جميعنا نعاني ولكن بعضنا لديه خلايا غير طبيعية في جسده وبعضنا لديه خلايا مميتة في روحه ، في الآونة الأخيرة انتشر هذا المرض بشكل مرعب فقد نرى مصابو المرض في كل مكان يكافحون ويتمسكون بالحياة عن طريق أخذ جرعات كيمياوية.
المرض الذي يبدأ ينخر الجسم ومن ثم يظهر بكل قوة ويقضي على الخلايا بكل وحشية، كنت أفكر بأن السرطان في بعض الأحيان يظهر بشكل آخر وأقوى من السرطان الذي نعالجه بجرعات كيمياوية فالصفات الرذيلة التي نحملها في بعض الأحيان تكون أسوء بأضعاف كثيرة عن سرطان الجسد.
إذ إن سرطان الجسد يمكن معرفته ومن خلال العملية الجراحية يمكن القضاء على تلك المنطقة الملغومة ولكن سرطان الروح من الصعب مشاهدته والقضاء عليه فالشخص المصاب بسرطان الجسد يرى موضع المبتلى به من خلال الأجهزة ولكن المبتلى بسرطان الروح لايمكنه ذلك وهنا يزيد الأمر صعوبة حيث لا يعرف المرء من ماذا وفي ماذا يعاني!
أتكلم عن تلك الأمراض الخطيرة التي تجري في النفس كجريان الدم في الجسد !الرياء، الأنا، الحسد والحقد…
لننتقل إلى سرطان من نوع آخر.
الشخص السرطان!
قد يزداد الأمر سوءاً ويصبح الانسان ملوثا بالكامل ويصبح سرطانا!
يكون كالمرض الخطير بالنسبة للآخرين ويجب أخذ جرعات نقائية بعد التعامل معه، نعم من الممكن أن يصبح الإنسان سرطانا ويهدد حياة الآخرين، من يخرب بين الآخرين ويثير الفتنة من يحث الآخرين على المعصية ومن يشيع الفاحشة و…
هناك نماذج كثيرة ، عندما يصاب الانسان بالسرطان إذا كان في بدايات المرض يعالجوه بجرعات أخف ولكن في بعض الأحيان يجب الاستئصال!
لذلك ورد في قوانين الله بعض الأحكام التي تحثنا على استئصال المذنبين من المجتمع ومواجهتهم بكل قوة، هكذا ربما ندرك معنى أن جميعنا في سفينة واحدة ولا يمكن كسر قوانين السفينة لأن الجميع سوف يغرق.
سرطان المجتمع!
والسرطان الأسوء الذي من الممكن أن يقتل ويقضي علينا جميعا هو سرطان المجتمع ، حيث ينتشر المرض في كل الأنحاء ويصبح المجتمع ملوثا، أتكلم عن تلك العادات التي لا أصل لها في الشرع ولكن أصبحت متداولة بسبب الجه ، أو تلك الأحكام التي أُسقطت بسبب الاهمال و الابتعاد عن الدين، قد يهتم المجتمع بأمور لا تقدم ولا تؤخر في تطور الانسان على السبيل الفردي و الاجتماعي وقد يحرك أفراده نحو الهاوية بسبب انتشار بعض الأفكار والعادات الخاطئة.
لذلك علينا التوقف لبرهة ونرى من أي سرطان نعاني؟
المصاب بسرطان الجسد يذهب إلى الطبيب كي يعالج ولكن المصاب بسرطان الروح أين يذهب؟
وبابك مفتوح للطلب والوغول وأنت غاية المسؤول ونهاية المأمول ، فالله سبحانه وتعالى الملجأ والملاذ وهو أرحم الراحمين، اللجوء إلى الله يعني السلامة والأمان فمن يكون في حصن الله وفي رعايته يُشفى ويُشافي بإذن الله ويؤثر على الآخرين بشكل ايجابي، وأيضا من طرق الوقاية والشفاء ذكر أهل البيت والاتصال بهم على الدوام ، من أتاكم نجى و من لم يأتكم هلك إلى الله تدعون وعليه تدلون…
قال الامام الباقر (عليه السلام):
من دعا الله بنا أفلح، ومن دعاه بغيرنا هلك واستهلك. (أمالي الشيخ الطوسي ج1 ص175)
وعَنْ سَدِيرٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ع وَ هُوَ دَاخِلٌ وَ أَنَا خَارِجٌ وَ أَخَذَ بِيَدِي ثُمَ اسْتَقْبَلَ الْبَيْتَ فَقَالَ يَا سَدِيرُ إِنَّمَا أُمِرَ النَّاسُ أَنْ يَأْتُوا هَذِهِ الْأَحْجَارَ فَيَطُوفُوا بِهَا ثُمَّ يَأْتُونَا فَيُعْلِمُونَا وَلَايَتَهُمْ لَنَا وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ وَ إِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى ثُمَّ أَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى صَدْرِهِ إِلَى وَلَايَتِنَا.
كلما كانت الصلة أكبر وأقوى كلما ازدادت الروح سلامة وهكذا سوف نكون في قمة الرضا والطمأنينة.
اضافةتعليق
التعليقات