كمن هوت من قمة جبل وأرتطمت بقاع الأرض، حينما علمت إن ولدها يكذب عليها حتى في واجباته المدرسية.
أعترتها الحيرة إزاِءَ تصرف ولدها البالغ من العمر عشر سنوات.
حدثتنا ريهام وهو اسم مستعار بحزن شديد: "لا أدري كيف أتعامل مع ولدي فقد بت لا أثق به، وخوفي الكبير بأن يكبر وتزداد حالة الكذب لديه وتكون جزء من لغة حواره اليومية".
وأضافت: "الأمر بدى بإخفاء واجباته المدرسية وحينما أسأله يتنكر ويجيبني بالنفي!
مما أثار الشك بداخلي، وبعد سؤالي لصديق له أتضح بأنه يكذب ولا يحرص على أداء واجباته المدرسية في البيت.
أشتطت غضباً وضربته ضرباً مبرحاً، وبعد أن هدأت ندمت كثيراً لتصرفي الأهوج غير إني ما زلت غارقة في حيرى عارمة كيف أنتشل ولدي من وحل الكذب؟".
صفة ذميمة
الكذب صفة ذميمة، لها آثار جانبية كثيرة إذ تكون كفيلة بتجنب الأصدقاء والمعارف من الشخص الكاذب وفقد مصداقيته لدى الآخرين.
لربما يكون من الصعب التغلب على هذه الصفة في الكِبر لكن في مرحلة الطفولة يكون هناك أمل في البناء الذاتي للطفل لتكوينه وتجنبها قبل أن تتفشى وتستشري لتجعل منه شخصاً مذموماً.
في صدد هذه القضية التي يعاني منها بعض الآباء كان لموقع (بشرى حياة) هذا الأستطلاع:
أجهل الحل
حدثنا والد طفلة رفض ذكر اسمه قائلا: "عشت سنوات طويلة لم أرزق بالذرية، فكانت فرحتي بأبنتي لا توصف ولم أعز عليها بشيء، وحين التحاقها بالمدرسة كانت تطالبني بالمال كل يوم بحجة إن إدارة المدرسة تطلب منهم ذلك لنشاطات مدرسية تخص معرض رسم وما شابه, وفي كل مرة يزداد المبلغ وهنا أمتعضت، فقررت الذهاب إلى مديرة المدرسة لعتابها إلا أن الصدمة كانت، بأنها لم تطالبها بشيء مطلقا!.
أثارني ذلك الأمر كثيراً ووقفت عاجزا ورحت اؤنبها بعد أن غرقت بدموعها ولا أدري لما تصرفت هكذا, رغم إني وفرت لها حياة كريمة تخلو من أي منغصات.
هل هناك رفيقة دست برأسها أن تفتعل ذلك وتختلق الكذب لأستدراجها لتحضر المال وصرفه على مشتريات وغيرها؟
أم قامت بذلك من نفسها للتفاخر أمام زميلاتها، أو لا ادري! نعم لم أهتدي لتفسير يوضح تصرفها وكذبها، وما زلت غارقاً في تساؤلاتي، والأهم إني أجهل حل هذه المشكلة".
رؤية نفسية
وعن كيفية معالجة هذه الصفة الذميمة حدثتنا الأستشارية النفسية جنان الوزني قائلة: "يتوجب على الأبوين عدم مواجهة كذب الطفل بالضحك والهزل.
ومحاولة فهم الأسباب التي تؤدي إلى الكذب؛ ففي أغلب الأوقات يلجأ الأطفال إلى اتباع الكذب بسبب خوفهم من أمر ما.
والحرص بتحديد نوع الكذب الذي يمارسه الطفل للتعرف على سبب لجوئه له.
فضلاً عن مراعاة سن الطفل والانتباه إلى أن الكذب التخيلي والالتباسي في هذا العمر المبكر يعود إلى أن الطفل لا يفرق بين الحقيقة والخيال.
والانتباه إلى حاجاته سواء كانت جسدية أم نفسية أم اجتماعية، فكثير من مواقف الكذب تنشأ نتيجة فقده لهذه الحاجات وعدم تلبيتها لهم من قبل الأهل".
وأضافت: "ويجب على الأم الألتزام بالوفاء بما تعد الطفل به، مثلا تقول الأم لطفلها إذا أكملت الواجبات المدرسية سوف نذهب إلى المنتزه، فلا بد من تنفيذ الوعد في حال تنفيذ الطفل لواجباته المدرسية، كنوع من التدريب على النتائج الإيجابية للمصداقية والإلتزام.
كما هنالك جانب مهم جداً وهو العادة المكتسبة، فإن أراد الأبوين لأبنهما أن لا يكذب فينبغي أن لا يكذب الوالدين أمامه، ومثال على ذلك بعض الآباء عندما يطرق باب البيت يطلبون من أبنائهم أن يخبروا الطارق بأنهم غير موجودين، وبهذه الحالة سيتشكل عند الطفل ردة فعل من ذلك، فيسهل عليه إعتماد الكذب في الكثير من المواقف إستناداً لخطأ الأهل دون ملاحظاتهم لذلك".
وواصلت حديثها قائلة: "كما يجب الابتعاد عن العقاب كوسيلة لتعديل سلوك الطفل عند الكذب، وعلى الأبوين أن لا يستخدمان أسلوب المراوغة في استدراج الاولاد للأعتراف بكذبهم، لأن الأطفال يكذبون خوفا من العقاب فعندما نسأل الطفل: أنت كسرت الباب؟.
وفي حال توقعه أن اعترافه يستلزم العقاب الشديد من قبل الأهل، فإن غريزة صيانة الذات تدفعه إلى أن يقول كذباً: لم أكسرها.
لأنه يجد نفسه ضعيفاً أمام صفعات الأم أو الأب ولحفظ نفسه لا يجد مفراً إلا بالالتجاء إلى الكذب وإنكار كل شيء.
ومن الأمور النفسية التي تساعد الطفل على الكذب هو اتباع الأهل أسلوب التحقير والاهانة مع أطفالهم فيجب على الوالدين الابتعاد عن هذا الأسلوب قدر الامكان".
اضافةتعليق
التعليقات