قرأت يوماً عن فتاة أصابها العمى وهي في ريعان شبابها، وسمعت عن فتى خسر يده في حادثة ورأيت كم ليس بقليل من الكتب التي تخاطب من خسر حاسة من حواسه أو مرض بمرض لم يوجد له علاج بعد، وكلما مر عليَّ موقف من تلك المواقف أقف لحظة لأتساءل أسأستطيع التعامل لو كنت مكان أحد من هؤلاء؟! والإجابة دائماً جاهزة.. لا لست مستعدة حتى للتفكير في هذا.. ويطرق السؤال الأبواب مرات أخرى عند معرفتي في كل مرة لردود الأفعال المختلفة لمن تصيبهم تلك الإصابات ولكني أشعر حينها حتى مع سيل المشاكل الذي يحيط بي من كل جانب أنا غنية! نعم غنية.. وعندي نعمة بل نِعم لا تقدر بأي ثمن فتلك الأمراض اليومية التي تصيب كل منا لا تقارن بما أسمع أو أقرأ أو أرى!
فما بال من يصيبه صداعاً يستنكر ويستجوب الله عن ذنبه وخطئه ولماذا يعاقبه الله؟!
أرأيت إذا من ابتلى به يعيش به دائماً أو من لا يستطيع كتم آلامه لشهور وسنين لتسخط وتجحد من ألم ساعات أو دقائق.. هو مؤلم وله حكمة وله ثوابه وجزاء صبرك فلا تجحد وتنكر فضل الله عليك، ولتشكره على نعمة العافية التي منحها إياك والتي يحلم بها غيرك.
فلتحمد الله كثيراً وكثيراً.. فلتفكر في تلك النعم التي تحيط بك والتي تسخط إذا استرجعها الله لدقائق أو لساعات أو حتى لأيام.. نعم لا تعد ولا تحصى.. تلك العين التي يحارب البعض من أجل أن يروا بها ساعة من الألوان التي تحيط بك ليبتعدوا عن ذلك السواد الدائم الذي يحيط بهم.. وتلك الأذن التي تسمع بها كل شيء حولك غيرك يدفع الأموال لشراء سماعة تساعده على السمع والأيادي والأرجل والشعر وكل نقطة وكل عرق في جسدك.
فأنت إذا لم تدخل "الحمام" في وقت بعينه ستشعر وكأن الموت سيكون راحة لك وتكون على استعداد لدفع كل ماتملك فقط لتشعر بالراحة من ذلك العذاب.. فهل تفكرت في تلك النعمة؟؟ أو في أي من تلك النعم؟! أو في غيرها الذي لا يحصى؟؟.
اضافةتعليق
التعليقات