في القصة المشهورة يُقال أنَّ الصيادين اليابانيين اكتشفوا أنَّ السمك في البحر يبقى في حالة حركة مستمرة لأنه إذا لم يتحرك سوف يُؤكل .. وبالتالي كانت الدورة الدموية عنده تبقى عاملة بصورة جيدة.. وهذا السبب وراء الطعم الحلو الذي يتميز به !
أما السمك الذي يكون في الخزان يبقى في حالة خمول لعدم وجود سبب يجعله يتحرك !
ولحل هذه المشكلة قرر الصياديين أنَّ يضعوا في كل خزان ناقل للسمك "سمكة قرش صغيرة" تبقى تطارد السمك فيبقى بحركة مستمرة من سمكة القرش ..
(وبالطبع سمكة القرش الصغيرة ستأكل القليل من السمك لكن في النهاية سيصل معظم السمك وطعمه طازجا) ..
يقع الإنسان في شباك الرتابة بسبب روتينه اليومي والمحيط الذي يعيش فيه ويدخل منطقة الـ (Comfort Zone) وهي منطقة وهمية تستخدم مجازاً للدلالة على حالة نفسية يعيشها الفرد بحيث يشعر بالسعادة وبراحة كبيرة وطمأنينة غامرة ورضى كبير عن نفسه، معلوماته، مهاراته وحتى عن الأشخاص الذين يتعامل معهم والمكان الذي يتواجد فيه حيث أن جميعها ثابتة لا يوجد فيها أي جديد أو متغير وهذا من شأنه سلب التحدي من الحياة للفرد..
ولعله للوهلة الأولى يعتبر هذا شيئاً ايجابياً لكنه بالحقيقة فخاً يسلب الفرد إمكانية التطور والابداع وبالتالي يفقد قابلية التكييف ومواجهة المشاكل والقدرة على حلها فيصبح إنساناً جامداً غير قابل لمواكبة عجلة الحياة بكل تحدياتها ..
ومن أجل استمرار مصباح الإبداع متوقداً وحتى لا ينفذ زيته أقامت جمعية المودة والإزدهار دورة إبداعية (شاي وفكرة)، بقيادة المهندسة المعمارية هدى عبد الهادي لتعلم فنون التفكير الإبداعي وإكتساب هذه المهارة المُغيبَّة وتسليط الضوء عليها في مفاصل حياتنا من أجل الخروج من الـ (Comfort Zone) وتمرين العقل على مواجهة المشاكل وحلها بطرق ابداعية وإحترافية ..
تطرقت لأهمية التفكير الإبداعي وأهم أدواته وكيفية اكتسابه وجعله مهارة يومية يتمتعُ فيها الفرد وقد تناولت الموضوع من منظار قلَّ نظيره وهو منهج أهل البيت (صلوات الله عليهم) وكيف إنهم كانوا يحثون على تعلم هذه المهارة من خلال التطرق لبعض الأحاديث والروايات التي تُشير لهذا المعنى وتفكيكها لإستلهام العبر منها وإكتساب مهارتها فالله جل وعلا في كتابه العزيز يقول (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ).
وأكدت بالوقت ذاته إلى أن الإبداع رحلة تبدأ ولا تنتهي، لأن الأفكار تُصاب بالخمول إذا لم تُنشَّط وتبقى في حالة حركة مستمرة بمعنى أنك تحتاج لخلق ( motivation ) أي الحافز الذي يجعل عجلة الفكر دوارة دون توقف وتذكر دائماً أنَّ بداخلك عالم كبير من منظار سيد المبدعين أبو الحسن علياً (صلوات الله عليه): (أتحسبُ أنك جُرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر)!.
وجدير بالذكر أنَّ جمعية المودة والازهار النسوية تهدف إلى توعية وتحصين المرأة ثقافياً لمواجهة تحديات العصر والعمل على مواجهة المشاكل التي تواجهها وإعداد العلاقات التربوية الواعية التي تعنى بشؤون الأسرة وكذلك دعم ورعاية الطفولة بما يضمن خلق جيل جديد واعٍ.
وتسعى الجمعية لتحقيق أهدافها عبر إقامة المؤتمرات والندوات والدورات وإصدار الكراسات وإعداد البحوث والدراسات المختصة بقضايا المرأة والطفل، فضلاً عن إقامة برامج مختلفة وبمشاركة المئات من الناشطات في ذات الاختصاص.
اضافةتعليق
التعليقات