• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

ثقافة الاعتذار.. فضيلة مُغَيّبَة

اخلاص داود / الأحد 28 كانون الثاني 2018 / تربية / 3674
شارك الموضوع :

كنت من بين الواقفين في الشارع حين ارتطمت سيارة مسرعة لشاب بسيط بسيارة الرجل الخمسيني الفارهة حين كان يروم ركنها فاقتلعت مرآتها الجانبية، نز

كنت من بين الواقفين في الشارع حين ارتطمت سيارة مسرعة لشاب بسيط بسيارة الرجل الخمسيني الفارهة حين كان يروم ركنها فاقتلعت مرآتها الجانبية، نزل الرجل بوجهٍ غاضبٍ ومصدوم وراح يعاين الأضرار وعيونه تطلق الشرر أما الشاب فأوقف سيارته على بعد أمتار قليلة وجاء مهرولا وهو يردد:  اعتذر اعتذر اعتذر.

حتى وصل ووقف أمام الرجل وقال بصدقٍ واهتمام: اعتذر وجدا آسف.  كانت علامات النباهة والتهذيب واضحة عليه، وخلال الحديث الذي لم يطل كثيرا انفتحت أسارير الرجل وتبسم وربت على أكتاف الشاب وانطلق كلا بسيارته بعد أن اتفقا على آلية تصليح السيارة تاركين الشارع الذي قلما نرى فيه عبرة وتجربة أو حدث يثير اهتمامنا.

والعبرة هذه المرة هو تأثير الاعتذار الأخلاقي اذا جاء بشعورٍ صادقٍ ونبيلٍ واعترافٍ بالخطأ وبراعة في الألفاظ فتمكنه من إذابة الغضب ورد اعتبار لمن يساء بحقهم وإخماد  النيران الملتهبة وضماد جراح النفس، وعائدات الاعتذار كثيرة فهي تقرب القلوب وتهدم الحواجز التي بناها الكره والأحقاد وساعات الحنق وتضلل الذكريات المرة لتتوه في عالم النسيان وتجبر الخواطر وتعيد للإنسان كرامته المهدورة وتنصف المظلوم.

وبالرغم من الاتفاق الجمعي على اهمية الاعتذار فـ(الاعتذار من شيم الرجال) و(الاعتذار فضيلة) الا ان هذه العبارات وغيرها لم تخدم الواقع الذي يقول ليس الجميع يجرؤ على قولها حتى في أصعب المواقف التي تتطلب ذلك، فهي تسبب حرج وثقل على اللسان لأن السائد في عقول الكثير إن الاعتذار هو ضعف وقلة حيلة ومذلة!، وشعورنا الدائم إننا في منأى من الأخطاء ولا نريد أن تلقى اللائمة علينا دفعنا لنملك مهارة التملص من مسؤولية تحمل الذنب والاعتراف به، فالعزة بالنفس والمكابرة مع أي عمل مخطئ وتحت أي ظرف هو المفهوم الذي نتصرف على أساسه مع الجميع.

فنجد ثقافة الاعتذار والتأسف وطلب السماح قد غيبت في سلوكياتنا العامة وتكون شبه معدومة في بيوتنا ومع أطفالنا الذين من المفترض أن نغرس بهم هذه الثقافة.

فكلمة أنا آسف التي تقال للطفل سيكون لها صداها الايجابي في تعزيز استقراره النفسي وتساعده ليكون متسامح وعطوف وبالمقابل يطلب السماح والعفو بسهولة متى ما وجد نفسه مخطئ وسيتحمل مسؤولية أخطائه وبهذا نكون قد أنشأنا جيل شجاع بطلب المغفرة والسماح ويتحمل مسؤولية أخطائه ويعكس سير خطى الأجيال السابقة المتشدقة بكلام العنترية والتبجح والاستكبار والإصرار على الخطأ.

أما عن الدراسات الحديثة في علم النفس فقد أكدت أن أكثر الناس نجاحا هم الذين يقفون أمام المرآة ويعترفوا بأخطائهم واحدة تلو الأخرى بشجاعة وبدون أن يبحثوا عن مبررات وشماعة ليلقوا بأخفاقاتهم عليها.

الانسان
الاخلاق
السلوك
المجتمع
قصة
الخير
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    الحقيقة المطلقة

    هل ينتهي حزن الثقلين؟

    الحزن أم الاكتئاب؟ كيف نميّز بينهما ولماذا هذا التمييز مهمّ

    أطعمة يومية تحافظ على نضارة البشرة وتدعم إنتاج الكولاجين

    قبس من زيارة آل يس: سلام وإكرام

    الرسم بالقهوة: فن فريد بألوان الأرض

    آخر القراءات

    علاقة الطالب مع المدرس...غير ابوية!

    النشر : الأثنين 08 حزيران 2015
    اخر قراءة : منذ 13 ثانية

    هل يقي تناول الفاكهة خلال منتصف العمر من اكتئاب الشيخوخة؟

    النشر : السبت 27 تموز 2024
    اخر قراءة : منذ 15 ثانية

    العطاء الرباني مع الأخذ بالأسباب.. السيدة زينب أنموذجا

    النشر : السبت 11 كانون الأول 2021
    اخر قراءة : منذ 16 ثانية

    ما معنى البداء لدى الشيعة؟

    النشر : الأربعاء 14 آذار 2018
    اخر قراءة : منذ 22 ثانية

    ماهو تأثير كورونا على الحمل والرضاعة الطبيعية؟

    النشر : الثلاثاء 16 حزيران 2020
    اخر قراءة : منذ 24 ثانية

    الكتابة.. أشلاء تنبض بالحياة

    النشر : الأثنين 21 تشرين الاول 2019
    اخر قراءة : منذ 41 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1136 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1002 مشاهدات

    حين يصبح الموت سلعة... ضياع الضمير في زمن الاستهلاك

    • 456 مشاهدات

    الإمام العسكري .. وركائز الخدمة الأزلية

    • 405 مشاهدات

    الزهراء.. خبزُ السَّماء ونورُ الأرض

    • 392 مشاهدات

    البطاطا محبوبة الملايين.. طعام صحي أم عبء غذائي؟

    • 353 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1480 مشاهدات

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1461 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1136 مشاهدات

    المواكب الحسينية.. محطات خدمة وإيثار في درب العشق الحسيني

    • 1085 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1075 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1020 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    الحقيقة المطلقة
    • منذ 19 ساعة
    هل ينتهي حزن الثقلين؟
    • منذ 19 ساعة
    الحزن أم الاكتئاب؟ كيف نميّز بينهما ولماذا هذا التمييز مهمّ
    • منذ 19 ساعة
    أطعمة يومية تحافظ على نضارة البشرة وتدعم إنتاج الكولاجين
    • منذ 19 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة