الرغبة اليوم في التدخين شبيهة بتناول الخمر و القهوة، ترضي رغبات فعلية ووهمية عند الكثير من الناس.
ففي الوقت الحاضر أخذ التدخين أشكالاً عديدة فلم يعد مجرد سيجارة بطول الأصبع ملفوفة وانما تطور لشرب الأركَيلة والشيشة التي انتشرت في أوساط الشباب والمراهقين، ويعادل ضررها مئات الأضعاف من السيجارة.
أجريت استطلاع حول نظرة الشباب لهذا الموضوع وسبب لجوء البعض لدخان (السيجارة_الأركَيلة_الشيشة...غيرها) وهل من فوائد نفسية في ذلك؟ فكانت الردود كالتالي:
علق الشاب (علي غافل السلطاني): للتدخين بُعدين، بُعد نفسي وآخر مادي، المادي هو النيكوتين، يعتبر مادة مهدئة وصديقة للجسم بنسب محدودة فهو يساعد على الهدوء والتركيز وارخاء العضلات وغيرها، أما بُعده النفسي فمن بداية استخدامها قد تكون ملجأ يطرقه الشخص _ذكر او انثى_لانه سمع انه يخفف الألم والغضب ويجلب الراحة، أو قد يكون تقليداً للكبار من الصغار، أو قد يكون اعتقاداً خاطئاً لاستكمال الشخصية، وهذا مثبت في علم النفس حيث إن مسكة السيجار، تُعطي انطباعاً مميزاً لبعض الشخصيات، لكن هنالك من يتعاطاها وهو في سن كبيرة جداً ولا أظنه يحاول كسب هذه الميزات في هذه السن المتأخرة.
وعلقت الشابة (دنيا طه): يلجأون للدخان في وقت الانفعال العصبي اذا كان يعاني من التعب. وعلقت (ام عبدالله): بسبب كثرة التفكير والاعصاب واعتقد إن المؤمن بالله لا يلجأ لهذه الامور. وعلق الشاب (علي أنيس الخفاجي): اذا تعلم الفرد على الدخان من الصعب جداً تركه وخصوصاً اذا كان انفعالياً، بالنسبة لي حاولت مرتين أن اتركه، لكنني تسببت بمشاكل كثيرة وسببت الاذى للناس من حولي بتصرفاتي فوجدت ان السيكارة الوحيدة التي تجعلني أسيطر على انفعالاتي وأعصابي، وهذه الصفات لن يشعر بها الشخص غير المدخن.
وعلق الشاب (حمودي): ليست مهدئة، لا تمتلك أية فائدة، أنا من المدخنين لجأتُ للتدخين للعديد من الأسباب وأولها الاكتئاب لم أحصل على ما توقعته هي سببت لي الكثير من الأمراض.
وعلقت الشابة (يسرى علي): قبل التحدث عن الاسباب هناك سؤال يجب طرحه، اين دور وزارة الصحة واين دور الحكومات لتسمح بالتدخين؟!
فلو تركنا الأمر مُباحا، وعندما تسأل احدهم يقول إنها مريحة للأعصاب، لكن هي نوع من الادمان خاصة عندما تستخدم بشكل مفرط، كما ان اغلب الرجال عندما لجأوا الى تدخين السجائر أو الأركَيلة خاصة بعمر المراهقة، لا لذة او استحباب لطعمها، إنما ليُثبت بأنه أضحى رجل وقد بلغ من العمر الذي يحق له فيه ان يفعل ما يشاء من الامور و أحدها التدخين.. ناهيك عن غياب الدور التربوي والرقابي من قبل الأهل كي يفعل اولادهم وهم في سن صغيرة مثل هكذا امور، فضلاً عن كون الكثير من الشيوخ والاباء الذين باتوا يرتوون من السكائر بدلاً عن الماء و يستخدمها أمام طفله دون مبالاة ومتجاهلاً الاضرار الصحية، كما لا يمكن أن نغفل عن دور الرقابة الصحية من قبل الحكومات فادراج عبارة "التدخين مُضر بالصحة ويسبب امراض السرطان" فهذا أمر غير كافي.
بل على الحكومات و الجهات المعنية حظرها من التداول كما هي الحال مع المخدرات، فكلاهما ضار في الصحة، لكن لماذا يسمح باستخدامها وفي النهاية نعود الى التجارة المشوبة والمبرقعة بتحذير صغير يكاد لا يرى بالعين المجردة.
وعلقت الشابة (أيلاف خضير): بالنسبة لاعتياد الشاب على التدخين سببه حبهم للتجربة والتعود عليها ويسبب مشاكل كثيرة لا يستطيع تركها حيث يكون دائماً في مزاج متعكر خاصة في شهر رمضان لأنه لم يدخن، والمرض الذي يسببه من تلف الرئة وغيره، هذا يعني انه لا يوجد أي سبب للجوء إليه سوى حبهم للتجربة واعتقد انه لا توجد فوائد، لكن من كثرة اعتقادهم انها تحسن الحالة النفسية فيروها تُحسن نفسيتهم، كما في بعض المرات عندما أرتدي شيئاً و يحدث شيئاً جميلاً صدفة فأبقى أنا معتقدة بهذا الشيء وبأنه يجلب لي الحظ كلما ارتديته.
وعلقت الشابة (أشراق علي): الشخص الجديد على التدخين من الممكن ان يشعر بالتحسن نتيجة وصول النيكوتين للدماغ فيحدث نوع من التخدير، لكن بعد ذلك تصبح الجرعات منتظمة ويتعود الجسم على النيكوتين فتصبح حالة المدخن النفسية سيئة، تسبب له صداع واختناق. مع شعوره انه مهما دخن لن يجد نتيجة او يتخلص من الالم لتتطور الحالة بدلاً من سيجارة واحدة الى نص علبة، فيزداد النيكوتين ويتعود عليه جسمه فلا يشعر براحة مثل اول مرة ولا يستطيع ان يصل الى اول لذة في اول سيجارة تناولها.
وعلق (جعفر الشمري): انا كمدخن لا افتخر بهذا الشيء وانتقده في بعض الأحيان لأن مضاره كثيرة، من عيوب المُدخن انه يمتلك رائحة كريهة فيخنق الناس بدخانه، ولهذا السبب الكثير من الناس ينتقدون المُدخنين ويستحقرونهم، لكن تبقى هي ظاهرة سلبية بالنسبة للمجتمع، ولكن بالنسبة للشخص المدخن هي ظاهرة ايجابية، اغلب المدخنين يكون الدخان عبارة عن قلب أساسي بالنسبة لهم والدخان هو اوكسجينهم، واذا انقطع الدخان عن المدخن سيثور ويغضب ويتصرف بطريقة غير لائقة في بعض الاحيان لكنها تبقى حرية شخصية.
مما لفت انتباهي أن الجميع يدرك ان التدخين يزيد من احتمالية الأصابة بأمراض عديدة من ضمنها تلف الجهاز التنفسي والقلب والأوعية الدموية فضلاً عن زيادة خطر الأصابة بسرطان الرئة والتأثير السلبي على صحة الفم والاسنان.
ان كنا نبحث عن أسباب التدخين فسنجد أن التقليد يأتي في المرتبة الأولى ويليه ما يحققه التدخين من مكانة اجتماعية فالبعض يلجأ إلى التدخين نتيجة الاعتقاد الخاطئ بأن هذة التجربة ستكسبهم او تضيف عليهم شيئاً من الاسترخاء والتحرر والاستقلالية، و فضلاً عن احساسهم بالبلوغ وامساكهم لها سيجعلهم أكثر جاذبية، فبدء البعض كحب للاستطلاع من دون وعي للعواقب او النتائج التي ستؤول عليه حالتهم في المستقبل، تلك التجربة التي من الممكن أن تتحول الى ادمان.
اضافةتعليق
التعليقات