الانسان بطبعه يسعى للكمال، والتميز في الحياة.. وبما أنه تنقصه الخبرات والإحاطة بجميع العلوم فإنه يتخذ له قدوة تمثّل معنى الكمال الذي يسعى للوصول إليه، باختلاف القيم والتوجهات التي توجد عند كل فرد فإننا نرى كثيرا من الفتيات والشباب الذين اتخذوا من الممثلين والمغنيين الأجانب قدوة ومثل، ليقلدوهم بطريقة لباسهم وبقصات شعرهم، بل الأفضع إنّ البعض غيّر ملامح وجهه ليكون شبيه لهولاء، وهو تقليد القشور الخالي، من المحتوى والمضمون..
وللأسف لو اطلعنا قليلا على حياة هؤلاء المشاهير لرأينا الكثير منهم ممن وقع تحت براثين المحذورات والمحرمات التي لايرتضيها لا دين ولا عقل، رغم أن لدينا عظماءا في التاريخ هم احق أن يكونوا قدوة لنا ومثل، لما تحويه هذه الشخصيات من مضمون ومحتوى فكري عالي جدا..
كشخصية رسول الله صلى الله عليه وآله.. ومن تلك الشخصيات ايضا شخصية الإمام علي "ع"
وهي من الشخصيات الثرية جدا، بالعلم والذكاء العالي.. التي تربت على يد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويشهد التاريخ له وعلومه التي بين ايدينا بذلك..
فالمطلع على هذه الشخصية سيذهل لكل ما يسمع منه من علم ومن حكم ومن حلول شبه مستحيلة للمعضلات التي تطرح بين يديه.. وكيف ترك ثروة علمية هائلة بين ايدينا تتمثل في نهج البلاغة وفي كل ماينسب اليه، فهو العالم الجليل الذي قال "سَلوني قبل أن تفقدوني، فإنّي بطرق السماء أدرى منّي بطرق الأرض...".
والعابد الفذ الذي كان يصلي الف ركعة في اليوم والليلة.. وهو الحنون على الايتام رغم ضراوته في الحروب..
هي الشخصية التي وظفت كل ماتملك من قوة وشعور وعقل وقلب لله.. فكل عمله لله، وما أجمل أن نعيش لله ولاجل الله..
لذا على الاباء والامهات ايجاد القدوة والمثل للأبناء كي لاينجرفوا وراء كل ناعق وضال..
وخير قدوة لنا رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" واهل بيته واصحابه الطيبين.. ولكن كيف سيتخذ هذا الجيل رسول الله واهل بيته قدوة ومثل؟
من خلال تطبيقكم لنهجهم وتعاليمهم الغنية عن كل علم.. ترجموا التعاليم الى افعال وعادات حسنة..
اجعلوهم يقرأوون سيرة الرسول "صلى الله عليه وآله وسلم" واقوال وحكم اهل بيت رسول الله (ص)..
فالنفس السوية مفطورة على الخير وحب الجمال ولا اجمل من نهجهم وتعاليمهم..
معا يدا بيد لمجتمع افضل وجيل واعِ وملتزم بالقيم الجميلة والرائعة التي اتخذناها عن خير خلق الله، ودمتم بود..
اضافةتعليق
التعليقات