالي شهر رمضان عند السَحر: "اَللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ جَمالِكَ بِأَجْمَلِهِ وَكُلُّ جَمالِكَ جَميلٌ، اَللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِجَمالِكَ كُلِّهِ" فما هي صور جمال الله؟ وكيف يمكن أن تُلمس وتُرى؟ إنه جمالُ المصدر والمنبع، جمالٌ يتسرّب ويُجمّل كل ما يمرُ عليه، جمالٌ يُربّي ويُعلّم ويبني إنسانًا جديدًا. من أشكال تجسّد جمال الله هي أقداره، فلأي درجةٍ من درجات الثقة بأقدار الله يصلُ المرء ليرى أنها كلها أقدار جميلة! أيُ إيمانِ هذا الذي يجعل الكثيرين يقفون صامدين في وجه أشدّ الأقدار إيلامًا ووجعًا ليُسلّم أمره لله تسليمًا تامًا ويؤمن بـ إنا إليه راجعون وبـ لله ما أعطى ولله ما أخذ! بينما يعترض البعض ويتذمر من حالة الطقس أو من إصابته بالزكام!

يُثير هذا النوع من التسليم غيرةً حُلوة وعذبة في نفس من يطمح أن يبلغ هذا المبلغ من الثقة بالله، أن يحيا كل أيامه بسِعة صدر وتوكّل تام ويقين بأن الله لا يسوق للمرء إلا كل خير، ولا يضع في دربه قدرًا إلا وهو يريد به صلاحًا له ورفعةً لشأنه. لا يُمكن فهم حكمة الله في أقداره إلا بالصبر والتسليم، هنالك أشياء كنّا نتمنّى حصولها في بداية الأمر، ثم كم فرحنا في المستقبل لتأجّل وقوعها أو حتى انعدامه؛ لأن ما قضى الله به كان أفضل ممّا كنا نتمناه.

وتبيّن لنا أنّ المنعَ أحيانًا يكون هو عين العطاء، فليس الأفضل هو ما نرغبه أو نتمناه، ولكن الأفضل هو ما أراده الله تعالى؛ وهذا هو السرّ الكامن في روح التسليم، فكم من أمرٍ عسير تيّسر بعد يأس، وكم من بابٍ وُجد له مفتاح بعد كرب، فلله الأمر كُله، هو صاحبُ الخير ونحنُ على أبواب رحمته متربصين ومن نبع عطائه ناهلين. "اَللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ رَحْمَتِكَ بِأَوْسَعِها وَكُلُّ رَحْمَتِكَ واسِعَةٌ، اَللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِرَحْمَتِكَ كُلِّها."

الايمان
الانسان
السلوك
التفكير
العمل
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    قبس من زيارة آل يس: سلام وإكرام

    الرسم بالقهوة: فن فريد بألوان الأرض

    مخدرات ناعمة... بأسماء تجارية

    الالتزام بالحمية المتوسطية وممارسة الرياضة يحميان من مرض السكري من النوع الثاني

    فن تصميم المجوهرات.. بوابة لعالم الرقي

    بلا إفراط ولا تفريط: ثقافة التطرف العاطفي

    آخر القراءات

    هل ريادة الأعمال هي الحل؟

    النشر : الخميس 14 آذار 2024
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    لو كان إمامنا!..

    النشر : الثلاثاء 21 شباط 2017
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    لماذا لُقِّب الإمام علي بأمير النحل؟

    النشر : الخميس 30 آب 2018
    اخر قراءة : منذ 8 ثواني

    صلح الامام الحسن والحقائق المخفية

    النشر : الأثنين 20 آيار 2019
    اخر قراءة : منذ 9 ثواني

    هل نبالغ حقا في تقدير الذكاء البشري؟!

    النشر : الأثنين 30 كانون الثاني 2017
    اخر قراءة : منذ 11 ثانية

    (زعفر) سلطان الجان

    النشر : الثلاثاء 29 تموز 2025
    اخر قراءة : منذ 13 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1116 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1048 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 626 مشاهدات

    حين يصبح الموت سلعة... ضياع الضمير في زمن الاستهلاك

    • 418 مشاهدات

    البوح والكتمان: أيّهما الحل الأمثل؟

    • 408 مشاهدات

    الزهراء.. خبزُ السَّماء ونورُ الأرض

    • 377 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1464 مشاهدات

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1437 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1116 مشاهدات

    بين طموحات الأهل وقدرات الأبناء.. هل الطب هو الخيار الوحيد؟

    • 1092 مشاهدات

    المواكب الحسينية.. محطات خدمة وإيثار في درب العشق الحسيني

    • 1077 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1048 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    قبس من زيارة آل يس: سلام وإكرام
    • منذ 10 ساعة
    الرسم بالقهوة: فن فريد بألوان الأرض
    • منذ 10 ساعة
    مخدرات ناعمة... بأسماء تجارية
    • منذ 10 ساعة
    الالتزام بالحمية المتوسطية وممارسة الرياضة يحميان من مرض السكري من النوع الثاني
    • منذ 10 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة