• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

بين التربية والتعليم

شبكة النبأ / الأربعاء 10 حزيران 2015 / تربية / 1751
شارك الموضوع :

إن التعليم القائم على التواصل مع الآخرين والنقل المقصود للمعلومات والقيم والذكريات عملية ضرورية لتحقيق إنسانيتنا المتكاملة ,فليس باستطاعة

إن التعليم القائم على التواصل مع الآخرين والنقل المقصود للمعلومات والقيم والذكريات عملية ضرورية لتحقيق إنسانيتنا المتكاملة ,فليس باستطاعة الجينات الوراثية تهيئتنا للوصول إلى الشخصية الإنسانية ولا بد من التربية والتعليم والتعايش الاجتماعي للوصول إلى ذلك,وعليه فان هذه العملية التربوية اللاوراثية ــ أي التعليم ــ ضرورية بشكل مطلق للجنس البشري .

يقول بعض علماء السلوك الإنساني (إننا مبرمجون وراثيا بهدف اكتساب المهارات التي يدربنا عليها الآخرون فقط) وهذا يؤدي إلى الاندماج الجوهري بين الموروثات البيولوجية والموروثات الثقافية,  إن أول ما نكتسبه ونتلقاه من التربية باعتبارنا كائنات مفكرة هو إننا لسنا كائنات فردية وان شخصيتنا تتكون نتيجة تبادل المعاني مع الأقرباء, والأمر الآخر هو أننا لسنا الأقدم في جنسنا البشري وقد سبقنا لهذه الدنيا من وضعوا آلاف البصمات الإنسانية والتقاليد والطقوس المختلفة التي سنشارك فيها, نعلمها ونتعلم منها , وان المجتمع والزمن هما الرافدان الأساسيان اللذان يرفدان الإنسان بالدروس الحياتية المختلفة ويفتحان له طريقا للحياة الذاتية, فكما إن التعليم مرتبط بالمجتمع بالتواصل مع الآخرين, فهو مرتبط أيضا مع الزمن إذ يمنح المربين التأهيل الضروري لممارسة التعليم وان الأساس لتربية الآخرين هو امتلاك الخبرة بالمعرفة التي يراد نقلها, والخبرة هي ماض من الاكتشافات التي نستطيع نقلها لمن لم يشارك في صنع هذا الماضي ولو كان اكبر منا بيولوجيا وعليه فانه من الممكن لأي إنسان أن يعلم شيئا للآخرين, فإننا جميعا معلمون في لحظة ما بغض النظر عمن نكون, فوظيفة التعليم متجذرة بعمق في الجنس البشري, فالأطفال مثلا أفضل معلمين للأطفال الآخرين في تعليم بعض الأمور كالألعاب مثلا, ويدرب الشبان آبائهم على استخدام الأجهزة الحديثة, ويعلم المسنون الصغار بعض الحرف والأعمال اليدوية القديمة ويتعلمون في الوقت نفسه من أحفادهم عادات ومهارات نادرة تساعدهم في حياتهم, فجميعنا يمتلك الفرصة لتعليم أحد ما شيئا في مجال معين ولو لمرة واحدة على الأقل في حياتنا, ولكن حتمية قدرة الإنسان على تعليم شيئا ما لا يعني القدرة على تعليم الأشياء كلها, فالمجتمع بقدر ما يتطور تصبح المعرفة أكثر تعقيدا ويصعب بالتالي ممارسة التعليم بشكل فردي في جميع المجالات, كما إن تزايد عدد التخصصات المهنية استدعى تكوين مؤسسات تعليمية متخصصة إلاّ أنها لا تستطيع احتكار المهمة التربوية ولا بد لها من أن تتعايش مع أشكال أخرى للتعليم الاجتماعي أقل تنظيما وأكثر انتشارا, فالتعليم متوافر في كل زمان ومكان ويقوم به الجميع سواء بشكل عفوي أو مقصود. 

عند الإغريق في الفترات المتأخرة من العصر الهلنيستي تميزت وظائف التربية بالثنائية واستمر ذلك إلى عصرنا الحالي حيث تم الفصل بين التربية بمعناها الذاتي وبين التعليم,فيقوم المربي بوظيفته داخل المنزل حيث يعيش مع الأطفال اللذين يربيهم على القيم المدنية ويعمل على تهذيب طبائعهم وتكوين شخصياتهم فحظيت مهمته بالأولوية, أما المعلم فيقوم بمهمته خارج المنزل فيعلم الأولاد المعارف العلمية والعملية كالقراءة والكتابة والحساب, المعلم فكانت وظيفته في المرتبة الثانية.

وعند الرومان كان هدف التربية بناء الروح وتنمية القيم الوطنية والأخلاقية ويعد بذلك أسمى من التعليم الذي يهدف إلى تزويد المتعلمين بالمهارات التقنية والنظريات العلمية,ولم يصل التعليم التقني إلى المرتبة التي نالتها التربية المدنية الأخلاقية حتى نهاية القرن الثامن عشر, حيث بدأ الإعتراف بضرورة المعرفة التي يقدمها التعليم وما يحققه من مساواة وتسامح بين الجميع وأصبح التعليم عن طريق النقد قابلا للتطور ثم أصبحت المعرفة التقنية أكثر تخصصا وعملية وصارت تقوّم على أنها أفضل من التربية الأخلاقية والمدنية التي كانت مثال جدل قائم .

ينصح بعض المفكرين بضرورة اتصاف المعارف التي يقدمها التعليم الرسمي بالثبات والعلمية وأن

يكون لها تطبيقاتها العلمية المباشرة وان تقوم الأسرة والمؤسسات الأخرى بدور تقديم المعارف الاجتماعية مثار الجدل.

إن التميز بين التربية والتعليم لم يعد واردا في أيامنا الحالية لان المعرفة المهنية لا تكفي لتكوين ذاتية المواطن وشخصيته المتكاملة إذا تجاهلت التدريبات التقنية تطوير السمات الأخلاقية أو الاستعداد للاستقلالية مما يؤدي إلى تكوين إنسان آلي مأجور,لذا فان التميز بين التربية والتعليم أمر غير مرغوب فيه لأننا لا يمكن أن نقوم بعملية التربية دون القيام بالتعليم والعكس صحيح .

 

شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    السيدة الزهراء.. شريان الإيمان ونور اليقين

    بالكلمة الطيبة قوة الأثر والتغير

    السيدة الزهراء.. أسماؤها وألقابها

    بويضات من خلايا جلد لإنتاج أجنة.. البشرية أمام علاج جديد ثوري للعقم

    في ثرى البقيع... كُلُّ الذي دون الفِراقِ قليلٌ

    في يومها العالمي... الترجمة لغة ثانية للحياة

    آخر القراءات

    الكنز المغبون

    النشر : الأربعاء 30 آيار 2018
    اخر قراءة : منذ 22 دقيقة

    استشهاد النبي ووقعه على قلب الزهراء

    النشر : السبت 24 ايلول 2022
    اخر قراءة : منذ 22 دقيقة

    الكتابة المسمارية: أدب بلاد الرافدين

    النشر : الثلاثاء 24 آيار 2022
    اخر قراءة : منذ 22 دقيقة

    ماذا أنت فاعلٌ بحياتك؟

    النشر : الأثنين 29 ايلول 2025
    اخر قراءة : منذ 22 دقيقة

    عمتي حبيبتي ام ضرتي؟!

    النشر : الثلاثاء 18 نيسان 2017
    اخر قراءة : منذ 22 دقيقة

    ولادة كتاب من رحم الثورة

    النشر : الأربعاء 12 شباط 2020
    اخر قراءة : منذ 22 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    استبدل ولا تحذف: الفراغ عدو التغيير

    • 1002 مشاهدات

    ماذا أنت فاعلٌ بحياتك؟

    • 767 مشاهدات

    الزواج.. ميثاقٌ إلهيٌّ تُنسِجه المودَّةُ والرحمة

    • 701 مشاهدات

    السيدة الزهراء.. شريان الإيمان ونور اليقين

    • 512 مشاهدات

    الشجاعة الحقيقية في مواجهة الهزيمة

    • 357 مشاهدات

    كانت مجرد كلمات… حتى بدأت أبكي دون أن أفهم السبب

    • 357 مشاهدات

    استبدل ولا تحذف: الفراغ عدو التغيير

    • 1002 مشاهدات

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    • 966 مشاهدات

    لغة الإيموجي… حينما تتحدث الصور وتصمت الكلمات

    • 911 مشاهدات

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    • 788 مشاهدات

    ماذا أنت فاعلٌ بحياتك؟

    • 767 مشاهدات

    قراءة في كتاب: في دقائق كيف نتغيّر؟

    • 758 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    السيدة الزهراء.. شريان الإيمان ونور اليقين
    • الخميس 02 تشرين الاول 2025
    بالكلمة الطيبة قوة الأثر والتغير
    • الخميس 02 تشرين الاول 2025
    السيدة الزهراء.. أسماؤها وألقابها
    • الخميس 02 تشرين الاول 2025
    بويضات من خلايا جلد لإنتاج أجنة.. البشرية أمام علاج جديد ثوري للعقم
    • الخميس 02 تشرين الاول 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة