خط شاربه، وغلظ صوته، طلبات لا تنتهي، موديلات مختلفة، وقصات شعر وأزياء غريبة، وتمرّد وعناد و صراخ.
يامن تراه متوترا ولا يدري كيف يتصرف، هل تلاحظون هذه العلامات عند أولادكم ؟! بدأ البرعم الصغير يتذمّر ويطالب بحريته الشخصية، ويردد انه اصبح رجلا.. أو أنها أصبحت فتاة.. إذن عزيزتي الأم في بيتكم مراهق.
لا تخافي هنالك مراهقة، فاستمعي إلى هذه النصائح الخاصة للمراهقين:
ماهي المراهقة ؟
تعتبر هذه المرحلة من أخطر وأهم المراحل، فيكون الشاب فيها أشبه براكب سفينة في بحر هائج متلاطم الأمواج، فهي ليست طفولة خاصة، وليست رجولة تامة، وليست مرحلة رشد كاملة وإنما هي مرحلة بين مرحلتين، وأكثرها تعقيداً بالنسبة إلى أولياء الأمور.
ومن هنا فإن مرحلة المراهقة هي أكثر مراحل الحياة تأزّماً، والتعامل معها أصعب وأشق بالنسبة لأولياء الأمور. كثير من المشاكل التي يتعرض لها الناس تعود في أسبابها إلى عاملي الجهل والغفلة، ولا يخفى إن أغلب أولياء الأمور، خصوصاً في البلدان العربية لا يعرفون شيئاً عن الحالات النفسية الخاصة بمراحل نمو أبنائهم، إن لم يكن الجهل بمجمل العلوم النفسية، والنظر إليها بعين الخجل والحياء والإزدراء، لذا فإن الآباء لا يستطيعون التعامل مع أبنائهم كما ينبغي أو كما تتطلبه الحالة، فضلاً عن مساهمتهم في مضاعفة تعقيدات بعض المسائل في أحيان كثيرة.
الآباء والأمهات ومشاكل المراهقين ؟
أم قاسم من العراق تقول: في هذا الزمن لم نعد نستطيع تربية أبنائنا كما فعل آبائنا من قبل، أحياناً أشعر بالخوف على أولادي من الزمن، ومافيه من الحرام والانحرافات، مما يسبب لي الصعوبات والمشاكل معهم، فهم يعتبرون ذلك تدّخل في عالمهم بل يرفضون أن ينصتون لي، فالبنت لم تعد تعرفها عن المتزوجة، المكياج والأزياء بشكل جنوني مثل الولد، ومهما حاولت أن أحكم ابنتي البالغة من العمر ثمانية عشر عاماً، إلا أنها تصاحب فتيات في الجامعة ينتمون لهذا العصر السريع والمجنون أيضاً، ولشدة خوفي عليها أحاول مراقبتها باستمرار، وهذا سبب خلافي المستمر معها، فهي ترى أني لا أثق بها، وأرى من حق كل أم في هذا الزمن أن تراقب أبناءها، خاصة في مرحلة المراهقة الحرجة.
أم محمد من السعودية:
فترة مراهقة أولادي اتعبتني كثيراً، خاصة ولدي الصغير يوسف البالغ من العمر ثلاثة عشر عاماً. تقول: لم أرهق في تربية إخوته مثله، ولم أمر معهم بمثل ما مررت به معه،
بدأت مراهقته في سن الثلاثة عشر حينما هرب من المدرسة ليشاهد لعبة كرة قدم واستمر على الهروب مع أصحابه، ورغم أني علمت بموضوع هروبه من إدارة المدرسة، وبعدها بتغير شعره وملبسه، إلا أني لم أتهاون في متابعته، إلا أنه دائماً يقول لي
لا أريد أن تهتمي بي فأنا رجل ! وينفد صبري عندما تشتكي إدارة المدرسة من تصرفاته، فأضطر إلى التعصب والصراخ، ولقد سمح لي والده بفعل مااريد.
منى السيد اضافت لنا : لدي ثلاثة بنات، ابنتي الكبيرة عمرها عشرين سنة، لم أستخدم معها التوبيخ أو الضرب، لأنها كانت هادئة في مراهقتها، شاهدت كم ثغرة في مرحلتها من ترتيب الشعر وتغيّر طريقة التسريح، و شراء اكسسورات، وكذلك سماع الأغاني ، طبعاً تكلمت معها وقلت لها أن الاغاني حرام وأنها فترة وستنتهي، لم اضربها لأن ذلك سيفلت زمام الأمور من يدي، التدّرج في أساليب التربية والتعامل معها مهم منذ بداية المرحلة، يخطر في ذهني قول لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "اتقوا الله، واعدلوا في أولادكم".
أكملت الحديث أم نور: أنا لا أعرف مرحلة المراهقة لأنني غير متعلمة، ولم أعرف ما تقولون عنه ،لكنني شاهدت تصرفات غريبة، و عانيت كثيراً مع ابنتي التي أخذت لاتسمع كلامي، وتطبق ماتقول، وتختلق الأسباب والأكاذيب لوقوع المشكلة، ولا أنكر أنني كنت أراقب تصرفاتها، وأقسو عليها، وكثيراً ما كانت تتهمني بالجهل والتخلف، ورغم محاولاتي لاقنعاعها أن الثقافة ليست بالتعليم ، وإسداء النصائح لها، إلا أنها دائماً تقول لي " إننا مخلوقين لزمان غير زمانكم".
كانت هذه آراء الأمهات في أبنائهم المراهقين وما يسببونه لهم من مشاكل ومتاعب ولكن يظل الآباء رأيهم مختلف.
أبو زهراء: واجهتني صعوبات مع ولديَّ وعمرهما ستة عشرعاماً وثمانية عشر عاماً، خاصة عند ضبط سلوكهما و أفكارهما وأحلامهما التي لا حد لها والبعض منها خيالية، حتى حدثت مشكلة مع ابني الأكبر، واعتراضي المستمر على سهره مع رفاقه، فهددته بالطرد والسجن في البيت، ومرّت الأيام أهملته حتى شعرت أنه يعيش من دون مراقبتي بحرية أكبر، فبدأت أغير من طريقتي وأقترب منه، حتى علمت بأنه يدخن، ورفاقه أغلبهم مدمنين مخدرات، توسلت إلى الله أن يلهمني الصبر أمام هذا الاختبار، ومن دون أن يشعر أنني علمت أعطيت له بعض الكتب ليقرأها، حول التدخين واضراره، وماهي عقوبة متعاطي المخدرات ، والحمد لله استجيب دعائي ورجع ولدي سليما معافى، فقد أقلع نهائياً عن التدخين، وبدأت أعتمد عليه في عملي وحياتي و ارجو من الله أن يحفظه لي.
أبو حسين:
مشكلتي لدي أربع إناث أغلبهم في عمر المراهقة الآن، ونحن في عصر العولمة وانتشار الشبكات الاجتماعية و هذا يقلقني جداً فانا لا أعلم من هو موجود في صفحتها، وأن كان لايوجد فهذا لايعني أن صديقاتها لم يتحدثوا أمامها عن الصداقه، المدرسة... والسوق.. والموبايل..، الطريق الذي أسلكه مع بناتي بسيط وحذر أحياناً، وأعتمد في هذه المرحلة على لغة الحوار المباشر والتقرب منهم، وأبيّن لهم القدوة الصالحة من خلال المحاضرات، فعندما أقول لابنتي إن الحجاب الشرعي واجب، أقول لها بأن تتخذ الزهراء عليها السلام مثلاً لها، فهي حورية من الجنة، وهذا ما يساعدني كثيراً، وأتعمد ذكر نساء أهل البيت عليهم السلام في حياتهم.
من كردستان العراق تخبرنا الدكتورة رنين يعسوب:
تعتبر المراهقة مرحلة غامضة في حياة الإنسان، وتتداخل فيها الأدوار الثلاث الاهل والأصدقاء والبيئة، ولابد أن يشرع الآباء عندها وبعدها في التخفيف من حدة سيطرتهم على أبنائهم، ومن ثم تتخلص كواهلهم من مسؤولية كانت ملقاة على عاتقهم، وتشرع تلك المسؤولية في الانتقال إلى كواهل أولادهم. من سمات فترة المراهقة حدوث التغيرات الفسيولوجية، وعلى الوالدين تنبيه المراهقين إلى عدم التخوف من هذه التغييرات وتعليمهم كيفية التعامل مع الجنس الآخر، والنتائج السلبية للاختلاط، مثل مسألة اختيارهم لأصدقائهم، وما ينجم عن سوء الاختيار من مشاكل. فهناك فريق من المتخصصين في مرحلة المراهقة قالوا أنها واحدة من أكثر مراحل الحياة تأزّماً، وقد شبهوها بالعاصفة العاتية، وقالوا: إن هذه العاصفة تهز المراهق هزاً عنيفاً إلى درجة يمكن معها القول إنه يعيش خلالها حالة من القلق والاضطراب والحيرة الشديدة، وما أكثر المراهقين والمراهقات الذين يتعرضون إلى صدمات نفسية وأخلاقية كبيرة إثر هذه العاصفة، ويتسببون في مشكلات واحراجات عديدة لأسرهم.
انواع المراهقة
المراهقة المبكرة الممتدة بين (11-14) سنة.
المراهقة المتوسطة الممتدة بين (14-18) سنة.
المراهقة المتأخرة تمتد بين (15-21) سنة.
وأهم مايخطر لنا ان فترة المراهقة قد تصاحبها أمراض نفسية وجسدية منها:
-اضطرابات الاكل الاكثر شيوعا، فقدان الشهية عند أول شعور بالمراهقة، والشراهة عند تناول الطعام.
-وجود توتر وانشغال عن الطعام، وزيادة في الوزن.
-الرغبة في فقدان الوزن على الرغم من ان اصدقائهم او افراد الاسرة الاخرين يشعرون بالقلق من انهم يعانون من نقص الوزن.
-جعل الناس من حولهم يعتقدون انهم قد تناولوا الطعام، بينما لم يكونوا قد تناولوه.
-السرية حول عاداتهم الغذائية.
-يصبحون قلقين، مضطربين او مذنبين عندما يسالون عن تناول الطعام.
-القيء، او استخدام المسهلات لانقاص الوزن.
أما النفسية:
-يمكن ان تشتمل اعراض ظاهرة الاكتئاب لدى المراهقين.
-التدني في لحالة المزاجية الحزن والبكاء.
-اظهار مشاعر الياس وقلة الحيلة و فقدان الثقة.
-الصراخ المتكرر.
-قلة الحركة و الكلام.
التالي و -اضطراب النوم والاستيقاظ طوال الليل، والنوم في الساعات الاولى من صباح اليوم
الشعور بالملل او الضجر.
وصية إلى الآباء والأمهات نحو مراهقة آمنة، عليكم اتباع هذه الارشادات التي تم جمعها من خبراء واخصائيين في علم النفس لتحافظوا على سلامة مراهقيكم وسلامة اسرتكم من الضياع.
ماذا تفعل لإبنك المراهق؟
-الدعاء لله تعالى له بالهداية، فدعاء الوالد لولده مستجاب.
-زرع الثقة في المراهق واحترام أفكاره أمام الآخَرين.
-أعطِهِ الحريَّة: من خِلالٍ الحوار، وعرض الأمر عليه، فلا تجرح حريته بكثرة اوامرك.
-اياك و النَّقد: فغالبًا ما يظهَرُ تحدِّي المراهقين للكبار في أسلوب ونمط ملابسهم وتسريحات شعرهم المبتكرة والغريبة، ممَّا يُسبِّب حالةَ استِفزازٍ للأبوَيْن.
ويُؤكِّد خُبَراء النَّفس أنَّ حالةَ التمرُّد مظهرٌ من مظاهر المُراهَقة، تعطي المراهقَ الإحساسَ بالاستقلاليَّة والشعور بأنَّه كبر لذا يجبُ تجنُّب نقْد المراهق.
-دعْه يتحمَّل المسؤوليَّة: يجبُ أنْ يتعلَّم في هذه المرحلة تحمُّل المسؤوليَّة من خِلال أسلوب المحاولة والخطأ والتجربة واتِّخاذ القَرارات بنفسه.
-لا تنسَ الهديَّة: تجعلك أقرب شخص إلى المراهق، والهديَّة من الأب أو الأم تعني الكثير بالنسبة له، تعني الاهتمام الشخصي، وتعني الحب، وتعني أيضًا التقدير، وهي الطريق الأفضل لإيجاد الحبِّ بين الناس بصفةٍ عامَّة.
-لا ترفع صوتك إطلاقًا:
عادة مايسمع أصوات عالية من البيت بصورة عامَّة، حتى لا يشيع هذا السُّلوك في البيت، ويعتاده الأبناء، ويهرب المراهق من ضجيج البيت.
-لا تُجرِّب معه أيَّ أسلوبٍ كـ(إدخاله السجن، وطرده من المنزل...) وما أشبَهَ ذلك فهي أساليبُ تزيدُ المشكلة أضعافًا، وتُشعِره بعدَم الأمان تجاهك.
-لا ترغمه على العودة إلى الدِّراسة أو غيرها، فقط أخبِرْه دومًا أنَّ هذاما تحبُّ أنْ يفعَلَه لأنَّه يعودُ نفعُه عليه هو وحدَه، وأنَّك لا تحبُّ أنْ تراه يومًا يندم على ذلك، وتحدَّث معه ولو برسالة حُبٍّ عمَّا سيعودُ عليه بالنَّفع إنِ التزَمَ أو عاد للدِّراسة، وأنَّك تُفكِّر بهذا لمصلحته فقط ولحبِّك له.
-تقوية علاقةَ الحب مع الابن: علاقات الآباء والأمهات في الغالب هي علاقةٌ تقليديَّة فقط، الدراسة ، المصروف وهكذا، أو علاقة توجيهيَّة تشمَلُ أوامرَ ونواهيَ فقط أفعل كذا، اقرأ، وهذهٌ العلاقة الروتنية تجعل جِدارًا عازلاً يمنعُ التواصل وتقوية العلاقة الأسرية.
-اجعله صديقا لك، الصَّداقة بين الأب والمراهق مهمّة، فياخذ رأيه، ويستمع اليه، يطرح عليه مواضيع شبابية معيَّنة للمناقشة، حتى وإن استوجب الأمر في إلقاء النكات، أو استخدام الفُكاهة.
-ترك العقاب كالضرب والاحتجاز مثلا، فهذا أيضا يجعل الشاب يشعر باليأس من المساندة وأنه لوحده في هذه المشكلة كما أنه قد يتجنب سلوكه السيء في وجودك فقط ويكثر منه في غيابك.
-أشغل الشاب بالكثير من الأنشطة كالرحلات العائلية والزيارات الاجتماعية والأماكن الترفيهية وكل ما تراه مفيدا وفي نفس الوقت لا تعطيه الفرصة للخلوة بنفسه وأصدقاء السوء.
-ضرورة ابعاده عن أصدقاء السوء وهذه المهمة ليست بالأمر اليسير ولتسهيله يجب إحلالهم بأصدقاء خيرين يتم تقديمهم له بطريقة تدريجية حتى يكتسب منهم السلوك الطيب.
علموا صبيانكم الاحتشام. وفتياتكم الحياء). كما قال الامام علي (عليه السلام).)-
.(من قل حياؤه قل ورعه) و(لا إيمان كالحياء والصبر)
اضافةتعليق
التعليقات