• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

هل تلعب اللغة دورا عنصريا في المجتمع؟

زهراء وحيدي / الأحد 13 تشرين الثاني 2022 / ثقافة / 1645
شارك الموضوع :

هنالك من يكن العنصرية التامة تجاه لغته، لأنها تمثل الإنتماء للأرض أو الدولة بالنسبة له

كانت وماتزال اللغة تشير إلى مفهوم الانتماء في المجتمعات المختلفة، فمن يتكلم اللغة العربية هو عربي، ومن يتكلم اللغة الفرنسية على الأغلب هو فرنسي، وكذلك بالنسبة إلى باقي اللغات، ناهيك عن الحالات الخاصة.

وفي جانب الانتماء التعصبي هنالك من ينبذ كل شخص له انتماء آخر وبشكل سطحي يتم التعرف عليهم من خلال اللغة، فالشخص الذي يتكلم اللغة الأفغانية في بلد عربي يمثل شخصا افغانيا (ما عدى الحالات الخاصة الذين يتعلمون أو يجيدون أكثر من لغة).

وهنالك من يكن العنصرية التامة تجاه لغته، لأنها تمثل الإنتماء للأرض أو الدولة -بالنسبة له-، وقد سئل الباحث السيميائي والروائي الإيطالي الشهير أمبيرتو إيكو Umberto Eco عن الدور الذي يمكن أن تلعبه اللغة في النضال ضد العنصرية والكراهية، فقال: «علموا الطفل الفرنسي أن كلمة lapin أرنب) الفرنسية ليست سوى كلمة ضمن آلاف الكلمات المنتمية إلى لغات أخرى تستعمل من أجل الإحالة إلى الشيء نفسه في العالم الخارجي». والإحالة – كما يدرس النصيون – هي العلاقة بين العبارات من جهة وبين الأشياء أو المواقف في العالم الخارجي الذي تشير إليه الكلمة أو العبارة.

وبذلك فإن ما يقصده إيكو Eco هو إفهام الطفل أن كلمة lapin هي كلمة «تحيل، إلى ذلك الحيوان الأليف المعروف، وأن كلمة lapin لیست، مع ذلك، الكلمة الوحيدة التي تحيل إلى الحيوان نفسه، بل إن هناك آلاف الكلمات المنتمية إلى آلاف اللغات مما تحمل نفس معنى الإحالة إلى ذات الحيوان (مثل كلمات «أرنب» بالعربية، rabbit بالإنجليزية، conejo بالأسبانية، إلخ)، وكل ذلك لحمل الطفل على فهم معنى التعددية. ولكن عربياً، هناك أزمة مفاهيمية الآن. لقد تم تشويه الوعي العربي تماماً خلال العقود الأخيرة، حتى صار لا يجيد التعاطي مع المفاهيم المجردة، مما جعله يستعيض عن فهم عمق المفهوم برفض بساطة المصطلح (ربما لأن في الأول قلق الفكر وفي الثاني اطمئنان اليقين)، فانتهى الوضع بنا إلى أن أصبح لدينا مصطلحات يرفضها العقل الجمعي العربي ابتداء، حتى أن باب النقاش بشأنها صار يقفل من قبل أن يبدأ. من هنا، ولضمان السلامة، أصبح من الأسلم الاستعاضة كلمة «علمانية» بكلمة «مدنية»، وعن «الفلسفة» بـ «التفكير النقدي»، واحتالت بعض الدول العربية على الحساسية الدينية فاستبدلت كلمة «قانون» بكلمة «نظام» وكلمة «فائدة» تحولت إلى «مرابحة»، وهكذا دواليك. وفي الحقيقة، فأن تكون لك ترسانة من المصطلحات الفلسفية واللغوية والقانونية هو أمر مفيد جداً، بل إنه قد يسهل لك القيام بتصرفات هي من حيث المبدأ لا أخلاقية (في اللغة العسكرية مثلاً، لا يستخدمون لفظ «قتل» وإنما عن يتحدثون دائماً عن «تصفية» العدو). ولكن ربما كان ذلك مقبولاً ومحتملاً عندما يتعلق الأمر بالموضوعات الدقيقة (كالقانون مثلاً). ولكن عند التعاطي في الفضاء العام (وليس القانوني المتخصص)، فلا بد من وضع حد فكري معين يكون من المقبول والمتوقع أن يلتقي عنده الجميع، وهو ما أسميه «الاحساس الاجتماعي السليم» common sense. فعندما نكون في منطقة الإحساس بالمسلمات، لا منطقة الانضباط الاصطلاحي، فإن ما أعنيه عندما أستخدم أي مصطلح هو - ببساطة - ما تفهمه أنت هذا المصطلح بعمومية فكرته.

إن النقاش الحياتي، الطبيعي، حسن النية، لا يحتاج إلى معاجم لشرح الأفكار الإنسانية. هنا، لا بد من تعلم لغة عالمية يتكلمها الجميع؛ هذه اللغة تسمى المنطق، وأبجديتها هي الأفكار، أما حروف العلة فيها التي تربط بين حروف هذه اللغة وكلماتها فيسمون فلاسفة وأدباء.

وفي النهاية فكرة التعصب سواء في اللغة أو القومية هي غير مقبولة بتاتا فلا فرق بين عربي ولا أعجمي، ولكننا لا ننكر اعتزاز العرب باللغة العربية لأنها تمثل لغة القرآن ولكن ذلك لا يتنافى مع اعتزازنا بلغات أخرى أيضا، إذ إن الكتب السماوية نزلت بلغات مختلفة بحسب لغة الأقوام المتعارف عليها في ذلك الوقت، فممارسة اللغات ليس أمرا سيئا ولكن الاستخفاف بلغة الأم واستخدام اللغات الأجنبية من باب (الكلاس) هو أمر سيء فما نشاهده اليوم في المجتمعات وجود بعض الأشخاص الذين يحاولون ادراج بعض الكلمات الأجنبية في منتصف كلامهم ليبينوا بأنهم مثقفين أو (كلاس) بحسب تعبير الشارع، ولا يستوعبون بأن اللغة ليست إلاّ وسيلة للتخاطب بين الشعوب وليس تعبيرا عن قومية أو مستوى معيشي أو ثقافي معين!.

كتاب نظام التفاهة للمؤلف الان دونو

 

المجتمع
الشخصية
السلوك
التفكير
العادات والتقاليد
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    الانتصار على النفس: أعظم انتصار يمكن أن تحققه

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    أعد ترتيب فوضاك الداخلية: خطوات صغيرة لتغيير كبير

    الزنك.. معدن أساسي لصحة الإنسان ونموه السليم

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    أسباب الارتباك

    آخر القراءات

    حفاظات الأطفال.. مخاطر تحيط بابنك

    النشر : الأربعاء 30 كانون الثاني 2019
    اخر قراءة : منذ ثانية

    ليست فقط للزينة.. فوائد استخدام الزهور في منزلك

    النشر : الخميس 31 آذار 2022
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    استنكار لجمعية المودة عن اعتقال نجل السيد الشيرازي

    النشر : الخميس 08 آذار 2018
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    اكتئاب عيد الميلاد: شعور الحزن في يوم سعيد

    النشر : الأثنين 08 تشرين الثاني 2021
    اخر قراءة : منذ 8 ثواني

    أين تجد نفسك بعد عشرين عاما؟

    النشر : الأثنين 04 تشرين الاول 2021
    اخر قراءة : منذ 19 ثانية

    دراسة: لا علاقة بين استخدام الهاتف المحمول وسرطان المخ

    النشر : الأحد 08 ايلول 2024
    اخر قراءة : منذ 20 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 524 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 456 مشاهدات

    من النبوة إلى الإمامة: أحفاد النبي محمد ومسار استمرار الرسالة

    • 418 مشاهدات

    من الوحي إلى الدرس: كيف صنع الرسول صلى الله عليه واله وسلم أمة بالعلم؟

    • 414 مشاهدات

    عندما يُقيمُ القلب موسمهُ

    • 401 مشاهدات

    أصحاب الامام الحسين.. أنموذج لصداقة لا يفنى ذكرها

    • 358 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1438 مشاهدات

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1378 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1255 مشاهدات

    سوء الظن.. قيدٌ خفيّ يقيّد العلاقات ويشوّه النوايا

    • 1099 مشاهدات

    بين طموحات الأهل وقدرات الأبناء.. هل الطب هو الخيار الوحيد؟

    • 1060 مشاهدات

    المواكب الحسينية.. محطات خدمة وإيثار في درب العشق الحسيني

    • 1048 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    الانتصار على النفس: أعظم انتصار يمكن أن تحققه
    • منذ 11 ساعة
    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟
    • منذ 11 ساعة
    أعد ترتيب فوضاك الداخلية: خطوات صغيرة لتغيير كبير
    • منذ 11 ساعة
    الزنك.. معدن أساسي لصحة الإنسان ونموه السليم
    • منذ 11 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة