كانت هناك فتاة جميلة ذات عينين واسعتين ومستديرتين، بلون أزرق يشبه البحر تمامًا. وكان وجهها مستديرًا، ووجنتيها لونهما أحمر. وعلى الرغم من أن أنفها كان كبيرًا قليلاً، إلا أنها كانت فتاة جميلة. اسم صديقتنا هو جنى، وكانت في العشرين من عمرها. كان هنالك ركنًا للعبادة في غرفتها.
كانت جنى تضع سجادة صلاة زاهية ومطرزة، وثوبًا خاصًا للصلاة. وكانت تهتم بتجهيز هذا الركن بأجواء جميلة تحفز الشخص على العبادة. كان لديها صديقة لطيفة ومرحة تدعى فرح. كانت عيناها لونهما عسلي، وكانت ابتسامتها جميلة للغاية، حتى أنها تجعل أي شخص يراها يقع في حبها. ومع ذلك، كانت فرح تتكاسل قليلاً عن أداء الصلاة وتؤجلها، ولا تهتم بالمكان الذي تصلي فيه.
بعد فترة، بدأت فرح تشعر بالازعاج بسبب تكاسلها عن العبادة. فصرحت لصديقتها جنى بما تعانيه وكم هي حزينة. نصحتها جنى بأن تقوم بإعداد ركن خاص للعبادة، حيث تضع سجادة خاصة بها ومميزة، وملابس خاصة للصلاة. وأخبرتها جنى أن هذه الأجواء ستحفزها على العبادة.
بالفعل، ذهبت فرح إلى السوق واشترت كل ما تحتاجه. ثم دعت الله أن يوفقها ويمنحها القوة لأداء العبادة. قامت بإعداد ركن رائع باللون الزهري الجميل. ووضعت زينة على الجدار ولوحة مكتوب عليها "يا صاحب الزمان". وضعت طاولة صغيرة عليها السجادة والقرآن.
وعندما يحين وقت الأذان، تضع فرح السجادة وتتأمل اللوحة، وتقول "سأصلي مع إمام زماني الآن فقد حان وقت الأذان". وكلما تهاونت في أداء الصلاة، نظرت إلى الركن وتأملت اللوحة، فتسارع لتصلي مع إمامها.
وبعد مدة، لاحظت فرح تحسنًا في حالتها. فشكرت الله لأنه وضع في طريقها صديقة مثل جنى التي شجعتها على تحسين وضعها وإصلاح نفسها. ثم ذهبت إلى السوق واشترت لوحة مكتوب عليها "صلي مع إمام زمانك"، وأخذتها كهدية لصديقتها جنى، وشكرتها على نصيحتها.
من هذه القصة، ندرك ونتعلم أن الأجواء تؤثر على حالة الإنسان بطريقة إيجابية أو سلبية. ولذلك، نهانا الرسول عن مجالسة أهل اللهو والطرب، وكذلك حرم علينا الإسلام سماع الأغاني، لما لها من تأثير سلبي على النفس وابعاد الشخص عن الله سبحانه وتعالى. جرب أن يكون لك ركن عبادة خاص وملابس خاصة للصلاة، وعطراً لطيفا، وأخبرنا بماذا شعرت حينها؟، وماذا حصل معك؟!
اضافةتعليق
التعليقات