اليوم وفي وقتنا الحالي في هذا الزمان أصبح لدينا فكر متطور ولكنه متخلف، أتعلم لما؟ لأنه حينما يحاول شخص ما أن ينصح الآخر يكون متخلفاً. حينما نشاهد شخصاً لا يسمع الغناء قد يكون متخلفاً. حينما ينعزل عن الناس الذين يبحثون عن أذى الآخرين يكون متخلفاً.
ولما لا تقبل فتاة بشخص يقولون عنها أنها متخلفة لا تعرف أو لا تفهم مصلحتها وتريد أن تبقى هكذا، لكن هل من أحد سألها لما رفضت هذا وذاك؟.
الكل يبحث عن نقص أو عيب في شخص آخر ليقوم بالتشهير به هنا وهناك لتشويه سمعته، وأما الغناء الذي أصبح علاج لهموم الشباب ومواقع التواصل الاجتماعي بنظرهم هم أن الموسيقى والطرب تأتي لهم بالسعادة.
من ضحك عليكم بهذا، يا لها من حسرة على شبابنا يتوقعون بهذه الطريقة نتطور وبدونه نتخلف والبعض يقول لك أنت من أي عصر؟ ويستهزئ بك ويقول لك أنت متخلف ألا ترى كل هذا التطور وأنت باقي بمنهج قديم أكل عليه الدهر وشرب، ولما نركب مع أشخاص في سيارة أجرة، يقوم السائق بتشغيل الأغاني والطبول والأصوات تصدح في أذنيه لدرجة انه لا يكاد لا يسمع ما يحدث في الخارج، ولما تطلب من السائق أن لا يشغل الأغاني، فيقول اذهب الى سائق آخر!.
أتعجب لهؤلاء الناس وتلك العقول الفارغة التي لا تفكر بشكل صحيح، وأما من تريد نصيحته يقول لك لا تصير عالِما برأسي، هكذا العالم يتطور، لكنه يسير في المسار الخاطئ، وفي طريقنا لا نزرع الحياة بالعمل الصحيح، بل نزرعها بأفكارنا الهابطة.
وأما الشيء الذي يجب أن لا نتركه فهو الصلاة، فما زال أكثر شبابنا لا يبالي بهذا الأمر ولا حتى يفكر فيه والبعض اتجه لدين آخر خرج الآن وهو الالحاد فما هو يا ترى؟!.
نحن منذ سنين نعلم بوجود الله الواحد الاحد، فكيف لا يوجد الآن، هذا الكلام ذكرني بقصة لأحد الحلاقين:
جاء للحلاق رجل ليحلق له شعره ولحيته وليقوم بقصها له، في أثناء الحلاقة دار الحديث بينهم فقال الحلاق أن الله غير موجود! ولما لا نراه، فتعجب منه الرجل وقال له سأحدثك حينما ترى رجلا خارج المحل ولديه شعر طويل رث ولحيته طويلة أيضا، فماذا تقول؟ أنا سأجيبك، ستقول ألا يوجد حلاقين ليقص شعره؟ ولما لا يأتي إليَ؟.
هكذا وجود الله اذا اردت رؤيته فاعبد ربك وأفرش سجادتك وصلِّ له ركعتين ستجده حتماً وتراه. هكذا شبابنا لا يعرفون الى أي بحر يجرفهم هذا العصيان، قد ينقذ البعض نفسه بقارب النجاة ويستثمر الفرصة الأخيرة، ولكن لم نحدد هذا الوقت للعودة إلى الله، فما زلنا نسلي أرواحنا بالتفاهات. وقد يقولون عنا الآخرون إنكم متخلفون وليس لديكم وعي بل أخطأتم بالإجابة.
وفي نهاية موضوعي يا ليت للشباب أن يعي ما يفعل ولا يضيِّع حياته بطرق وعرة ربما يقع فيها ولا يستطيع الخروج منها، فالشباب اليوم أخذتهم المواقع الاجتماعية نحو الهلاك وأصبح الإدمان عليها موجود وأغرتهم أهواؤهم ونسوا الله الخالق والرب الكريم الذي يلجأ إليه أكثريتنا وقتَ الشدة والعسر ونتركه وقت الرخاء.
لما لا ننسى الماضي ولنزرع الأمل ببذور التفاؤل والخير ولنرسم طرقا جديدة، ولنفتح أبواب قلوبنا للمعبود ولنطرقها صَباحاً ومساءً وفي كل حين نلتمس منه العفو والمغفرة والرضوان منه.
اضافةتعليق
التعليقات