الأب يمثل الحماية والأمان والتقدير والراحة وهذه الحاجات تنمو بها نفس الطفل ويبنى عليها كيانه النفسي سويا قويا معافى.
غياب الأب سيفقد الطفل هذه الحاجات ولا يتحقق إشباع جيد وكافي ويجعل الطفل يتخبط في متاهات الحرمان وعدم الامان والاستقرار الأسري الذي بالتالي يعكس سلبيا على تكوين الفرد كشخص صالح للمجتمع، ولأهمية الموضوع وبكونه يؤثر بدوره على العلاقات الاسرية سلط موقع (بشرى الحياة) على هذا الجانب واعددنا التحقيق الاتي:-
أمهات حائرات
كانت البداية مع ام حسين تحدثت عن حالها بأنها ام لصبي واحد توفي زوجها بحادث سير وتقول: انتقلت للعيش مع اهلي لكن ابني بعد فقدان والده اصبح مفرطا في التحسس من الاخرين وانطوائي ومشتت التفكير ولا أعرف السبيل لأخرجه من هذه المحنة.
أردفت كوثر قاسم: بعد رحيل زوجي للسفر خارج العراق بدأت معاناتي مع أولادي خاصة الذكور منهم، بدأ التمرد واضحا في تصرفاتهم وخروجهم من المنزل لساعات طويلة غير مبالين لمحاسبتي لهم وتأنيبهم عكس ما كان في السابق دخول البيت بوقت محدد وعدم الخروج لخشيتهم من والدهم الذي اعتبره المحاسب والرقيب أما وضعي الحالي فأنا في وضع يرثى له.
وأضافت عبير رزاق في حديثها: ان الأب هو الراعي الحقيقي للأسرة ويكون عليه العبء الاكبر في توفير احتياجات الاسرة المادية والنفسية فوجوده يبعث على الاستقرار والطمأنينة، افتقدتْ اسرتي هذا الاستقرار بعد وفاة زوجي وكبر أبنائي وكبرت معهم الكثير من العقد النفسية من الحرمان والعوز المادي والنفسي رغم محاولاتي في أن اكون أبا وأما في آن واحد.
رؤية نفسية
كان للباحثة (نور الحسناوي) في هذا الموضوع كلاما وحلولا مستفيضة يمكن أن تتبعها الأم للخروج من هذه المشكلة وبنتائج مرضية وعلى المدى البعيد.
واوضحت المختصة بأن هناك خيارات متعددة في السلوك الظاهر أو المخفي الرمزي التي سيتبعها الطفل في سلوكياته وتتحدد هذه الخيارات حسب نمط شخصية الطفل وظروف البيئة التي انتقل إليها وتكون كما يلي:-
1- الدفاع عن نفسه بغياب الأب وتأمين الحماية لذاته لعدم ثقته بالمربي البديل لكن هذا الدفاع سيكون عدوانيا ويحمل في طياته الكثير من الفضاضة والمشاكسة والكذب لكونه لم ينضج بعد ليدافع عن ذاته.
2- الحركة المفرطة التي لا هدف لها بسبب تغلب القلق والتوجس كما يؤدي إلى التشتت وعدم التفكير بطريقه عقلانية.
3-الخوف الشديد من كل شيءوالحساسية المفرطة من الآخرين.
4- يصاب بالكآبة والوهن والشعور بالإحباط ويلجأ إلى العزلة عن الناس.
قد يتولد بعض من هذا او كل ما سبق من اضطرابات اذا لم تقدم له الحاجات بالطرق الصحيحة من المربي البديل كألام او العم او الخال او مؤسسة تربوية راعية.
وتطرقت الباحثة المختصة الى طرق تعويض دور الاب منها:
1-تأمين الاحتياجات الاساسية من مأكل وملبس ومسكن ودفء.
2- عدم تعدد المرجعية للطفل، أن يكون المسؤول عن الطفل شخص واحد يرجع له في السماح والمنع، العقاب الثواب وكل شي يخص الطفل شريطة أن يقبل الطفل هذا الشخص كأب.
3- تأمين الحماية والأمان الطفل من كل أشكال الخطر وتوفير أجواء اللعب الحر الابداعي كالرسم، الرياضات المختلفة، فاللعب للطفل كالهواء لجسده.
4- الحزم والضبط في التعامل مع الطفل فهي حاجة نفسية تحقق له الأمان فالمربي المتسامح المتساهل او المفرط في التدخل في شؤون الطفل يسبب الخوف والتردد والتذمر وسوء خلق الطفل.
فالأب الحقيقي او البديل هو رمز للاشباع النفسي والمادي للطفل، فأن تحقق الإشباع استقر النمو النفسي والعاطفي والانفعالي للطفل حتى وإن كان الاب الحقيقي غير موجود.
اضافةتعليق
التعليقات