محرم، شهر دُعينا فيه للضياقة الحسينية، الزاد فيه الدمعة، اللطمة، الخدمة، غايتنا نظرة من الطهر فاطمة.
محرم حروف الاسم تروي ما يمثل هذا الشهر:
م: مواجع الآل تتجدد على قلب الطهر وهو يندب جده وحيداً غريباً ويهمس بصوته الحزين
"لأندبنك صباحاً ومساءا" يبكي بحرقة ويردد "لأبكين عليك بدل الدموع دما" يبحث في المجالس المُخلصين ليشاركهم العزاء.
ح: "حسين" ولا شيء سواه، صمت الهواء، تراب الصحراء، الماء، كل شيء يهتف بإسمه يُعلن الحزن عليه، يؤكد أن لا حياة دون سيد الشهداء.
ر: رداء الحسين يُنشر في السماء، ليعلن العزاء، تُبصره القلوب المُخلصة في حب ساداتها، تُبصره ملطخاً بدماء سيد الشهداء، راوياً لما حل على سادة البشر في كربلاء.
م: مآتم تُنصب في كل مكان، نساء، رجال، كبار، صغار اوجدهم الله لإحياء الشعائر في كل زمان، لا يبحثون عن شيء غير رضا الزهراء.
تنافس المتنافسون ليستعدوا بكل إمكانياتهم وطاقاتهم لإستقبال شهر الحسين عليه السلام،
ولنا بسادتنا اسوة في الحزن والعزاء لنكون في هذا الشهر من المواسين لقلب مولاتنا فاطمة الزهراء.
روي عن الامام الصادق (عليه السلام) انه اذا هلَّ هلال عاشور اشتد حزنه وعظم بكاؤه على مصاب جده الحسين (عليه السلام) والناس يأتون اليه من كل جانب ومكان يعزونه بالحسين ويبكون وينوحون على مصاب الحسين فإذا فرغوا من البكاء يقول لهم: ايها الناس اعلموا ان الحسين حي عند ربه يرزق من حيث يشاء وهو (عليه السلام) دائما ينظر الى مكان مصرعه ومن حل فيه من الشهداء وينظر الى زواره والباكين عليه والمقيمين العزاء عليه وهو اعرف بهم وبأسمائهم واسماء آبائهم وبدرجاتهم ومنازلهم في الجنة وانه ليرى من يبكي عليه فيستغفر له ويسأل جده واباه وامه واخاه ان يستغفروا للباكين عليه والمقيمين عزاه ويقول لو يعلم زائري والباكي علي لانقلب الى اهله مسرورا وما يقوم من مجلسه إلا وما عليه ذنب وصار كيوم ولدته أمه.
روي عن الإمام الرضا (عليه السلام): أنه إذا هل شهر المحرم لم يرى ضاحكا وإذا صار يوم العاشر إزداد حزنه ومصابه وماقدم له ماء في ذلك اليوم إلا ومزجه بالدموع _دما_ وهو يقول أأشرب الماء وقد قتل ابن بنت رسول الله عطشانا.
والختام وصية من مولانا الرؤوف الرضا عليه السلام: (يا بن شبيب، ان سرك ان يكون لك من الثواب مثل ما لمن استشهد مع الحسين (عليه السلام) فقل متى ما ذكرته: يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما..
يـا بـن شـبيب، ان سرك ان تكون معنا في الدرجات العلى من الجنان، فاحزن لحزننا وافرح لفرحنا، وعليك بولايتنا، فلو ان رجلا تولى حجرا لحشره اللّه معه يوم القيامة.
وفقنا الله واياكم لاداء حق هذا الشهر العظيم.
اضافةتعليق
التعليقات