الجميع لديه حياة خارج محيط العائلة منها حياة الدراسة وحياة العمل وغيرها ولكل منها أجواءها الخاصة لكن ذلك يتطلب من الشخص الفصل بين الأدوار التي يؤديها في حياته فحياة العمل تختلف تماماً عن الحياة داخل المنزل وهكذا يحتاج الإنسان أن يخفض الضجيج الذي يعتريه لفصل ماهو ذاته الداخلية عن العالم الخارجي.
فالناس يختلفون بشخصياتهم وحياتهم ومواجهتهم لظروفهم ومشاكلهم الخارجية منها والداخلية سواء كانت أسبابها واضحة أم مبهمة لوصوله إلى ماهو عليه وأي شخصية قد بدت واضحة على ملامحهم وما هي الظروف التي جعلتهم يتناغمون مع ذاتهم التي تحتوي على أفكار شائكة وغير محددة.
لأن ذات الإنسان وروحه لا يتحدان بسهولة إلا إذا عرف ذلك بنفسه وواجه ذاته، فطبيعة الإنسان يحمل بداخله شخصيات متعددة وأدوار كثيرة ومشاعر كبيرة ومتنوعة الأدوار فكل ما قد يواجهه الشخص من أحداث في حياته تجعله يقابل الشخصية المناسبة لتلك الفترة فالقلق والتوتر والخوف وما يصعب تحقيقه من تناغم وتآلف بين دولتنا المتعارضة هو ما يصنعنا ويجعلنا حقاً نحن.
فكل شخص يحمل بداخله عدة شخصيات أحياناً فتكون سبعة شخصيات وأخرى ثمانية وأخرى أكثر وغيرها أقل فالظرف الاستثنائي الذي يعتري طريقها هو الذي يصنع الفرص لتتعرف على الشخصيات الداخلية أو الأدوار المتعددة بداخلها فالطفلة البريئة والشابة الشغوفة والمرأة المكافحة والأم الحنون والجدة الحكيمة شخصيات تسكن دواخلنا لكنها لا تعاش دفعة واحدة لابد من أن تحدث محفزات تجعل ظهورها ممكنا وتصور الحالة لوضوح صورة الشخصية المناسبة لتتحد بسهولة مع الذات وتتوافق.
معظم الأشخاص يعيشون حالة الضياع في معرفة هوية ذاتهم كونهم اعتمدوا على العالم الخارجي الذي وضعو صورته وفق مارأت أعينهم وضمن تصنيف يقنعهم بالتالي يضع الشخص ذلك في محل القبول ويخفض صوته الداخلي محاولاً تجاهله راسماً صورة غير حقيقية لذاته.
وإن أول خطوة تجعل الشخص يدرك ذاته ويفهمها هو اسكات الهدير الخارجي القادم إليه محاولاً افساح المجال لصوته لداخلي الذي هو الشعور الحقيقي الخاص بالشخص ذاته مهما بدت واختلفت الأدوار في الحياة يبقى الاستماع إلى الصوت الداخلي هو سبب اكتشاف ذات الإنسان وحقيقته التي يبحث عنها في مختلف صور الحياة.
اضافةتعليق
التعليقات