• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

العلاقة العاطفية تكشف عقد الإنسان النفسية

زهراء الجابري / الثلاثاء 22 شباط 2022 / تربية / 3824
شارك الموضوع :

الأم التي تعاني عُقدة الخضوع ستجعل طفلها يشعر بأنه لا يملك سنداً أو مأوى

للأسف، تُعامل الأسس العلمية لتنشئة الطفل بنوع من اللا اكتراث، وتؤخذ موروثات الأجداد الفكرية وتُلقن للأطفال وكأنها حقائق، ونعيد إنتاج أنفسنا بدلًا من تطوير عقول الجيل القادم. عند شعور الطفل بالخوف من التعبير، تكون قد حرمته من تكوين رباعية ذاته الحقيقية معتقد، عمل أو «شغف»، علاقة، نمط حياة، فهو لا يستطيع أن يكون على سجيته ولن يشعر بالتقبل، ومن جهة أخرى سيتعرض للكثير من الظواهر التي لن يستطيع الحديث عنها، ربما تحرش جنسي أو تنمر لأنه يخاف ولا يشعر بالأمان الداخلي.

حيث إن تعلقه بأبويه أصبح تعلقًا غير آمن «غير مبني على تقبل كامل» وسيكون أيضاً خائفاً من أي خطأ، وهذا سيحرمه من الكثير من التجارب في الحياة التي هي معيار أساسي للنضج. كلما ازدادت تجاربك بالحياة وأمعنت في دراستها، ازداد نضجك. فهو أبدًا غير مقترن بعمر الإنسان.

الأم التي تعاني عُقدة الخضوع ستجعل طفلها يشعر بأنه لا يملك سنداً أو مأوى، فهو يعرف يقينًا بأنه إذا تعرض للضرب أو الإهانة من الأب المتمادي فلن يجد محاميا صارماً للدفاع عنه ببسالة، فالأم التي تملك استحقاقاً وثقة بالنفس لن تسمح بأي تماد مع طفلها، وستقف بوجه الأب وقد يصل بها الأمر للانفصال عنه إذا أصر على التمادي في عنفه ضد طفلها.

لكن الأم الخاضعة تظل صامتة، ترى أبناءها يتعرضون لمثل هذا الأذى وتردد «سأظل لأجل أبنائ » دون أن تحرك ساكنًا. لن يحترم الطفل أمه ولن يثق بها إذا مر بمثل هذه التجربة، الأم التي تهان أمام عينيه لن يثق يوما بآرائها ولن تكون لها قيمة عالية لديه، إما سيشفق عليها أو سيتمادي عليها، وهذا يعتمد على نمط شخصيته وكمية التشوهات التي تعرض لها، وذاته الحقيقية إن كانت تميل للخير أو لإيذاء الآخر.

لا توجد مصطلحات مثل الخير والشر بالتحليل النفسي، لكن نعبر عنها بالقدرة على إيذاء الآخر كمصطلح، ويختلف البشر في هذا الأمر. تنتشر في المدارس مفاهيم غير سوية عن ماهية الرجل وتعريفه، يقدمونه کمزیج مشوه لعادات وتقاليد ومعتقدات غير سوية. تتم السخرية من كلمة مشاعر وربطها بالأنوثة، والمشكلة هنا تكمن في أننا منذ طفولتنا نربط كلمة شعور بالعار فتصبح كل صور التعبير عن المشاعر من حزن وخوف وألم وحميمية أمراً خاطئاً ومعيباً ولا يمكن البوح به، والمعضلة الأخرى أننا نربط الأنوثة بالدونية، فأنت عندما تلقب رجلًا بـ «الأنثى»  يراها إهانة عظمى، وهذا يشوه النظرة للجنس الآخر أيضاً.

إذا أمعنت الملاحظة في اللغة الدارجة بين الرجال، ستجد السخرية والوقاحة والشتم هي اللغة المتداولة والمتعارف عليها، ومن فقد القدرة على التعبير عن مشاعره سيتلوث بهذه الطرق من التعبيرات غير السوية. في بعض الأحيان تستخدم السخرية كوسيلة للقرب والألفة وتكون على شكل مصطلح عامي يدعى «الميانة»، رغم أن معنى كلمة

 «الميانة» الحقيقي هو أنني قريب منك وأستطيع التعبير بحميمية وثقة متبادلة، ولكن ساء استخدامها بتعبيرات غير سوية. قد تجد شاباً يعبر لآخر عن شوقه له بشتم مثل (يا حیوان اشتقنا لك) لأنه يخجل من قولها (اشتقت لك، أو لك محبة كبيرة في قلبي)، لاحظ أنه استخدم أسلوب الجماعة «اشتقنا لك» وليس «اشتقت لك»، وهذا يدل على خوفه من الحميمية والقرب بشكل سوي، لربما يفهم بشكل خاطئ.

التنمر يساهم في تحطيم الاستحقاق، وإذا لم يتم توضيح كيفية التعامل معه على أرض الواقع فأنت في الطريق إلى الهلاك النفسي مستقبلًا، نحن نعيش في عالم تحكمه إرادة القوة، فإن لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب، وهنا أن يتم إعداد الطفل بالفنون القتالية وأساليب الدفاع عن نفسه قبل كل شيء، لأنه لربما تعرض لموقف يجب أن يتعامل معه بسرعة ولا يستطيع الانتظار للشكوى على المتنمر، وإذا مر الموقف وتم ضربه أو إهانته ولم يرد بنفسه سيخلق هذا صدعًا في نفسه ولربما عقدة الخضوع. يجب باختصار من يضربك اضربه، ومن يهينك أهنه هو مبدأ الواقع، لكن إذا تركته يضربك ثم اشتكيت أو تركته يهينك وأدرت ظهرك متجاهلًا سيصنع هذا كبتا شعوريا في أعماقك، وقد تعود للمنزل وأنت تفكر لماذا لم أرد؟ وتتخيل سيناريوهات ترد فيها على هذا المتنمر «سردية الخيال».

 نصائح بعض الأبوين تقول «لا تفعل شيئًا وقدّم شكواك في من يتعدى عليك، كُن حذرًا فقد تتعرض للضرب المبرح أو الطعن وتتأذى» فتجعله خائفاً غير قادر على الدفاع عن نفسه. يجب أن يشعر الطفل بالأمان مع الأبوين لكي يستطيع فتح قلبه ومحاورتهم ومشاركة مخاوفه، ولكن الأبوين اللذين يعتمدان منهج الوعظ والتخويف من العقاب، يجعل الطفل مترددًا في طرح خبايا نفسه، ولهذا كثير من الأطفال يتعرضون لتجارب مثل التحرش والتنمر ويظلون صامتين.

يؤلمني جدًا عندما أسأل الشخص عن علاقته بأحد الأبوين ويذكر أنها رسمية، فأساس العلاقة معهما هي تنشئة روحية عاطفية نفسية وليست اعتناءًا ماديًا فقط. ولكن للأسف الوعي الجمعي بفكرة الإنجاب منخفض، ولو كان بيدي لجعلت هناك قانوناً يفرض على الأبوين التسجيل في أكاديمية لتنشئة الطفل السوي، ولا يسمح لهما بالإنجاب إلا إذا نجحوا في أهم منهج قد يدرسونه في حياتهم، منهج تنشئة طفل واع.

من كتاب (عقدك النفسية سجنك الأبدي) د.يوسف الحسني
الاب والام
الطفل
صحة نفسية
الاسرة
السلوك
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    تربية الأبناء على مبادئ عاشوراء: كيف نُنشئ جيلاً حسينياً؟

    صراع الروح وتجلّي الحق

    نشأة الذكاء الأصطناعي وتطوره

    هل يؤثر حرّ الصيف على فعالية الأدوية؟... خبير يجيب!

    ينزع قرطيها الأقوى

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    آخر القراءات

    قدسية حروف النور

    النشر : الخميس 05 تشرين الثاني 2020
    اخر قراءة : منذ 12 ثانية

    تطور الذكاء الاصطناعي قد يهدد بتكرار هذه الأخطاء

    النشر : الأربعاء 13 ايلول 2023
    اخر قراءة : منذ 14 ثانية

    رغوة الذاكرة.. بنكهة الوهم!

    النشر : الأثنين 04 تشرين الاول 2021
    اخر قراءة : منذ 22 ثانية

    الزهراء البتول وموعد مع المصاب

    النشر : الخميس 06 كانون الثاني 2022
    اخر قراءة : منذ 29 ثانية

    وسط سياسة الدواهي.. كيف حافظ الامام الكاظم على المد الشيعي؟

    النشر : الأربعاء 10 آذار 2021
    اخر قراءة : منذ 33 ثانية

    ماسبب اضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة عند الأطفال؟

    النشر : السبت 04 كانون الأول 2021
    اخر قراءة : منذ 34 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 841 مشاهدات

    في رحاب محرم: طلب الإصلاح على خطى سبط الرسول

    • 447 مشاهدات

    كيف أجعل حب الامام الحسين مشروعًا دائمًا؟

    • 429 مشاهدات

    الميثاق الذي لم يُكتب: عبد الله الرضيع وولادة قانون الطفولة

    • 419 مشاهدات

    7 أخطاء قاتلة يرتكبها كل رائد أعمال في البداية.. هل تقع فيها أنت؟

    • 357 مشاهدات

    النوم مع نافذة مفتوحة - مخاطر صحية لا يعلمها كثيرون!

    • 340 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1268 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1190 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1121 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 841 مشاهدات

    هذا هو الغدير الحقيقي

    • 668 مشاهدات

    لمن تشتكي حبة القمح إذا كان القاضي دجاجة؟

    • 665 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    تربية الأبناء على مبادئ عاشوراء: كيف نُنشئ جيلاً حسينياً؟
    • الخميس 10 تموز 2025
    صراع الروح وتجلّي الحق
    • الخميس 10 تموز 2025
    نشأة الذكاء الأصطناعي وتطوره
    • الخميس 10 تموز 2025
    هل يؤثر حرّ الصيف على فعالية الأدوية؟... خبير يجيب!
    • الخميس 10 تموز 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة