أقامت جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية برنامجاً ثقافياً لمدة ثلاثة أيام بعنوان: (كيف نعيد برمجة أنفسنا؟) لاستثمار العطلة الربيعية للفئة الأهم في المجتمع وهي فئة الشابات ما بين عمر 14 – 22 عاماً لمدة ثلاثة أيام (13-14-15/2/2022) على مدار ثلاث ورشات مختلفة، شيقة ونافعة، تعلم البنت كيف تبصر النور داخلها وتكون مختلفة في هذا العالم المليء بالنسخ المتشابهة.
وكان الهدف منهُ هو تقديم المعلومات الثقافية التي تحتاجها هذه الفئة في هذا العصر الحديث لتكوين شخصيتها وبنائها وصقلها بطريقة قويمة.
فكانت الورشة الأولى (تقنية الهوبونوبونو) تقديم سارة معاش:
تم تعريف هذه التقنية على أنها تنظيف الداتا السلبية بلسان الغرب (الهوبونوبونو)، والتي بدأوا بتطبيقها مؤخراً، وثم تم التطرق لها بلسان الإسلام فهذه التقنية أحدثت ضجة كبيرة في عالم قانون الجذب لنتائجها الباهرة والتي تناقلتها الأجيال ونصت فلسفتها أن حدوث الأمراض في الحياة وجذب الأحداث السيئة هي نتيجة الأفكار والمشاعر التي تستثار بواسطة الذكريات الحزينة والمؤلمة التي حدثت في الماضي. الهوبونوبونو كطريقة علاج جداً قوية، يجعلك تدرك أن كل شيء يحدث لك هو انعكاس لما يدور بداخلك، وأنك أنت فقط من يتحكم فيه ويعتمد نجاحها على اعترافك وبكل قناعة بأنك "المسؤول" عن كل ما حدث ويحدث معك، وأن هناك شيء ما بداخلك تعلمه أو لا تعلمه يقوم بجذب هذه المواقف والأمراض والأضرار لتحدث لك، أو هؤلاء الأشخاص كي يظهروا في حياتك وأن مشاكلك جميعها لا علاقة لها بشخص معين، ولا بمكان معين، ولا بوقت ولا ظرف محدد فهؤلاء جميعهم وسيلة إن لم يكونوا هم فغيرهم سيكونون وبوصولك إلى هذه المرحلة المتقدمة من مصارحة الذات وتحمل مسؤولية كل ما يحدث في حياتك، حينها فقط ستلتمس النتائج الرائعة وتستطيع تنظيف الداتا السلبية (الذكر) هي تنظيف للقلب من الذنوب والمعاصي، التي هي مشاعر سيئة مصحوبة بطاقة سلبية قديمة أو حديثة، والتي تعيق وصول السعادة والصحة والعلاقات الجميلة والرزق إلينا فعندما نقف أمام المرآة ونرى أنّ هنالك حبراً على وجهنا، هل يصلح بأن ننظف المرآة ليذهب الحبر؟ المرآة هي فقط إنعكاس لما هو حقيقي وليست لها ذنب لذا ينبغي أن نحمل منديلاً وننظف وجهنا، بعدها سنرى أن الحبر قد ذهب، نعم بهذه البساطة.
أما الورشة الثانية (نظم الأمر) تقديم ولاء الموسوي:
انطلاقاً من حديث أمير المؤمنين (عليه السلام): "الله الله في نظم أمركم"
قُدم في هذه الورشة أهمية تنظيم حياة الانسان في كل مفاصل الحياة، الحياة الشخصية، الاجتماعية، العائلية إضافة لتنظيم العبادات والمسؤوليات وترتيب الأولويات والسير بنظام يشمل كل هذه المفاصل.
اضافة إلى ذكر أهمية تنظيم الوقت في هذه المرحلة العمرية كونهُ جزء مهم وركن أساسي لتقدم الإنسان وتم طرح سلسلة من الأساليب لاكتساب هذه المهارة واضافة انجازات أكثر وأسرع من خلال ذلك.
الورشة الثالثة (الايموجي ولغة المشاعر) قدمتها مروة حسن الجبوري وبدأت بسؤالهن كم ايموجي تستخدمن في اليوم؟
وعرفت الإيموجي على أنهُ لغة تواصل يابانية الأصل ظهرت بأشكالها في تسعينيات القرن الماضي لكنها تطورت وأصبحت لغة التعبير عن مشاعرنا وطغت الرموز التعبيرية الملوّنة (الإيموجي) على أنماط تفاعل الناس فيما بينهم، إذ باتت الغالبية تستخدمها عوضاً عن الكلمات أو اختصاراً لها أو لجُمَلٍ بأكملها، للتعبير عن حالتهم أو التعليق أو المشاركة، خصوصاً على منصات التواصل الإجتماعي وفي الرسائل النصية ليعبروا بها عن عواطفهم أو أماكن تواجدهم بطريقة تصويرية.
أما ما نفتقده اليوم هو لغة المشاعر التي من حق الإنسان أن يعبر عن مشاعره بالغة الصوت وتأتي في المرحلة الثانية الصورة بينما جيل اليوم يفتقد لغة الصوت واعتمد على الايموجي لذلك انطلقت من هذه الورشة إلى تعريفهم حول لغة المشاعر وكيف نواجه المواقف الصوت والصورة معاً مع سلوكيات استخدام الايموجي ومع من؟
فكانت آراء المشتركات متنوعة فقالت إحداهن: أنها تعلمت فن التعامل وأضافت لها هذه الدورة مصطلحات جديدة والأهم من ذلك كيف تنظف نفسها من الذات السلبية؟ وجذب الطاقة الايجابية بأي حال كانت عليه واستخراج الطاقة السلبية عن طريق الاستغفار للمسلمين لأن هذه الطريقة هي أساس التقدم والنجاح وأثنت على جمال الأحاديث والآيات القرآنية التي تم ذكرها في البرنامج.
وقالت إحداهن أن الورشات التي حضرتها مميزة وفريدة تعرفت من خلالها على تقنية الهوبونوبونو علاوةً على أساليب جديدة لتقوية الارداة وتنظيم الحياة وأن المعلومات التي قُدمت أضافت خزينا معرفي مهما وجديدا وتذكرت أشياء كثيرة في حياتها تحتاج إلى فلترة وإعادة لترتيب الأولويات لتعيد برمجة نفسها وتوجيهها إلى الطريق الصحيح.
واشتركت آراء الشابات على أهمية ورشة الايموجي ولغة المشاعر لأنها من واقع الحياة وعلمتهن الأساليب الصحيحة لاستخدام هذه اللغة بحذر وحذاقة كما أن الورشة كانت ممتعة جداً لكونها تفاعلية وكسراً للروتين وخروجها عن النمط التدريسي.
وخُتمت هذه الدورة بإقامة احتفال تيمناً وتبركاً بولادة أمير المؤمنين (عليه السلام) كونهُ الأب الروحي والمرشد الأول لنا جميعاً والجدير بالذكر أن جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية تسعى دائماً لدعم وتمكين المرأة والشابة ثقافيا، وبناءها من خلال إقامة الدورات والندوات والنوادي الثقافية على مختلف الأصعدة وشتى المجالات.
اضافةتعليق
التعليقات