• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

هل فقدت الأسرة سلطتها التربوية أمام التكنولوجيا؟

جنان الهلالي / الخميس 22 آيار 2025 / تربية / 417
شارك الموضوع :

لطالما كانت الأسرة هي المؤسسة الأولى المسؤولة عن تشكيل شخصية الطفل وغرس القيم

في ظلّ التطور التكنولوجي المتسارع الذي يشهده العصر الحالي، أصبحت الشاشات جزءًا لا يتجزأ من حياة الأفراد، بدءًا من الأطفال الصغار وصولًا إلى كبار السن. هذا الانتشار الواسع للتكنولوجيا أثّر بشكل كبير على دور الأسرة التربوي، مما أثار تساؤلات حول مدى قدرة الآباء والأمهات على الحفاظ على سلطتهم التربوية في مواجهة هذا الغزو الرقمي. فهل أصبحت الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية ووسائل التواصل الاجتماعي هي المُربي الحقيقي للأجيال الجديدة؟ أم أن الأسرة ما زالت قادرة على فرض وجودها كمركز أساسي للتربية والتوجيه؟

لطالما كانت الأسرة هي المؤسسة الأولى المسؤولة عن تشكيل شخصية الطفل وغرس القيم والأخلاق فيه، لكن مع ظهور التكنولوجيا الحديثة، تغيّرت مصادر المعرفة والتلقين. فالأطفال اليوم يتعرضون لكمٍّ هائل من المعلومات والمؤثرات عبر الإنترنت، والتي قد تتناقض أحيانًا مع ما يتعلمونه في المنزل. أصبح بإمكان الطفل الوصول إلى أفكار وآراء مختلفة بضغطة زر، دون وجود رقابة أو توجيه من الوالدين. هذا الوضع يُضعف سلطة الأسرة التربوية، حيث لم تَعُد المصدر الوحيد أو حتى الرئيسي للمعرفة بالنسبة للأبناء.

إضافةً إلى ذلك، أدّى انشغال الآباء والأمهات بأعمالهم ومسؤولياتهم اليومية إلى لجوئهم إلى الأجهزة التكنولوجية كوسيلة لإلهاء الأطفال أو تسليتهم، مما زاد من اعتماد الأبناء على هذه الوسائل وأضعف التواصل الأسري. فبدلًا من الحوار المباشر والنقاشات العائلية، أصبح كل فرد منغمسًا في عالمه الافتراضي، مما أدى إلى تراجع التفاعل العاطفي والتربوي داخل الأسرة. ومع مرور الوقت، قد يبدأ الطفل بتبنّي قيم وسلوكيات يستقيها من الإنترنت، دون أن يُدرك الوالدان مدى عمق التأثير الذي يخضع له. فالإنترنت، بما يحتويه من محتوى متنوع ومؤثّر، لم يَعُد مجرد وسيلة ترفيه أو مصدر معلومات، بل تحوّل إلى المُربي الحقيقي والمنافس الأول لدور الأبوين.

هذا "المُربي الخفي" لا يَفرض نفسه بالقوة، بل يتسلّل بهدوء عبر الشاشات الصغيرة إلى عقول الأبناء، ويُعيد تشكيل وعيهم وتصوراتهم عن العالم، وعن ذواتهم، بل وحتى عن أسرهم. ونتيجة لهذا التأثير المتنامي، يدخل العديد من الأطفال في عزلة تدريجية؛ إذ يُفضّل بعضهم المكوث في غرفهم لساعات طويلة، متحجّجين بأعذار متكررة: الدراسة، التعب، أو الرغبة في الخصوصية. لكن الحقيقة التي يعرفها الأهل جيدًا، هي أن تلك الأعذار ليست سوى ستار يُخفي وراءه التعلّق المفرط بالأجهزة الإلكترونية، التي باتت لا تفارقهم حتى على مائدة الطعام. ومع تعمّق هذه العزلة، يتآكل الحوار داخل الأسرة، وتتلاشى الروابط الإنسانية التي لا يمكن تعويضها بمحادثات افتراضية أو تفاعل رقمي.

لكن في المقابل، يمكن القول إن التكنولوجيا ليست بالضرورة عدوًا للتربية الأسرية، بل هي أداة يمكن توظيفها لتعزيز دور الأسرة إذا أُحسن استخدامها. فبإمكان الوالدين استغلال التكنولوجيا في تعليم أبنائهم مهارات جديدة، أو توجيههم نحو محتوى تعليمي مفيد، بل وحتى مشاركتهم في استكشاف العالم الرقمي بطريقة آمنة.

