إن التعامل مع الطفل العنيد يحتاج إلى أسلوب خاص وليس كل طريقة تعامل يمكن أن تفلح مع الطفل لذلك أهم الأجهزة التي يمكن أن نسلكها مع العنيد يمكن إيجازها بما يلي:
1_ إنقطاع الطفل عن والديه قد يؤدي إلى كثير من المشاكل السلوكية للطفل لذلك من المهم أن يقضي أبوه والأم وقتا مع طفلهما؛ لكن من المهم أن يكون ملبيا لحاجة الطفل من اللعب والمزاح والسؤال عن حاجته وأي شيء لا يرغب فيه وهذا يؤدي إلى تقليل العناد إن لم يقضِ عليه نهائيًا.
التصابي مع الصبي، عن يعلى العامري: أنه خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى طعام دُعي إليه فإذا هو بالحسين (عليه السلام) يلعب مع صبيان فأستقبل النبي (صلى الله عليه وآله) أمام القوم ثم بسط يديه، فطفر الصبي ههنا مرةً وههنا مرةً اخرى وجعل رسول الله (صلى الله عليه وآله) يُضاحكه حتى أخذه، فجعل إحدى يديه تحت ذقنه وأخرى تحت قفاه ووضع فاههُ على فيه وقبلهُ.
إن نبي الإسلام العظيم يعامل سبطه بهذهِ المعاملة أمام النبي لكي يرشد الناس إلى ضرورة إدخال السرور على قلوب الأطفال، وأهمية اللعب معهم، فضلا عن قيامهِ بواجبٍ تربويٍ عظيم.
2_ تغيير لغة الخطاب مع الطفل؛ فكلمة (إفعل) أفضل من كلمة لا تفعل ولغة التواضع أفضل من لغة التكبر وبكلمة موجزة الأسلوب الذي يخلو من صور العناد يكون أقرب إلى قلب الطفل وبالتالي ينفذ دون عناد.
وأما إذا إتسمَ الخطاب بالجبر والضغط؛ فهذا سيجعل طفلي يتثاقل مع الإستجابة للأمر؛ هذا إن لم يواجه بردة فعل معاكسة غير محدودة.
3_ تعدد الخيارات أمام الطفل من شأنه أن ينشئ طفلا سوينا مطيعا وأما أن يكون الخيار واحد من دون بديل فهنا الإحتمال ما الاحتمالات تزداد أن الطفل سيواجه ذلك الخيار بالعناد.
4_ ليكن البيت هو المكان الذي يعرف فيه الطفل عيوبه وأما نشرها خارج البيت وخاصة إذا كان الطفل موجودا وسمع ذلك مع وجود الآخرين فذلك مما يتسببوا في زيادة العناد ومن هنا فإن مدح الطفل من دون إفراط أو تفريط أمام الآخرين من شأنهِ تقليل العناد شيئا فشيئا حتى ينتهي.
5_ خلق القناعة لدى كل طفل يعاني من سلوك منحرف أقصر الطرق في القضاء على ذلك السلوك؛ ومن هنا فإن بيان وتوضيح فوائد الأمر الموجه للطفل مقدمةٌ نافعةٌ لتطبيقه لكن المشكلة التي يعاني منها أغلب الآباء والأمهات ضعف هذا الجانب لديهم لأن الإقناع يحتاج إلى طلب العلم والمعرفة والثقافة حتى يستطيع أن يجعل لكل أمر ما يناسبه من الدوافع وهذا يسهل تطبيق الأوامر وعدم العناية.
6_ يمكن جعل الأوامر بين الوالدين وبين أطفالهم مساحة واسعة لخلق المحبة والعاطفة والتواصل من خلال تحويل الأوامر إلى أشبه بالسباق بينهما وعلى سبيل المثال للحصر إذا كان الطفل لا يكتب واجبه أو لا يأكل فمن إستطاع أن يأتي الأب أو الأم بدفتر ويحول الواجب المطلوب منه إلى مسابقة خاصة إذا مثلَ الوالدان أن الطفل هو الفائز.
7_ تجاهل المعاند من فوائده فشل الخطة المرسومة للعناد لكن هنا ينبغي تعويض هذا التجاهل بالإلتفات للطفل واتجاه الأنظار إليه بواسطة طرق أخرى مشروعة غير مؤثرة على سلوك الطفل.
8_ المراحل الأولى للطفولة تنصاع للأوامر إذا كانت مقرونة المكافأة أو الهدية لكن لا ينبغي أن يكون هو الأسلوب الوحيد لأجل الإنصياع بل لابد وان تختلف الأساليب حسب المواقف وبيان هذهِ النقطة لأجل بيان أن منح الهدايا على أداء الأوامر من منافعها جعل الطفل يسلك طريق الطاعة وبحب.
9_ لعلَ من يقرأ هذهِ الإرشادات يعتقد أن المعاند لا يجوز عقابه؛ لذلك لابد من الإستدراك أنه أحيانًا إذا فشلت كل الأساليب السابقة في علاج عناد الطفل فهنا الأفضل سلوك طريق العقاب؛ لكن يُطبق ضمن إطار الشرع المقدس بعيدا عن الضرب المبرح أو العقاب القاسي وإنما يكون أحيانا بحرمانه من شيء يحبه مع عدم الإضرار به ضررا بليغا.
إن التهاون في مسألة عناد الطفل وأنها مرحلة وتزول من دون إتخاذ الطرق المناسبة لعلاجه من شأنهِ صنع فرد يتسم بالحقد والعداوة والإصابة بالكثير من الأمراض النفسية.
إن التعب، والمتابعة مع الطفل يخلق فردا في المستقبل ينفعنا في الدنيا والآخرة.
اضافةتعليق
التعليقات