كم تشوقنا في طفولتنا لرؤية قوس المطر؟ ولطالما حلمنا بالتزحلق عليه واستكشاف الكنز القابع تحته - كما في الرسوم المتحركة - كانت ألوانه البهية تشد الأنظار إليه.
والسؤال الذي يدور في الأذهان ما سر هذا القوس الجميل وعلى ما يدل ظهوره؟
كان لكتاب العلوم الأسبقية في كشف سره لنا؛ حيث تعلمنا : أنه يظهر نتيجة انكسار ضوء الشمس في قطرات المطر، وعندما كبرنا .. عرفنا دلائل ظهوره من خلال الروايات الشريفة، فبعد أن استقرت سفينة نوح - عليه السلام - على جبل الجودي، أظهر الرحمن الرحيم في السماء علامة الخصب والأمان من الغرق لأهل هذه المعمورة .. إنه قوس الأطياف السبعة الذي حثت الروايات الشريفة على تسميته بقوس الله، ونهت بل وزجرت كل من يسميه قوس قزح؛ لأنه اسم شيطان.
حيث ورد في الاحتجاج والخصال: (في ما أجاب الحسن بن علي - عليهما السلام - من أسئلة ملك الروم وقال السائل: ما قوس قزح؟ قال: ويحك! لا تقل قوس قزح، فإن قزح اسم شيطان، وهو قوس الله، وعلامة الخصب، وأمان لأهل الأرض من الغرق).
أما اليوم فنحن نرى العَلَم ذي الألوان الستة، يُرفع وينادى خلفه بحقوق ذوي الشذوذ، الذين سخروا من أنفسهم قبل أن يسخروا من الأسوياء، من بني آدم الذين كرمهم الله {وَ لَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ وَ حَمَلْناهُمْ فِي الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ وَ رَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ وَ فَضَّلْناهُمْ عَلى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنا تَفْضِيلاً}.
نجدهم تارة ينادون بحقوق من سلكوا طريق الإنحراف، وأخرى ينادون بحقوق من سلكوا طريق البهيمية، أما الأدهى والأمّر هو أن يطالبون بإزالة مصطلح (الأم) - بما يحتويه من قدسية، أهمية، حنان وعظمة - وتحويله إلى مصطلح (منتجة البويضات)!! فأي إهانة هذه إلى تلك العظيمة التي ضحّت وتعبت وسهرت؟
اليوم خلف هذا القوس ذي الألوان الستة، يقبع الشيطان (قزح)، متربعًا على كرسي انتصاره المؤقت، قائلًا ساخرًا: فعلتها واحتنكت ذرية آدم إلا القليل منهم.
{قالَ أَرَأَيْتَكَ هذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلاَّ قَلِيلاً}
لكنّ المعركة لم ولن تضع أوزارها، حتى يأتي {يَوْم الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ} فتزلزل العوالم تحت قدميك يا إبليس، ويسحب كرسي النصر من تحت رجليك، لتظلّ البشرية على فطرتها السوية.
اضافةتعليق
التعليقات