الأطفال، هم تلك النفوس الخصبة، الصالحة دائماً لزراعة الأفكار و المبادىء الجديدة. هم مستقبل العالم الذي سيمسك زمام الْأُمُورِ فيما بعد، هم نواة الحياة و كبار الغد. و لكي نضمن مستقبلاً مشرقاً لعالمنا الكبير..
علينا تربيتهم وفق منهج إسلامي صحيح، و غرس مبادىء و عادات سليمة في نفوسهم. فقد تعتبر السنوات الاولى من حياة الطفل فترة حاسمة و خطيرة في تكوين شخصيته و تتلخص تطورها في ما يغرس في أثناءها من مباديء و عادات و اتجاهات و عواطف يصعب او يستعصي تغييرها فيما بعد.
و لأن الأسرة المسلمة هي صورة مصغرة لمجتمع إسلامي كبير، و تعد اللبنة الاساسية لبناء المجتمع المؤمن.. و في ظلها يتلقى الأطفال مشاعر الخير و بذور الإيمان فكلما نجح الوالدان في إيداء هذا الواجب، نجح المجتمع و تمكن من الوصول الى غايته و أهدافه.
فالآباء مسؤولون عن تعليم أطفالهم دروساً مهمة عن الحياة، فعقل الطفل مثل الطين الرطب، أياً يكن ما يسمعه و يراه فهو يترك انطباعاً دائماً لديه. فالأطفال... أبرياء و حساسون جدا، يحتاجون الى الكثير من الاهتمام و المودة. و على الأم ان تفرغ نفسها من اجل الاهتمام بتربية طفلها، لان ذلك سيعكس إيجابياً على تكوينه النفسي والجسمي.. فالأطفال الذين تربوا تحت أيدي الخدم و الحاضنات غالباً ما أصابوا بنقص الحنان و الاهتمام، مما أدى بهم ذلك الى حالات إكتئاب شديدة و مرض التوحد، و ذلك حتماً سيؤثر على الطفل في كبره و سيعكس سلباً على شخصيتهم و مستقبلهم.
فالأم يمكنها وضع طفلها في حجرها و تعليمه القيم، و تحاول أن تتكلم معه عوضاً عن توجيهه. فالأم تحتاج الى قضاء وقت قيم مع طفلها، و أن تتقيد بنفس القواعد التي تعلمها لطفلها اذا كانت تريد أن يستمع لها.. و على الأبوين ان يبتعدان عن التأديب القاسي الذي يتمثل بالضرب، و ان يكتفيان بالتفاهم أولاً و التأنيب ثانياً، لان الضرب و الأسلوب القاسي سيؤدي الى تكوين شخصية عنيفة و معقدة لدى الطفل، و من الضروري أيضاً الابتعاد عن المفردات الغير لائقة التي من الممكن ان تجرح مشاعر الطفل و تقلل من ابداعه و عطاءه الذهني مثل ( انت غبي، انت فاشل، أنت لا تفهم ابدا....الخ) لان لهذه المفردات اثر سلبي جدا على نفسية الطفل و ذكاءه.
و لان الطفل في هذه المرحلة يحب تقليد الكبار في الطباع و الحركات و العادات، اذا على الأهل الانتباه لهذا النقطة.. و الحذر من التصرفات السلبية و العادات الغير لائقة التي من الممكن ان يقلدها الطفل. و لأننا نحرص على تنشئة جيل واعي و مثقف، اذا لابد من تشجع اطفالنا على القراءة و ترسيخ هذه العادة فيهم منذ الصغر، لان القراءة تعتبر الطريق الوحيد لإطفاء حرائق الجهل في المجتمع. كما ان لجميع الأطفال صفة واحدة وهي حبّ الاكتشاف، هذه الصفة المشتركة تجعلهم يدركون ما يحيط بهم مما يسمح لهم بتطوير مهاراتهم، و في هذه الحالة سيطرحون أسئلة غريبة و محرجة، وعلى الوالدين في هذه الحالة ان لا يتفادون أسئلة الأطفال حتى و ان كانت محرجة بل الإجابة عليها بطريقة بسيطة يدركها عقل الطفل، لان عدم الإجابة سيؤدي الطفل الى الفضول في اكتشاف الاجوبة من البيئة الخارجية، و لربما سيحصل على اجابات غير لائقة او خاطئة و لا تناسب مستواه الفكري.
اذا من الضروري غرس أفكار صحيحة و مبادئ واضحة في عقل الطفل و سقيها بالتفكير السلمي.. و تربيته على أسس دينية قيمة. لان التربية الصحيحة هي واجب الأبوين الدنيوي، الذي سيؤثر على المجتمع سلباً ان كان او إيجاباً.. و من يقصر في تربية طفله يحاسبه الله على ذلك لان تربية الأطفال هي مسؤلية الأبوين فكما قال رسول الانسانية محمد (ص): { كُلَّكُم رَاع..وَ كُلكَم مَسؤولٌ عَن رَعِيَتِهِ}.
اضافةتعليق
التعليقات