ﺍﻟﺘﺰﻡ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﻭﺍﻛﺘﻔﻰ ﺑإﺣﻨﺎﺀ ﺭأﺳﻪ ﺑﻤﻮﺩة... ﺣﺘﻰ ﺍﻧﺘﻬﺎﺀ ﺍﻟﺤﻔلة ﻓﻲ الجهة ﺍﻻﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺗﻮﻏﻞ ﺍﻟﻔﺎﺭﺱ ﺍﻻﺑﻴﺾ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎبة ﺣﺘﻰ ﺗﺎﻩ ﻓﻴﻬﺎ، ﻭﺍﺻﻞ ﺍﻟﺴﻴﺮ ﺣﺘﻰ ﺣﻞّ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﻓﺎﺫﺍ ﺑﺸﻲﺀ ﻳﻨﻜّﺲ
ﻗﺪﻣﻴﻪ ﺗﻤﻌّﻦ ﻓﺎﺫﺍ ﻫﻲ ﺑﻌﺼﺎ ﻳﺤﺮﻛﻬﺎ ﻋﺠﻮﺯ ﻗﺬﺭ ﺍﺳﻔﻞ ﺍﻟﺤﻔﺮة، ﺻﺮﺥ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ: ﺍﺭﺟﻮﻙ ﺍﻧﻘﺬﻧﻲ، ﻣﺪّ ﻟﻪ ﻳﺪﻩ ﺍﻟﻤﻐﻄﺎة ﺑﺎﻟﻮﺣﻞ ﻭﻫﻮﻳﺴﺘﻨﺠﺪ، ﺍﻧﺤﻨﻰ ﺍﻟﻴﻪ ﺍﻟﻔﺎﺭﺱ، ﻓﺘﺢ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﻓﻤﻪ ﻓﺮﺣﺎ ﻓإﺫﺍ ﺑﻨﻤﻞ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻦ بين ﺍﺳﻨﺎﻧﻪ ﺍﻟﺼﻔﺮﺍﺀ ﺍﻟﻤﻜﺸّﺮة، ﻓﺠأة ﻧﻬﺾ ﺍﻟﻔﺎﺭﺱ ﻭﺭﻣﻰ ﺑﻌﺼﺎﻩ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻣﺴﺘﻨﻔﺮﺍ ﺗﺠﺎﻫﻞ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﻭﺍﻛﻤﻞ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﻣﺘﺒﻌﺎ ﻧﺎﺭﺍ ﻣﻀﻴئة ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ ﺣﺘﻰ ﻭﺻﻞ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﻘﺮية ﺣﻴﺚ ﺟﻠﺲ ﻣﻊ ﺯﻋﻴﻤﻬﺎ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻳﺴﺮﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻘﺼﺺ ﺍﻟﺸﺎئعة ﺣﻮﻟﻪ ﻣﺘﻔﺎﺧﺮﺍ ﺑاﺳﻤﻪ ﻭﻟﻘﺒﻪ وهو ﻓﺎﺭﺱ ﺍﻟﻨﻮﺭ..
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻣﻨﺒﻬﺮﺍ ﺑﻪ، ﻣﺎﻋﺪﺍ ﻓﺘﺎة ﺑﻘﻴﺖ ﻃﻮﺍﻝ ﺍﻟﺴﻬﺮة ﺗﻤﻘﺘﻪ ﺑﻨﻈﺮﺍﺕ ﺍﻛﺜﺮ ﺣﺪّة ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺍﻟمشتعلة، ﻟﻔﺘﺖ ﺍﻧﺘﺒﺎﻫﻪ ﺣﺘﻰ ﺻﺎﺡ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺰﻋﻴﻢ: ﻳﺎ ﺍﺑﻨﺘﻲ ﺍﺭﺷﺪﻱ ﺍﻟﻔﺎﺭﺱ ﺍﻟﻰ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻗﺎﻣﺘﻪ ﻟﻴﺮﺗﺎﺡ، ﻧﻔّﺬﺕ ﺍﻟﻔﺘﺎة ﺃﻭﺍﻣﺮ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﺻﻼ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺣﺪﻗﺖ ﺑﻪ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺒﺪﻭ ﺷﺪﻳﺪﻩ ﺍﻟﺬﻛﺎﺀ ﺛﻢ ﻗﺎﻟﺖ:
ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺪﻋﺎبة ﻣﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﻟﻘﻠﻮﺏ ﺍﻟﺒﺸﺮ، ﺍﺑﺘﺴﻢ ﺍﻟﻴﻬﺎ ﻣﺮة ﺍﺧﺮﻯ ﻟﻴﻮﻗﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺳﺤﺮﻩ، ﻓﻨﻈﺮﺕ ﺍﻟﻴﻪ ﻧﻈﺮة ﺍﺯﺩﺭﺍﺀ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺍﻣﺮﺍ ﻻﻳﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻲ ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺪﻋﺎبة ﻣﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﻟﻘﻠﻮﺏ ﺍﻛﺜﺮ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻏﻠﺐ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﺍﻏﺒﻴﺎﺀ ﻓﻬﻢ ﻻﻳﺪﺭﻛﻮﻥ ﺧﻄﻮﺭة ﺍﻟﻨية ﺍﻟﻜﺎﻣنة ﺧﻠﻔﻬﺎ، ﺍﻧﺖ ﺗﺴﻌﻰ ﻟﻜﺴﺐ ﻣﺤﺒﺘﻬﻢ ﻟﺘﻌﻴﺶ ﺑﺴﻬﻮلة ﺍﻧﺖ ﻟﺴﺖ ﺑﻔﺎﺭﺱ ﺍﺑﻴﺾ ﺍﻧﺖ ﻣﺠﺮﺩ ﺍﻛﺬﻭبة ﻛﺒﻴﺮة..
ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺩﻓﻌﻬﺎ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺤﺎﺋﻂ ﺑﻘﻮة، ﻭﻋﻴﻨﺎﻩ ﻣﻠﻴئة ﺑﺎﻟﻐﻀﺐ ﻗﺎﻟﺖ: ﺍﻩ ﺍﺧﻴﺮﺍ ﻇﻬﺮﺕ ﺣﻘﻴﻘﺘﻚ ﺧﻠﻒ ﺟﺪﺍﺭ ﺍﻟﻠﻄﺎفة ﺍﻟﺰﺍﺋﺪة، ﻟﻘﺪ ﺷﺎﻫﺪﺕ ﻣﺎﻓﻌﻠﺖ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺭﻓﻀﺖ ﻣﺴﺎﻋﺪة ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﻟﻤﺎﺫﺍ؟! ﻫﻞ ﺧﻔﺖ ﺍﻥ ﺗﺘﻮﺳﺦ ﻳﺪﻳﻚ ﻭﺛﻴﺎﺑﻚ، ﻻﺗﺨﻒ ﻟﻘﺪ ﻗﻤﺖ ﺑﻤﺴﺎﻋﺪﺗﻪ ﻓﺎﻧﺎ ﻻ ﺍﺗﺮﻙ ﺧﻠﻔﻲ ﻣﻦ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺍﻟﻰ ﻣﺴﺎﻋﺪة، ﻫﻜﺬﺍ ﺭﺑّﺎﻧﻲ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻧﺖ مثّلت ﺗﺮﺑﻴﺘﻚ ﺑﺼﻮﺭة ﺧﺎﻃئة ﺍﻋﺘﺪﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻥ ﺗﺎﺧﺬ ﺩﻭﻥ ﺍﻥ ﺗﻌﻄﻲ ﻛﺴﺒﺖ ﻭﺩ ﻭﻗﻠﻮﺏ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺑﺪﻭﻥ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩﺍ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻠﻚ ﻭﺗﺼﺮﻓﻚ ﺍﻟﻨﺒﻴﻞ ﺍﻟﺨﺎﺩﻉ ﻭﻟﻜﻦ ﻫﻨﺎ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻋﻠﻴﻚ ﺍﻥ ﺗﻌﻤﻞ ﺑﺠﻬﺪ ﻟﺘﻨﺎﻝ ﻣﺤبة ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ..
ﺍﺣﻜﻢ ﻗﺒﻀﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺫﺭﺍﻋﻴﻬﺎ، ﺍﺑﺘﺴﻤﺖ ﺳﺎﺧﺮة: ﻣﺎﺫﺍ ﻫﻞ ﺗﻨﻮﻱ ﻗﺘﻠﻲ ﻫﻞ ﻧﺴﻴﺖ ﻣﻦ ﺍﻛﻮﻥ، ﺍﻧﺎ ﺍﺑنة ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻘﺒﻴلة ﻟﺬﻟﻚ ﻓﻠﺘﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺘﻲ ﻗﺒﻞ ﺍﻥ ﺃﻓﻀﺢ ﺣﻘﻴﻘﺘﻚ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ، ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺍﻧﺰﻝ ﺫﺭﺍﻋﻴﻪ
ﻭﺍﺧﺬ ﺍﻏﺮﺍﺿﻪ ﻭﻫﺮﺏ..
ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﻫﻮ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻌﻮﺩة ﻓﻜﺮ ﺑﻄﺮﻳقة ﺗﺤﻔﻆ ﻣﺎﺀ ﻭﺟﻬﻪ ﻭﺍﻟﻔﻮﺯ ﺑﺎﻟﻔﺘﺎة، ﺿﺮﺏ ﻋﺼﻔﻮﺭﻳﻦ ﺑﺤﺠﺮ ﻭﺍﺣﺪ، ﺃﻟّﻒ ﻗصة ﻋﻦ ﻫﺰﻳﻤﺘﻪ ﻟﻠﻮﺣﺶ، ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺳﻴﺼﺪﻗﻨﻲ ﻓﺎﻧﺎ ﻓﺎﺭﺱ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎية ﻋﻠﻲ ﻓﻘﻂ ﺍﻥ ﺃﺗﻘﻦ ﺍﻟﻘصة ﺑﺄﺣﻜﺎﻡ ﻛﻲ ﺗﻨﻄﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ.
ﻭﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻋﺎﺩ ﺍﻟﻰ القرية ﻭﺍﺧﺒﺮ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻋﻦ ﻫﺰﻳﻤﺘﻪ ﻟﻠﻮﺣﺶ ﻭﺗﻬﻴﺄ ﺍﻟﻜﻞ ﻟﻸﺣﺘﻔﺎﻝ ﻭﺗﺤﺪﻳﺪ
ﻣﻮﻋﺪ الزفاف، ﺍﻣﺎ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﻓﻘﺪ اﻟﺘﺰﻡ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﻭﻟﻢ ﻳﻨبس ببنت شفة. ﺍﻣﺎ ﻓﺎﺭﺱ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﻓﻘﺪ ﺍﻧﺴﺤﺐ ﺑﻬﺪﻭﺀ ﻟﻴﺠﻠﺲ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﺑﻌﻴﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻓﻘﺪ ﺍﻋﺘﺎﺩ ﺍﻟﻌﺰلة، ﻓﺎﺫﺍ ﺑﺎﻟﻌﺠﻮﺯالذي ساعده اخر مرة ﻳﺠﻠﺲ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﻗﺎﺋﻼ: ﺍﺧﺒﺮﻧﻲ ﻣﺎﻫﻲ ﺍﻟﺬﻛﺮﻯ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺪﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ؟ ﺍﺟﺎﺏ: ﺗﺮﻙ ﻭﺍﻟﺪﺗﻲ وحيدة عندما ﻫﺮﺑﺖ ﻣﻦ ﺫﺭﺍﻋﻴﻬﺎ، ﺍﺗﻤﻨﻰ ﺍﻥ ﺍﺣﻴﻂ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺬﺭﺍﻋﻴﻦ ﺩﻭﻥ ان ﺍﺷﻌﺮ ﺑالخجل ﺍﻭ الخوف.
_ﻭﻣﺎﻫﻮ ﺍﻛﺜﺮ ﺷﻲ ﻳﺨﻴﻔﻚ؟
_ﻇﻼﻝ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﺮﻭﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻠﺤﻖ ﺑﻲ..
_وماهو ﺳﺒﺐ ﺗﺸﺮﻳﻔﻚ ﻟﻘﺮﻳﺘﻨﺎ؟
_ﺍﻧﻬﺎ ﻓﻘﻂ ﻣﺤطة ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ ﺭﺣﻠﺘﻲ ﻟﻠﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﺣﺶ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺨﺘبئ ﺧﻠﻒ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ.
_ﻭﺣﺶ ﻣﺎﺫﺍ! ﻟﻢ ﺍﺳﻤﻊ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺸﻲ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ،
ﻭﻟﻜﻨﻲ ﺍﻋﺮﻑ ﺍﻥ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ ﺣﻮﻟﻨﺎ ﺇﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺎﻟﻘﻠﻴﻠﺔ ﺗﺤﺎﺭﺏ ﻋﺪﻭ ﺿﻌﻴﻒ ﺟﺪﺍً ﺇﺳﻤﻪ (ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ) ﺗﺮﻛﻨﺎ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻭﺫﻫﺒﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﻋﺪﻭ ﺿﻌﻴﻒ،
ﻓﺎﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺧﻄﺮ.. ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺃﺧﻄﺮ ﺑﻜﺜﻴﺮ، ﻫﻞ ﻓﻬﻤﺖ ﺍﻻﻥ ﻳﺎﺑﻨﻲ..
_ ﺍﻥ ﻛﺎﻥ ﻛﻼﻣﻚ ﺻﺤﻴﺢ ﻓﻴﺠﺐ ﺍﻥ ﺃﺣﺎﺭﺏ ﻧﻔﺴﻲ ...همهم بين نفسه، ﻳﺎﻟﻪ ﻣﻦ ﻣﺎﻛﺮ ذلك الحكيم ﻫﻞ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﺼﺪﻧﻲ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻻﺧﺘﺒﺎﺭ، ﻳﺎﻟﻪ ﻣﻦ ﻋﻘﻞ ﻓﺬ ﻻﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﻠﻜﻪ، ﺣﺴﻨﺎ ﺍﻥ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﻣﺎﻳﻘﺼﺪه ﺳأﻧﻬﻲ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﺑﻨﻔﺴﻲ ﻭﺍﺧﻠّﺺ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﻦ ﻇﻼﻣﻲ، ﻟﻘﺪ شبعت ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻴﺎة ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺣﺎﻝ.
_ﺍﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻳﺎﺑﻨﻲ ﺛﻢ ﺍﺑﺤﺚ ﺩﺍﺧﻞ ﻧﻔﺴﻚ ﻟﻼﺟﺎبة ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺩﻓﻌﻚ ﻟﻠﻤﺨﺎﻃﺮة ﺑﻨﻔﺴﻚ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻭﺍﻧﻘﺎﺫﻱ، ﺍﻧﺖ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﻀﻄﺮﺍ ﻟﺬﻟﻚ ﻭﻟﻮ ﻛﻨﺖ ﻣﻜﺎﻧﻚ ﻟﻤﺎ ﺧﺎﻃﺮﺕ ﺑﺤﻴﺎﺗﻲ ﻣﻦ ﺍﺟﻞ ﺍﻧﻘﺎﺫ ﻏﺮﻳﺐ ﻻ ﺍﻋﺮﻓﻪ، ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ ﻣﻨﻌﻚ ﻣﻦ ﺍﻻﻧﺪﻓﺎﻉ ﻧﺤﻮﻱ ﻭﺍﻧﻘﺎﺫﻱ ﻻﻥ ﻧﻔﺴﻚ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻗﻮﻯ ﻣﻨﻬﺎ، ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻠﻚ ﻧﻮﺭ ﻛﺒﻴﺮ ﺣﺒﻴﺲ ﻫﻨﺎ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻚ، ﺍﻟﻨﻮﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻠﻚ ﺍﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺪﻋﻴﻪ، ﺛﻖ ﺑﻨﻔﺴﻚ ﻭﻋﺪ ﻟﻘﺮﻳﺘﻚ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺍﻟﻌﺪﻭ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺒﺤﺚ ﻋﻨﻪ ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎ ﺑﻞ ﻓﻲ ﺑﻠﺪﺗﻚ ﻋﺪ ﻟﻬﻢ ﻭﺍﻛﺸﻒ ﺍﻟﺤﻘﻴقة.
ﻛﻞ ﻣﺎﺳﻤﻌﻪ ﻭﻣﺮّ ﺑﻪ ﺍﺻﺒﺢ ﺣﻘﻴقة ﻳﻘﺘﻨﻊ بها ﺍﻛﺜﺮ ﻓﺄﻛﺜﺮ ﻛﺸﻌﺎﻉ ﻧﻮﺭ ﺑﺪّﺩ ﺍﻟﺴﺮﺍﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﻴﻂ ﺑﻪ، ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﺧﺎﺋﻔﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﻼﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻼﺣﻘﻪ ﺍﻭ ﻧﻈﺮﺍﺕ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﻴﻪ، ﺍﺻﺒﺢ ﺟﺎﻫﺰﺍ ﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺘﻬم ﺟﻤﻴﻌﺎ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﺻﻞ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﻗﺪ ﺣﻞ ﻭﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻳﺤﺘﻔﻞ، ﺩﺧﻞ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﺠﻤﻮﻉ ﻭﺍﻟﺪﻫشة ﺗﻌﻠﻮ ﺗﻌﺎﺑﻴﺮﻫﻢ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺧﺮﺝ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ، ﻧﻈﺮ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺍﻟﻰ ﺍﻷﺧﺮ ﻓﻘﺎﻝ ﻓﺎﺭﺱ ﺍﻟﻈﻼﻡ: ﻟﻘﺪ ﺣﻠﻠﺖ ﺍﻟﻠﻐﺰ ﻋﺮﻓﺖ ﺍﻟﺮﺃﺱ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮة، ﺍﻟﻌﺪﻭ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻫﻨﺎ، ﺍﻧﺪﻫﺶ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻭﺗﻌﺎﻟﺖ ﺍﺻﻮﺍﺕ ﻫﻤﺴﺎﺗﻬﻢ ﺍﺑﺘﺴﻢ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ: ﻳﺮﺗﺪﻱ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﺍﻗﻨﻌة ﻣﺨﺘﻠفة، ﻟﻴﺲ ﻛﻞ ﻣﺎﺗﺮﺍﻩ ﺣﻘﻴﻘة ﻓﺎﻟﻨﻮﺍﻳﺎ ﺗﻜﻤﻦ ﺧﻠﻒ ﺗﻠﻚ ﺍﻻﻗنعة، ﻟﻢ ﻳﻔﻬﻢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻐﺰﻯ ﻛﻼﻣﻪ ﺍﻟﻤﺒﻬﻢ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﻈﺮ ﺍﻟﻰ ﻓﺎﺭﺱ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﻧﻈﺮة ﻣﻤﻠﻮءة ﺑﺎﻟﻔﺨﺮ، ﺛﻢ ﺃﺷﺎﺭ ﻧﺤﻮ ﺭﺟلين ﻛﺒﻴﺮين ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻦ ﻛﺎﻥ ﺍﺣﺪﻫﻤﺎ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻧﻘﺬﻩ ﻓﺎﺭﺱ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﻭﺍﻻﺧﺮ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺨﻠّﻰ ﻋﻨﻪ ﻓﺎﺭﺱ ﺍﻟﻨﻮﺭ، ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺗﻴﻘﻦ ﻓﺎﺭﺱ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﺍﻧﻪ ﻗﺪ ﻧﺠﺢ ﻓﻲ ﺍﻻﺧﺘﺒﺎﺭ..
ﺍﻣﺎ ﻓﺎﺭﺱ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﻓﻘﺪ ﻛﺸﻒ ﺯﻳﻔﻪ ﻭﺍﻧﺘﻬﺖ ﻛﺬﺑﺘﻪ ﻭﻗﺼﺘﻪ ﺍﻟﻤﻠﻔقة، ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻣﻬﺮﺏ بات ﻛﻔﺄﺭ ﻣﺤﺎﺻﺮ ﺑﺎﻟﺰﺍﻭية ﺗﺸﺘﺖ ﺗﻔﻜﻴﺮﻩ ﻭﺗﺤﺮﻛﺖ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻻﻧﺤﺎﺀ ﺑﺤﺜﺎ ﻋﻦ ﻣﺨﺮﺝ ﻓوقعت ﻋﻴﻨﺎﻩ ﻋﻠﻰ ﺍبنة ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ، ﻃﻮﻗﻬﺎ ﺑﺬﺭﺍﻋﻴﻪ ﻭﺍﺿﻌﺎ ﺍﻟﺴﻴﻒ ﺣﻮﻝ ﻋﻨﻘﻬﺎ ﻣﻬﺪﺩﺍ، ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺫﻛية ﺳﺮيعة ﺍﻟﺤركة ﺩﺍﺳﺖ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﻣﻴﻪ ﺑﻘﻮة ﻓﻮﻗﻊ ﺍﻟﺴﻴﻒ ﻣﻦ ﻳﺪﻩ ﻭﺍﻟﻜﻞ ﻳﻨﻈﺮ ﺍﻟﻴﻪ، ﺗﻘﺪﻡ ﻧﺤﻮﻩ ﻓﺎﺭﺱ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﺭﻣﻰ ﺍﻟﺴﻴﻒ ﻧﺤﻮﻩ ﻗﺎﺋﻼ: ﺣﺮﺑﻚ ﻣﻌﻲ ﻓﻠﻠﻨﻬﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻭﺍﺻﻄﺪﻡ ﺍﻻﺛﻨﺎﻥ ﻓﻲ ﻣﺒﺎﺭﺯة ﺣﺘﻰ ﻭﺻﻼ ﺍﻟﻰ ﺍﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺒﻞ ﺣﻴﺚ ﺣﻮﺻﺮ ﻓﺎﺭﺱ ﺍﻟﻨﻮﺭ في حافة ﻭ ﺳﻴﻒ ﻓﺎﺭﺱ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﻣﻮﺟهة ﻧﺤﻮ ﻋﻨﻘﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﻨﻈﺮ ﻋﻤﻴﻘﺎ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻪ، ﺛﻢ ﺭﻣﻰ ﺳﻴﻔﻪ ﻗﺎﺋﻼ: ﻫﺬﺍ ﻣﺎﺗﻈﻨﻪ ﻭﻣﺎﻳﻈﻨﻪ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻘﺮية ﺑﻲ، ﻭﺣﺶ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺘﻞ، ﺍﻧﺎ ﻟﺴﺖ ﻛﺬﻟﻚ، ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺑﺎﻟﻨﺴبة ﻟﻲ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﻫﻨﺎ، ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻳﻬﻤّﻨﻲ ﺭأﻴﻚ ﺍﻭ ﺭﺃﻱ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻲ ﻳﻜﻔﻲ ﺍﻧﻲ ﺍﻋﺮﻑ ﻧﻔﺴﻲ ﺣﻖ ﺍﻟﻤﻌﺮفة..
ﺗﺮﻛﻪ ﺧﻠﻔﻪ ﻭﺍﻧﺴﺤﺐ ﻓﺎﺭﺱ ﺍﻟﻨﻮﺭ، ﻟﻢ ﻳﺤﺘﻤﻞ ﻧﻈﺮة ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﻴﻪ ﻟﻘﺪ ﺍﻧﻄﻔﺄ ﻧﻮﺭﻩ ﻭﻇﻬﺮ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺪﺍﺧﻠﻪ ﻟﻠﻌﻠﻦ.. ﻛﺸﻔﺖ ﺣﻘﻴﻘﺘﻪ ﺍﻟﻤﺰﻳفة، ﺭﺟﻊ ﺧﻄﻮة ﻟﻠﺨﻠﻒ ﻟﻴﺤﺘضن ﺍﻟﻈﻼﻡ ﺍﻟﺪﺍﻣﺲ ﺍﺳﻔﻞ ﺍﻟﺠﺒﻞ: ﺍﺧﺘﺘﻢ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﻣﺄﺗﻤﻪ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ: (ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻞ ﻛﻞ ﻣﻨّﺎ ﺑﺬﺭة ﺧﻴﺮ ﻭﺷﺮ ﻭﻫﻨﺎﻟﻚ ﺻﺮﺍﻉ ﺃﺯﻟﻲ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ، ﺍﻻﻣﺮ ﻳﻌﻮﺩ ﻟﻠﻨﻔﺲ ﺍﻻﻧﺴﺎﻧية ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﻭﺗﺮﺟﻴﺢ ﺍﺣﺪﻫﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺧﺮ، ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻻﻧﺴﺎﻧﻴة ﺧﺎضعة ﻟﻠﺮﻭﺡ ﻭﺍﻟﺠﻬﺪ ﻛﻠﻤﺎ ﺍﺟﺘﻬﺪﺕ ﻭﺳﻴﻄﺮﺕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺍﺣﻜﻤﺖ ﻗﺒﻀﺘﻚ ﺍﺻﺒﺤﺖ ﺧﺎضعة ﻟﻚ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻥ ﺍﺭﺧﻴﺖ ﻭﺗﺮﻛﺘﻬﺎ ﻃﻠﻴقة ﻓﺴﻮﻑ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﺒﺪﺍ ﻣﺴﻴﺮﺍ ﻟﻬﺎ ﻭﻟﺸﻬﻮﺍﺗﻬﺎ ﻭﻃﻤﻌﻬﺎ ﻭﺷﺮﻫﺎ، ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻛﺎﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺮﺑﻰ ﺗﺤﺖ ﻇﻞ ﻭﺍﻟﺪﻳﻪ، ﺍﻥّ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻤﺎﺩﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻄأ ﻭﺍﻟﺨﻄﻴﺌﺔ ﺣﺘﻰ ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻣﺎﺭﺓ للسوء ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﺍﻗﻮﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻧﻔﺴﻪ).
ﺗﺤﺖ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺷﺪّ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﺭﺣﺎﻟﻪ ﺗﺎﺭﻛﺎ ﺍﺑﻨﺘﻪ ﺧﻠﻔﻪ ﻓﻠﺤﻖ ﺑﻪ ﻓﺎﺭﺱ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﻭﺍﻟﻔﺘﺎة ﺧﻠﻔﻪ ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﺻﻞ ﺍﻧﺰﻝ ﺍﻟﻔﺘﺎة ﻭﻗﺎﻝ: ﺃﻟﻢ ﺗﻨسَ ﺷﻴﺌﺎ؟ ﻓﺮﺩ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ: ﻟﻢ ﺍﻧسَ، ﻓﻨﻈﺮ ﺍﻟﻔﺎﺭﺱ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻔﺘﺎة ﻭﻗﺎﻝ: ﺍﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﺟﺎﺋﺰة ﺍﺗﻔﺎﻕ ﺍﻭ ﺭﻫﺎﻥ، ﻓﺮﺩ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ: ﻭﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﺍﻥّ ﺟﻮﻫﺮﺗﻲ ﻛﺬﻟﻚ، إﻧﻬﺎ ﺭﻭﺡ ﻃﻠﻘﺎﺀ ﺍﺧﺘﺎﺭﺕ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ.
اضافةتعليق
التعليقات