وبسبب الاندماج النفسي وتعلّق الأبناء بأجهزتهم الخلوية ووسائل التواصل الاجتماعي، أصبحت مسؤولية الآباء أكبر مما كانت عليه في السابق. فقد بات من الضروري مراقبة الأبناء وتوجيههم بشكل أكبر، خاصةً مع سهولة وصول هذه الأجهزة إلى غرف نومهم وفي متناول أيديهم. ورغم أن هذا التغيير هو إحدى سمات تطور العصر الحديث، إلا أنه يستدعي تبنّي أساليب تربوية جديدة تقوم على مبدأ الاتفاق والتفاهم، بدلًا من المواجهة والعقاب، الذي أثبت عدم جدواه.

لذا، يجب أن يعتمد الآباء على وضع قواعد واضحة لتنظيم وقت استخدام هذه الوسائل، فبعض الأسر تفرض قواعد صارمة لاستخدام الأجهزة، مثل تحديد أوقات معينة للشاشات أو مراقبة المحتوى الذي يتعرض له الأطفال، مما يساعد في الحفاظ على التوازن بين التكنولوجيا والتربية التقليدية، وتعزيز مبدأ الثواب والعقاب بطريقة مدروسة، إلى جانب شرح كيفية الاستفادة الإيجابية من الإنترنت بما يخدم نموهم وتطورهم.

في النهاية، لا يمكن إنكار أن التكنولوجيا قد غيّرت بشكل جذري طرق التربية وأضعفت إلى حدٍّ ما سلطة الأسرة التقليدية، لكن هذا لا يعني أن الأسرة فقدت دورها بالكامل. المسألة تتوقف على مدى وعي الوالدين وقدرتهما على التكيّف مع هذا العصر الرقمي دون التخلي عن مسؤولياتهما التربوية. فالتكنولوجيا سلاح ذو حدّين، يمكن أن تكون أداة تفتيت للعلاقات الأسرية إذا أُسيء استخدامها، أو أداة تعزيز لها إذا تم التعامل معها بحكمة ووعي.

المفتاح يكمن في إيجاد توازن بين الانفتاح على العالم الرقمي والحفاظ على القيم والروابط الأسرية المتينة. ولا بد من وقفة حازمة، تتضمّن وعيًا أبويًا متجددًا، لا يقوم على المنع فقط، بل على الفهم، والمشاركة، وتقديم بدائل حقيقية تُعيد للبيت دفئه وللأبناء توازنهم النفسي والاجتماعي.

الاسرة
التربية
التكنولوجيا الذكية
الوعي
المجتمع
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    عاشوراء بين الألم والأمل: مدرسة الصابرين

    زيارة قبر الحسين.. وسيلة الوسائل لبقاء الصالحات إلى يوم القيامة

    مكملات الميلاتونين.. هل هي آمنة وفعالة؟

    فيتامين شائع يساعد في مقاومة علامات الشيخوخة

    في رحاب محرم: طلب الإصلاح على خطى سبط الرسول

    كيف أجعل حب الامام الحسين مشروعًا دائمًا؟

    آخر القراءات

    كيف يتم كشف الارهابيين عن طريق أجهزة الذكاء الاصطناعي؟

    النشر : الأربعاء 09 آب 2023
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    الإنتصار الزائف: عندما تفوز فإنك تخسر!

    النشر : السبت 19 شباط 2022
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    النشر : الثلاثاء 03 حزيران 2025
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    لم تعد الكُتب صالحة للقراءة!

    النشر : الثلاثاء 01 تشرين الثاني 2022
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    المظاهر السريرية للمرض الرئوي

    النشر : الخميس 13 حزيران 2024
    اخر قراءة : منذ 6 ثواني

    في حضرة الحرف: نادي ريحانة للفتيات يحتفي بيوم الكتاب العالمي

    النشر : الأثنين 28 نيسان 2025
    اخر قراءة : منذ 6 ثواني

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1257 مشاهدات

    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي

    • 521 مشاهدات

    جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية تنظم فعاليات نادي ريحانة الصيفي للفتيات

    • 378 مشاهدات

    في رحاب محرم: طلب الإصلاح على خطى سبط الرسول

    • 370 مشاهدات

    أبا الفضل.. بقية الدمع في مآقينا

    • 368 مشاهدات

    بناء التنوع.. شعار اليوم العالمي لهندسة العمارة

    • 367 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1362 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1257 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1180 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1113 مشاهدات

    قراءة في كتاب: إدارة الموارد البشرية

    • 807 مشاهدات

    لمن تشتكي حبة القمح إذا كان القاضي دجاجة؟

    • 656 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    عاشوراء بين الألم والأمل: مدرسة الصابرين
    • منذ 4 ساعة
    زيارة قبر الحسين.. وسيلة الوسائل لبقاء الصالحات إلى يوم القيامة
    • منذ 4 ساعة
    مكملات الميلاتونين.. هل هي آمنة وفعالة؟
    • منذ 4 ساعة
    فيتامين شائع يساعد في مقاومة علامات الشيخوخة
    • منذ 4 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة