حول تصرفات المراهقين والمراهقات من أولادنا وكيف يمكن أن نجعلهم أقل عنادًا وأقل شجارًا فيما بينهم؟! وكيف يمكن أن نجعل ألفاظهم مهذبة وخالية من السب والشتم الذي يتعلموه من المدرسة أو أولاد الجيران أو الأقارب أو حتى الإنترنت؟!
قام موقع بشرى حياة بجولة استطلاعية لمعرفة آراء بعض السيدات، وعن هذا أجابت أُم علي: علينا أن نتعامل مع المراهق ببعضٍ من المرونة وأن نبتعد عن استخدام العناد والحرمان والضغط المتواصل عليه، وإنما نحاول أمره بأسلوب سلس وهادىء لكي يتقبل النقاش والتفاهم بالطريقة التي تتماشى مع أفكاره وتطلعاته ونكون دائما قريبين منه مواضبين على متابعته عن كثب وتنبيهه لمعرفة الصح من الخطأ، من خلال تعليمه التمسك بالعقيدة الصحيحة بقناعة وليس التلقين بدون دليل، لأننا في زمن صعب جدا وأكثر المراهقين ينحرفون عن جادة الطريق بسبب كثرة ما يسمعونه ويرونه من حولهم. والأهم من هذا كله اتخاذ الدعاء له والتوسل بالله وأهل بيته أن يمنوا عليه بالهداية؛ هكذا ربيت ابنائي والحمد لله لن أقول بأنهم ملائكة ولكنهم جيدين وأنا راضية عنهم وأطلب من الله أن يحفظهم لي ويحفظ جميع أولاد المؤمنين..
الحاجة أْم عبد الله قالت: المشكلة تكمن في اتخاذنا أسلوب معين للتربية معهم في الصغر وعند وصولهم مرحلة المراهقة نبدأ بالتصرف معهم بأسلوب مغاير 180درجة ونتعجب من عدم انسجامهم معنا وعدم تفهمهم وبالتالي يبدأون بالرفض والعناد، فالتربية تكون خطوة خطوة من صغرهم أمّهد لصفات الشخصية التي سيكونون عليها ومنها: أن لا اعطيه كل شي يريده؛ وبدون صراخ يجب أن اجعله يفهم السبب مع مراقبة سلوكه وطريقة كلامه اذا كانت صحيحة اشجعه وإذا خاطئة انهره واحذره من اعادتها مرة اخرى بأنه سيعاقب، أي اكون حازمة بدون قسوة، وعند معاقبته لايجوز مصالحته إلا بعد تقديمه الاعتذار وشعوره بالندم لكي لا يعتاد تكرار الخطأ..
وأضافت: كذلك بالنسبة للأكل بعض الامهات يسألون أولادهم ماذا تريد أن تأكل وتعدد أصناف الطعام وتتركه يختار! وبهذا يصبح المراهق متقلب المزاج لكونها دائما ما تأخذ رأيه ويبدأ بالتمرد ولن يعجبه أي شيء بسهولة ولا يكترث أو يُقدر تعب تلك الأم المتفانية! وكذلك الأمر ينطبق على مسألة إرتداء الملابس إن كان الولد أو البنت، بحيث يفرضون رأيهم دون اعتبار للشرع والحلال والحرام أو حتى المتعارف عليه من اللبس والازياء، من الضروري ان نعطي المراهق حقه في حرية الاختيار ولكن بشرط ان يختار من المتفق عليه سواء باللون أو التصميم الذي يعجبه وهكذا أحاول أن اجعله مطيعا بقناعة..
نور الهدى علي تقول: انتم قدوة لهم فما تفعلونه انعكاس لصورتكم أي بمعنى التذمر العناد الشكوى كلها طبائع تنعكس لديهم منذ الطفولة في العقل الباطن لذلك يجب أن تنتبهوا لتصرفاتكم أمام الأطفال وتكونوا حذرين في جلسات النساء؛ وتجنب الكلام الحاد بين الأب والأم أو الجد والجدة واحترام القوانين والمواعيد وعدم الكذب حتى في سبيل التخلص من مشكلة ما أو الايفاء بالعهد وغير ذلك من جميع الأفعال في هذه المرحلة البناءة..
وأضافت: إما إذا كانت هناك أسرة كبيرة وعوائل مشتركة في أغلب الأحيان يبدأ هنا وضع حجر الاساس بالمراقبة والتتبع والمحاسبة وفرض بعض القوانين بدون أوامر ومعالجة المشاكل واحدة واحدة بالتدريج حتى الوصول لنتيجة عسى ولعل ان تكون مرضية، ولا بأس بالاطلاع على مقاطع تشرح مسألة العناد وعدم الاستماع للاوامر التي تشرح الحالة النفسية في "اليوتيوب"..
وأكملت قائلة: اكثروا من قصص الناجحين لهم لأنها تنطبع في عقولهم وانقلوا لهم التجارب في جلساتكم حتى بدون قصد كي يقتدوا بهم. واشير إلى نقطة أخيرة الهدف المهم في مرحلة المراهقة أهمية أن يكونوا سليمي العقل والجسم لأن العقل السليم في الجسم السليم حتى يتحملوا أعباء الحياة في المستقبل، وحتى وإن كانت لديهم بعض السلبية لا تثقلوا عليهم بالأوامر أو المقارنة؛ تكفيهم مشاكل الهرمونات وتقلب المزاج حيث تبقى الكلمة الطيبة سر المحبة ومفتاح النجاح..
السيدة اسراء قالت: حقيقة تعتبر المراهقة اصعب المراحل العمرية للانسان، ولكن حسب ما ألاحظ إذا تلقى الطفل بمراحله الأولى التربية الصحيحة فلن يعاني الأهل من أولادهم بمرحلة المراهقة، مع ذلك المطلوب من الأهل أن يكونوا أصدقاء لأبنائهم، يحاولون احتوائهم قدر المستطاع والنزول إلى مستواهم الفكري والعاطفي حتى لا يلجأون للبيئة الخارجية، فاذا لبت البيئة الخارجية رغباتهم من الصعب جدا التحكم بهم والسيطرة عليهم فيما بعد..
أما السيدة أمينة علاء أفادت: بالنسبة لهذا الموضوع فإني سمعت أحد الاطباء يقول، يأتيني الكثير من الآباء والأمهات ويطلبوا مني أن أجمعهم في ندوة لأحدثهم عن الحلول لمشاكل المراهقين وتغيير أسلوبهم مع الأهل اضافة إلى تغيير أفكارهم السلبية.. فأجبيهم قائلًا: لِمَ لا أجمعكم أنا في ندوة لأغير من أسلوبكم اتجاه المراهقين؟!
يمكن أن نُعرف الشباب المراهق بالفرد اليافع الذي يود اثبات شخصيته ويجاهد لإدراك هدفه هذا بكل الوسائل والطرق حتى لو كانت خاطئة مع سبق المعرفة، فعندما يبدأ مثلًا بتعلم الشتيمة أو التدخين أو افتعال المشاجرات وابراز القوة في غير محلها وتطبيق سلوكيات غير أخلاقية، فهو لا شك بأنه قد رأى واقتنع بأن من يتصرف على هذا النحو له حضور قوي بين أقرانه من الشبان، فيتبادر إلى ذهنه بأن تقليد السيئين يأتي عليه بالفائدة عله يرتقي لمكانة ومهابة لدى الغالبية أو لمرتبة الشهرة مثلهم!.
وهذا ما يدفعه لبناء شخصية هشة ضعيفة وهو يتصورها العكس، هنا يجب على الأسرة أن تعي مدى أهمية متابعة أولادهم في هذه المرحلة العمرية الحرجة والمهمة، وعدم التقاعس أو الاهمال لما يحصل لديهم من تغيرات وتقلبات مزاجية وعاطفية وحتى صحية أيضًا، ففي هذه المرحلة يتعرض المراهق لشتى أنواع الهجمات المعلوماتية وغيرها مما تستهويه وتلفت انتباهه، وعليه يرجى من الآباء والامهات تكريس جل قواهم لمكافحة كل مايسبب الضرر بحكمة وروية والتسلح بكل وسائل المعرفة وطلب الاستشارة من الحكماء والمجربين إن لزم الأمر، مع تمنياتنا السلامة لأبنائنا وبناتنا سلامة الدين والدنيا والتوفيق للآخرة.
اضافةتعليق
التعليقات