• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

ثقافة الاعتذار.. فضيلة مُغَيّبَة

اخلاص داود / الأحد 28 كانون الثاني 2018 / تربية / 3479
شارك الموضوع :

كنت من بين الواقفين في الشارع حين ارتطمت سيارة مسرعة لشاب بسيط بسيارة الرجل الخمسيني الفارهة حين كان يروم ركنها فاقتلعت مرآتها الجانبية، نز

كنت من بين الواقفين في الشارع حين ارتطمت سيارة مسرعة لشاب بسيط بسيارة الرجل الخمسيني الفارهة حين كان يروم ركنها فاقتلعت مرآتها الجانبية، نزل الرجل بوجهٍ غاضبٍ ومصدوم وراح يعاين الأضرار وعيونه تطلق الشرر أما الشاب فأوقف سيارته على بعد أمتار قليلة وجاء مهرولا وهو يردد:  اعتذر اعتذر اعتذر.

حتى وصل ووقف أمام الرجل وقال بصدقٍ واهتمام: اعتذر وجدا آسف.  كانت علامات النباهة والتهذيب واضحة عليه، وخلال الحديث الذي لم يطل كثيرا انفتحت أسارير الرجل وتبسم وربت على أكتاف الشاب وانطلق كلا بسيارته بعد أن اتفقا على آلية تصليح السيارة تاركين الشارع الذي قلما نرى فيه عبرة وتجربة أو حدث يثير اهتمامنا.

والعبرة هذه المرة هو تأثير الاعتذار الأخلاقي اذا جاء بشعورٍ صادقٍ ونبيلٍ واعترافٍ بالخطأ وبراعة في الألفاظ فتمكنه من إذابة الغضب ورد اعتبار لمن يساء بحقهم وإخماد  النيران الملتهبة وضماد جراح النفس، وعائدات الاعتذار كثيرة فهي تقرب القلوب وتهدم الحواجز التي بناها الكره والأحقاد وساعات الحنق وتضلل الذكريات المرة لتتوه في عالم النسيان وتجبر الخواطر وتعيد للإنسان كرامته المهدورة وتنصف المظلوم.

وبالرغم من الاتفاق الجمعي على اهمية الاعتذار فـ(الاعتذار من شيم الرجال) و(الاعتذار فضيلة) الا ان هذه العبارات وغيرها لم تخدم الواقع الذي يقول ليس الجميع يجرؤ على قولها حتى في أصعب المواقف التي تتطلب ذلك، فهي تسبب حرج وثقل على اللسان لأن السائد في عقول الكثير إن الاعتذار هو ضعف وقلة حيلة ومذلة!، وشعورنا الدائم إننا في منأى من الأخطاء ولا نريد أن تلقى اللائمة علينا دفعنا لنملك مهارة التملص من مسؤولية تحمل الذنب والاعتراف به، فالعزة بالنفس والمكابرة مع أي عمل مخطئ وتحت أي ظرف هو المفهوم الذي نتصرف على أساسه مع الجميع.

فنجد ثقافة الاعتذار والتأسف وطلب السماح قد غيبت في سلوكياتنا العامة وتكون شبه معدومة في بيوتنا ومع أطفالنا الذين من المفترض أن نغرس بهم هذه الثقافة.

فكلمة أنا آسف التي تقال للطفل سيكون لها صداها الايجابي في تعزيز استقراره النفسي وتساعده ليكون متسامح وعطوف وبالمقابل يطلب السماح والعفو بسهولة متى ما وجد نفسه مخطئ وسيتحمل مسؤولية أخطائه وبهذا نكون قد أنشأنا جيل شجاع بطلب المغفرة والسماح ويتحمل مسؤولية أخطائه ويعكس سير خطى الأجيال السابقة المتشدقة بكلام العنترية والتبجح والاستكبار والإصرار على الخطأ.

أما عن الدراسات الحديثة في علم النفس فقد أكدت أن أكثر الناس نجاحا هم الذين يقفون أمام المرآة ويعترفوا بأخطائهم واحدة تلو الأخرى بشجاعة وبدون أن يبحثوا عن مبررات وشماعة ليلقوا بأخفاقاتهم عليها.

الانسان
الاخلاق
السلوك
المجتمع
قصة
الخير
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    حين يُصافح الحقُّ يدَ الظلم: مداهنة لا تُغتفر

    مقومات التزكية عند الإمام الباقر

    الإمام محمد الباقر: منارة العلم التي أطفأها الظلم

    الماء مفتاح الصحة في فصل الصيف: ترطيب، طاقة، ووقاية

    الواقعية الذاتية

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    آخر القراءات

    استطلاع رأي: لماذا يتغير الأزواج بعد الزواج؟!

    النشر : الأربعاء 15 آيار 2019
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    الصودا دايت.. مخاطر صحية وبدائل طبيعية

    النشر : الأثنين 01 تشرين الثاني 2021
    اخر قراءة : منذ 6 ثواني

    الكتـابة على الجدران ظاهرة غيـر حضاريـة... أسبابها وعلاجها

    النشر : الأحد 22 تشرين الاول 2017
    اخر قراءة : منذ 7 ثواني

    أجمل عطايا الرحمان

    النشر : الأثنين 26 آب 2019
    اخر قراءة : منذ 7 ثواني

    اليوم الدولي للأخوة: البحث عن الانسانية في دوامة العالم المعاصر

    النشر : الخميس 04 شباط 2021
    اخر قراءة : منذ 7 ثواني

    نادي أصدقاء الكتاب يناقش كتاب: الشريفة فاطمة بنت الحسن

    النشر : الأحد 08 تشرين الاول 2023
    اخر قراءة : منذ 7 ثواني

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 2998 مشاهدات

    عقد مقدّس تحت سماء مكة

    • 573 مشاهدات

    الإمام محمد الباقر: منارة العلم التي أطفأها الظلم

    • 472 مشاهدات

    حب الصيف واجب وطني وإيماني

    • 407 مشاهدات

    "أُزهِرُ رغم التقلّب".. ملامح من سيرة الدكتورة رغدة الحيدري

    • 375 مشاهدات

    الشهيد الرضا الشيرازي.. تجلّيات فكر وسنويّة رحيل

    • 372 مشاهدات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3850 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 2998 مشاهدات

    حوار مع حسين المعموري: "التعايش السلمي رسالة شبابية.. والخطابة سلاحنا لبناء مجتمع واع"

    • 974 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 890 مشاهدات

    رحيل ناعم

    • 783 مشاهدات

    عقد مقدّس تحت سماء مكة

    • 573 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    حين يُصافح الحقُّ يدَ الظلم: مداهنة لا تُغتفر
    • منذ 7 ساعة
    مقومات التزكية عند الإمام الباقر
    • منذ 7 ساعة
    الإمام محمد الباقر: منارة العلم التي أطفأها الظلم
    • منذ 7 ساعة
    الماء مفتاح الصحة في فصل الصيف: ترطيب، طاقة، ووقاية
    • منذ 7 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة