• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

ثقافة الاعتذار.. فضيلة مُغَيّبَة

اخلاص داود / الأحد 28 كانون الثاني 2018 / تربية / 3564
شارك الموضوع :

كنت من بين الواقفين في الشارع حين ارتطمت سيارة مسرعة لشاب بسيط بسيارة الرجل الخمسيني الفارهة حين كان يروم ركنها فاقتلعت مرآتها الجانبية، نز

كنت من بين الواقفين في الشارع حين ارتطمت سيارة مسرعة لشاب بسيط بسيارة الرجل الخمسيني الفارهة حين كان يروم ركنها فاقتلعت مرآتها الجانبية، نزل الرجل بوجهٍ غاضبٍ ومصدوم وراح يعاين الأضرار وعيونه تطلق الشرر أما الشاب فأوقف سيارته على بعد أمتار قليلة وجاء مهرولا وهو يردد:  اعتذر اعتذر اعتذر.

حتى وصل ووقف أمام الرجل وقال بصدقٍ واهتمام: اعتذر وجدا آسف.  كانت علامات النباهة والتهذيب واضحة عليه، وخلال الحديث الذي لم يطل كثيرا انفتحت أسارير الرجل وتبسم وربت على أكتاف الشاب وانطلق كلا بسيارته بعد أن اتفقا على آلية تصليح السيارة تاركين الشارع الذي قلما نرى فيه عبرة وتجربة أو حدث يثير اهتمامنا.

والعبرة هذه المرة هو تأثير الاعتذار الأخلاقي اذا جاء بشعورٍ صادقٍ ونبيلٍ واعترافٍ بالخطأ وبراعة في الألفاظ فتمكنه من إذابة الغضب ورد اعتبار لمن يساء بحقهم وإخماد  النيران الملتهبة وضماد جراح النفس، وعائدات الاعتذار كثيرة فهي تقرب القلوب وتهدم الحواجز التي بناها الكره والأحقاد وساعات الحنق وتضلل الذكريات المرة لتتوه في عالم النسيان وتجبر الخواطر وتعيد للإنسان كرامته المهدورة وتنصف المظلوم.

وبالرغم من الاتفاق الجمعي على اهمية الاعتذار فـ(الاعتذار من شيم الرجال) و(الاعتذار فضيلة) الا ان هذه العبارات وغيرها لم تخدم الواقع الذي يقول ليس الجميع يجرؤ على قولها حتى في أصعب المواقف التي تتطلب ذلك، فهي تسبب حرج وثقل على اللسان لأن السائد في عقول الكثير إن الاعتذار هو ضعف وقلة حيلة ومذلة!، وشعورنا الدائم إننا في منأى من الأخطاء ولا نريد أن تلقى اللائمة علينا دفعنا لنملك مهارة التملص من مسؤولية تحمل الذنب والاعتراف به، فالعزة بالنفس والمكابرة مع أي عمل مخطئ وتحت أي ظرف هو المفهوم الذي نتصرف على أساسه مع الجميع.

فنجد ثقافة الاعتذار والتأسف وطلب السماح قد غيبت في سلوكياتنا العامة وتكون شبه معدومة في بيوتنا ومع أطفالنا الذين من المفترض أن نغرس بهم هذه الثقافة.

فكلمة أنا آسف التي تقال للطفل سيكون لها صداها الايجابي في تعزيز استقراره النفسي وتساعده ليكون متسامح وعطوف وبالمقابل يطلب السماح والعفو بسهولة متى ما وجد نفسه مخطئ وسيتحمل مسؤولية أخطائه وبهذا نكون قد أنشأنا جيل شجاع بطلب المغفرة والسماح ويتحمل مسؤولية أخطائه ويعكس سير خطى الأجيال السابقة المتشدقة بكلام العنترية والتبجح والاستكبار والإصرار على الخطأ.

أما عن الدراسات الحديثة في علم النفس فقد أكدت أن أكثر الناس نجاحا هم الذين يقفون أمام المرآة ويعترفوا بأخطائهم واحدة تلو الأخرى بشجاعة وبدون أن يبحثوا عن مبررات وشماعة ليلقوا بأخفاقاتهم عليها.

الانسان
الاخلاق
السلوك
المجتمع
قصة
الخير
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    في ذكرى هدم القبة الشريفة: جريمة اغتيال التاريخ وإيذانٌ بمسؤولية الشباب

    فن المصارحة وبناء الأسرة في ضوء القيم الإسلامية

    حين صلّى الإمام الحسين من أجل الكوفة: موقف من نور

    هذا ما يحدث لجسمك عند تناول بيضة كل يوم!

    برنامج "Shark Tank" من أفكار بسيطة إلى شركات عملاقة

    كربلاء في عالم التقنية

    آخر القراءات

    ماهو تأثير انفصال الزوجين على حياة الأبناء؟

    النشر : السبت 28 آب 2021
    اخر قراءة : منذ 10 ثواني

    كيف يمكن الهروب من مصاصي الطاقة ؟

    النشر : الخميس 24 آذار 2022
    اخر قراءة : منذ 15 ثانية

    ماهي الأغذية التي تخفف من الصداع؟

    النشر : الأثنين 16 تشرين الثاني 2020
    اخر قراءة : منذ 38 ثانية

    المماطلة تشير إلى مشاكل صحية.. تعرف عليها

    النشر : الأحد 05 شباط 2023
    اخر قراءة : منذ 50 ثانية

    ما الفرق بين المعرفة المحضة والمعرفة التجريبية؟

    النشر : الأربعاء 06 آذار 2024
    اخر قراءة : منذ 52 ثانية

    الحسن المجتبى.. وريث رسالة آل الرسول

    النشر : السبت 01 آيار 2021
    اخر قراءة : منذ دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    في ذكرى هدم القبة الشريفة: جريمة اغتيال التاريخ وإيذانٌ بمسؤولية الشباب

    • 833 مشاهدات

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 722 مشاهدات

    الخدمة الحسينية… حين يكون الترابُ محرابًا والعرقُ عبادة

    • 464 مشاهدات

    الآباء والتكنولوجيا: كيف نعيد التوازن في تربية الجيل الرقمي؟

    • 460 مشاهدات

    حيوية في التسعينيات من العمر.. ما سرّ تمتع هذه المرأة بالنشاط والفرح؟

    • 407 مشاهدات

    وعي العباءة الزينبية ٢

    • 388 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1293 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 918 مشاهدات

    في ذكرى هدم القبة الشريفة: جريمة اغتيال التاريخ وإيذانٌ بمسؤولية الشباب

    • 833 مشاهدات

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 722 مشاهدات

    لمن تشتكي حبة القمح إذا كان القاضي دجاجة؟

    • 694 مشاهدات

    مدينة الانتظار: تُجدد البيعة والولاء في عيد الله الأكبر

    • 682 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    في ذكرى هدم القبة الشريفة: جريمة اغتيال التاريخ وإيذانٌ بمسؤولية الشباب
    • منذ 24 ساعة
    فن المصارحة وبناء الأسرة في ضوء القيم الإسلامية
    • منذ 24 ساعة
    حين صلّى الإمام الحسين من أجل الكوفة: موقف من نور
    • منذ 24 ساعة
    هذا ما يحدث لجسمك عند تناول بيضة كل يوم!
    • منذ 24 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة