من المعروف أن التأمل يقلل التوتر، يحسن المناعة وإيقاع التنفس، يهدأ ضربات القلب المتسارعة، ويبطئ الشيخوخة العقلية.
إن جعل التأمل كروتين يومي يساعد الإنسان على بناء مناعة ضد التوتر والضغط العصبي، ويساعد على الاستقرار في مواجهة أعاصير المشاعر، كما أنه يعمل كمسكن فوري للشد العصبي الناجم عن القلق والعوارض النفسية الأخرى.
من مميزات التأمل كنظام حياتي:
- إن جميع الأشخاص يستطيعون ممارسة التأمل بغض النظر عن حالاتهم الصحية التي قد تعيقهم عن ممارسة التمارين المجهدة، بالإضافة إلى أن لا معدات مطلوبة.
- التأمل مجاني وليس هناك حاجة إلى تدخل مختص.
- على عكس العلاجات الدوائية والعشبية، لا أعراض جانبية غير محمودة العواقب للتأمل.
- التأمل متوفر دائماً، ويمكن ممارسته في أي زمان ومكان بلا قيد أو شرط.
- يخفض التأمل التوتر الآني، كما إنه جيد للصحة على المدى البعيد ويمكن الشعور بذلك التأثير مباشرة بعد جلسة واحدة.
ولكن ما يجعل الأشخاص يبتعدون عن التأمل هو:
- هو احتياج الأشخاص إلى التحلي بمستوى عالٍ من الانضباط والالتزام لجعل التأمل عادة منتظمة، يميل البعض إلى البحث في الخارج عن مصادر لزيادة الدافعية لاكتساب عادات جديدة، ولو كنت من هؤلاء الأشخاص ستفضل أن تلتحق بمجموعات التأمل لتحافظ على استمراريتك.
- يجد البعض إن تحرير الذهن عبر التأمل من أحداث ومشاعر اليوم أمر عسير، بينما قد يجدون الأنشطة التي تتطلب تفاعلاً كالكتابة أو الرسم أو التي تتطلب جهداً بدنياً كالرياضة أسهل لتفريغ المشاعر والتخلص من التوتر.
- بعض الأشخاص قد يعانون من ظروف صحية أو نفسية تمنعهم من الجلوس والتأمل، لذا قد يجربون الجري أو اليوغا كنوع من التأمل الذي ينطوي على الحركة.
تقترح بعض الدراسات أن التأمل قد يتعارض مع اضطرابات ما بعد الصدمة، وحالات من الاضطراب العقلي المتقدمة.
يمكن أن يكون المعلم مفيداً للتأمل ولكن لا يمكننا القول أنه ضروري، فإن كان بإمكانك التركيز على أنفاسك، أو في اللحظة الحالية، أو على أي شيء لفترة من الوقت، يمكنك أن تتأمل.
غالبًا ما يتطلب الأمر بعض الممارسة، ويجد بعض الأشخاص صعوبة في الدخول إلى حالة التأمل في البداية.
يتطلب التأمل أيضاً القليل من الصبر وقد يكون صعباً على الأشخاص الذين لديهم القليل من وقت الفراغ (مثل بعض الأمهات اللائي يحصلن على قدر ضئيل جدًا من الخصوصية بعيداً عن أطفالهم). ومع ذلك فإن الوقت والجهد اللازمين للتعلم والممارسة يستحقان العناء فالفوائد التي يوفرها ليست بالقليلة، لذا سنتحدث عن أكثر المشاكل شيوعاً بين المبتدئين:
- الاستمرارية هي الحل
الانتظام والاستمرارية مهمة أكثر من الممارسة الطويلة، فمن الأفضل ممارسة التأمل لمدة خمس دقائق لست مرات في الأسبوع بدلاً من 30 دقيقة مرة واحدة في الأسبوع.
يمكن للأول أن يهدئ استجابة جسمك للتوتر عدة مرات في الأسبوع، بينما قد يصل الأخير بجسمك إلى حالة أعمق من الاسترخاء، لكنه سيقلل الضغط مرة واحدة فقط. بالإضافة إلى ذلك، من المرجح أن تلتزم بممارسة تأمل منتظمة إذا كان بإمكانك البدء بجلسات يومية قصيرة أكثر مما لو شعرت أنك بحاجة إلى إيجاد وقت لجلسات أطول. والأرجح أن هذا الضغط الذي تفرضه على نفسك لإيجاد وقت طويل مناسب سيؤدي إلى فقدان الدافع لبدء الممارسة من الأساس، المهم في الأمر أن تبدأ.
- لا تبحث عن الكمال
الممارسة المنتظمة تهم أكثر من الممارسة "المثالية"، فبدلاً من أن تقلق نفسك كثيراً بشأن الوضع الذي يجب أن تجلس فيه، أو مدة الجلوس، وكيف تفكر، وما الأسلوب الذي يجب تجربته، أو في أي وقت من اليوم عليك أن تتأمل، يجب عليك فقط الجلوس والتأمل.
سيجد كل شيء مكانه إذا بدأت، ولكن إذا بالغت بالتدقيق على هذه التفاصيل قبل أن تتمكن من البدء فقد تجد صعوبة أكبر في البدء.
لا توجد طريقة "خاطئة" للتأمل على أي حال. قليل من التأمل أفضل من لا شيء.
- لا بأس أن تجول ذهنك
يمثل التأمل تحدياً للمثاليين، لا يوجد طريقة صحيحة للقيام بالتأمل، لا بأس أن تجول ذهنك ولم تتوقف أفكارك تماماً، أحياناً تجرفنا رغبتنا بفعل الأشياء بمثالية بعيداً عن الممارسة النافعة لنا، إن لاحظت إن الأفكار تأتي وتذهب فهذا أمر حسن، لقد لاحظت إن الأفكار تدور في ذهنك وهذا هو جوهر التأمل.
إن ملاحظة وتوجيه أفكارك للعودة إلى التأمل والحفاظ على تركيزك مع أنفاسك، أو اللحظة الحالية، أو أياً كان ما تختاره لتركيزك هو النقطة الحقيقية للتأمل، يكاد يكون من المستحيل منع عقلك من الشرود بكل الأحوال.
كل ما عليك فعله هو أن تبدأ، أن تحاول، أن تختار أن تتوقف لتحيا، أن تختار الالتفات لنفسك وتقابل الأفكار والمشاعر التي تضطرم في داخلك لتستطيع ترتيبها، لكي تقودها أنت لا أن تتأرجح بك على حبال الحياة، لا تخش المواجهة، فالرضا الناجم عن ذلك أعظم وستحب ظلال الاستقرار النفسي الوارفة التي ستلقي بظلالها على أيامك.
اضافةتعليق
التعليقات