إن النور إن اكتسى القلب وعم أرجاء الروح يرفع الظلام كُليًا حتى في الأمور الظاهرية.
إن الأشياء التي نراها في النهار هي موجودة في الليل تمامًا لكن النور هو وسيلة لرؤيتها بشكلٍ أوضح وأدق لذا فإن المعنى يُطبق على النور الباطني إن وجدَ سيفيض على الظاهر ليس على الجسد فحسب مثل نور الوجه وبهاءه وحُسن الطلة.
إنما يكون بمثابة المنبه لنا عن الأمور التي لانراها بالعين المادية أي "العين الظاهرية" فهو كفيل لوضوح الأشياء التي تكون مُبهمة غير ظاهرية أي بمعنى أدق مظلمة. لذا فإن الإنسان أن امتلك النور أصبح في مأمن فهو سيكون ضوءً لنفسه.
فالنور هو مدد وعناية من الباري عزوجل لعبده المؤمن بعد اجتهاد العبد في السعي للوصول إليه. البعض من الناس حينما يُزكي نفسه ويصل لمرحلة لابأس بها يظن أنهُ ليس بحاجة لشيء بعد ذلك فالعين وحدها تكفيه لرؤية الظلامِ من النور كما إنهُ يعتقد إن العقل كافي لتمييز الأشياء النورانية والعكس في ذلك. لكن ليس من ديدن المؤمن الحق أن يعتمد على عينهِ فقط نحن بحاجة للنور الذي يفيض من الداخل إن إبتلينا بالعمى المعنوي.
والعقل هو أساس سير الإنسان وتمييز الحق من الباطل ولكن الطريق فيه من المطبات الكثيرة وأمور تتغلف بالنورانية والحق بينما لو تعمقنا بها لوجدنا العكس وهي إحدى خطط وعمائل إبليس ولا يستطيع العقل ولا العين رؤيتها..
فالنور في هذا الطريق بمثابة القدم وهل يسير ويصل من لا قدم له؟!
ولايظن العبد إن امتلك النور فلن يواجهه الظلام بل لابد أن يعلم أن الظلام في كلِ زمان ومكان لكن النور هو مُساعد ومدد لك من الرب إلى حين تَخطينا حِجاب الظلمة فيتصل النور بالنور ويصل العبد لهدفهِ ومبتغاه. فهو كفيل بوصل النفس إلى (سلامٌ هي حتى مطلع الفجر)..
وسلامٌ وأمان على العبد من بداية الطريق إلى الوصول. أي من بداية الليل لحين بزوغ الفجر..
اضافةتعليق
التعليقات