المراهقة هي احدى المراحل العمرية الطبيعية التي يمر بها الإنسان بعد مرحلة الطفولة ليبدأ بالنضج الفكري والجنسي، وتعتبر مرحلة حرجة واكثر ازعاجا للوالدين بسبب التقلبات النفسية التي يشعر بها أبنائهم المراهقين بأوقات متفاوتة و اسباب تختلف من مراهق لآخر.
فما أن يدخل الأبناء في هذه المرحلة تبدأ اصواتهم تعلو ويزاد تمرّدهم وعصيانهم لأهاليهم حتى ان ببعض الاحيان نلاحظ أن البيت الذي يوجد فيه اكثر من مراهق ينقلب الى ساحة معركة و لا يهدأ إلاّ بعبور الأبناء هذه المرحلة الحرجة الى مرحلة الشباب، فعلى المربي الحليم التطلع على مفاهيم المراهق ليستخدم معه اساليب غير مباشرة ومؤثرة ليجعله قادر على التحكم بنوبات غضبه وتمرّده،
ففي هذا السن يبدأ المراهقون بشكلٍ عام بإدارك طرق الحياة والعيش فيها بصورة تختلف عما كان يدركها وهو طفل.
أي انه عندما كان طفلاً كان يتلقى الأمور من والديه و وباقي افراد عائلته بالقبول لكن عند بلوغه اول درجات الشباب يبدأ تدريجيا بالاعتراض والنقد، واحياناً دون سبب.
وفيها سيمتلكون مشاعر متضاربة، نراهم في لحظة منسجمين معنا ويتحدثون بأرتياح وفي لحظة اخرى تنقلب الموازين ويسيطر عليهم الحزن والضيق وقد يتحولان إلى حالات اكتئاب نفسي لأن هذه المشاعر المتضاربة لا يستطيعون البوح بها امام والديهم والكبار لأنهم يفكرون بأن الأشخاص الكبار لن يتفهموا ما يعانونه! فهنا ستصعب عليهم هذه المرحلة اكثر، مما يستدعي إلى تدخل معالج نفسي مختص.
ولتفادي كل هذه الأمور والأوقات العصيبة، على الوالدين تقوية علاقتهم بأبنائهم من خلال فقرات معينة و تعتمد هذه الفقرات في الاكثر على الأم بسبب انشغال الأب اغلبية الاحيان خارج المنزل منها:
- المحادثة والحوار: لتعلمي عزيزتي الأم كلما ازدادت ثقة صغارك المراهقين بكِ كلما سهل الأمر اكثر، وهي فعليا امر غير سهل ويحتاج بذل جهد وطاقة تحمل منكِ في سبيل ترتيب حياتهم بطريقة تساعدهم على تعدي بعض الامور التي تضايقهم بروية..
تتم هذه الطريقة عبر الحوارات اليومية فيما فعلوه في دوامهم والتدرج معهم إلى الاسلوب الاخلاقي الذي مارسوه مع اساتذتهم وزملاءهم ويجب ان تظهري امامهم بأنكِ ملمّة في معرفة احداث يومهم لان هذا سيشعرهم بأهميتهم في حياتكِ. لذا عليكِ أن تكوني أم و صديقة لان استخدام صفة واحدة لن تجدي نفعا.
فالأم عبارة عن احتواء توجيه، إرشاد، ومراقبة عندما يخطأونّ، صداقتكِ معهم مهمة جدا لتجعليه يمارس حياته بمحددات استقلالية بمساندتكِ وحينها ستكونين على علم بأغلبية خصوصياتهم
فعليكِ بدأ الحوار اليومي مع أبنائك.
_الحب: احدى الوسائل المهمة في التعامل مع الأبناء، لأنَّكِ تحبينهم حبا جما بغض النظر عن تصرفاتهم السيئة او الجيدة،
فمن المهم ان يشعروا بكِ حولهم وعلى استعداد لتقدمين لهم المساعدة والعون والاحترام قبل أن يطلبوه.
لكن انتبهي لا تجعلي حبكِ المكثف سببا في تنازلك لأكثر طلباتهم دون مجادلتهم والتفاهم معهم لان هذا الشيء حتما سيجعلهم على فوهة الاشياء غير الحميدة.
_الأهتمام: الأبناء بحاجة إلى اهتمام فلا فائدة من حب بلا اهتمام،
شاركيهم كل مشاكلهم حتى لو كانت لا شيء، كل المراهقين سيطلبون من اهاليهم تركهم بمفردهم لذا اعطيهم بعض الوقت و عودي لتكلميهم وتشاركينهم احزانهم وتوترهم وحينها ساعديهم على التخلص من كل الأفكار البشعة و راوغيهم لتسليتهم فهذا الشيء سيجعلهم يشعرون بأهتمامكِ وسيفتح ابواب كثيرة للحوار معهم.
عليكِ ايضا استخدام اساليبكِ الخاصة في تعاملكِ معهم ولا تتوقفي عند حد معين و فرغي القليل من وقتكِ لهم حتى يقولون ما عندهم والأفضل ان يكون وقت الصباح وابتعدي عن الاوقات الخاصة بالطعام او النوم لان هذه الاوقات ستجعلهم يتهربون منكِ.
_اللين مع اسئلتكِ و اجاباتهم: يفضل استخدام الاسلوب اللين معهم في حالة اخطائهم كي لا يشعرون بالأساءة او التقليل من شأنهم بل اجعليهم يدركون بأنهم على خطأ بدون ان تقولي لهم انهم على خطأ او اسقاط اللوم عليهم بسبب المشكلات التي تحدث نتيجة اخطائهم.
_إعطائهم حريتهم: لا تفرضي رأيكِ او قراركِ عليهم لان هذا سيجعلهم في حالة عصبية وقد يتعدونّ حدود التربية معكِ إذا صممتِ على فعلكِ بل استخدمي بدائل معنوية تزيدهم تحفيزا على القبول بأختياركِ.
إذن يجب أن تكوني متقاربة بأفكاركِ مع أبنائكِ لأنهم من جيل يختلف عن جيلك وتعاملي معهم مع تطور المجتمع وليس على اساليب اهلكِ التي اتبعوها معكِ.
فأستغلي هذه المرحلة إيجابيا في ترسيخ الجوانب الفكرية والثقافية مما يعود نتائج هذا الترسيخ لصالح أبنائكِ شخصيا..
تحملي كل الضغوطات التي تمرين فيها لتصلي إلى مستوى علائقي متطور ومثمر معهم وكذلك سيصبح هنا فهم لآلية العلاقة بينكِ وبينهم،
وعليكِ الاستعانة بقدراتكِ لتوفير خمس احتياجات للمراهق كما ذكر في كتاب (على أعتاب المستقبل) هي الحاجة إلى الحب والامان، الحاجة إلى الاحترام، الحاجة لإثبات الذات، الحاجة للتوجيه الإيجابي، الحاجة للمكانة الاجتماعية.
مع دعائكِ المستمر لأبنائك..
اضافةتعليق
التعليقات