قبل عدة أيام شاهدت مقطعا عن إعلان جنس الجنين لشخصية مشهورة في مواقع التواصل الاجتماعي وقد أعلنت مسبقا عن هذا الحفل، وعملت على تغطية ونقل الخبر للجمهور الالكتروني بينما كانت القاعة ممتلئة بالحضور ، مع هدايا للجمهور إذا كانت توقعاتهم صحيحة.
استوقفني تعليق كان من المتابعين لهذه الشخصية: هل هذا الخبر هو من يصنع التاريخ، هل هذا الطفل صبيا كان أو بنتا هو من ينقذ العالم حتى يستحق كل هذه الأضواء؟.
أصبحت هذه الحفلات تقام وتعلن على الملأ.
قد يبدي بعض الآباء رغبة شديدة في معرفة جنس الجنين قبل الولادة، في حين يفضل بعضهم الآخر عدم معرفة هذه المعلومة حتى وقت الولادة.
وفي استطلاع رأي عن هذه الظاهرة أجابت السيدة مريم الخطيب: إن حفلات بيبي شور «الإعلان عن جنس الجنين» انتشرت في أوساط العوائل العراقية في الآونة الأخيرة، متسائلة عن سبب اهتمام الكثير بهذا النوع من المناسبات المصطنعة، وفق تعبيرها، لافتة إلى أنهن «يحرصن على شراء التوزيعات والهدايا لهذه المناسبة، ويصرفن مبالغ كبيرة في حفلات لا معنى لها، للتباهي بنشر الصور عبر حساباتهن في وسائل التواصل الاجتماعي».
واعتبرت أن «المجتمع يكتسب عادات دخيلة من مواقع التواصل الاجتماعية.
وأشارت الأستاذة هبة علاء/ أستاذة جامعية: أن «بعض النساء يخترعن مناسبات من أجل التباهي والتفاخر بين صديقاتهن وقريباتهن»، مشيرة إلى إمكان الإعلان عن جنس الجنين في حفلة استقبال المولود، ينافسن بعضهن في الإسراف والتبذير، ونشر هذه الحفلات على مواقع التواصل الاجتماعية وتجهيز حلوى
صغيرة بكريمة زرقاء، إذا كان الجنين ذكراً، ووردية إذا كان أنثى.
وقدرت ميزانية الحفلة الصغيرة بـمليون دينار .
والمتوسطة بـمليونين ونصف دينار عراقي، والكبيرة خمسة ملايين دينار عراقي.
وتضيف الدكتورة علياء البدري/ أخصائية نسائية: توجد استقصاءات عديدة للتعرف على جنس الجنين قبل الولادة، لكن يبقى التصوير بالموجات فوق الصوتية «الإيكو» الطريقة الأفضل والأكثر شيوعًا.
وعادة ما يُجرى هذا الفحص مرتين على الأقل في فترات الحمل الأولى، إلا أن إجراءه مرة واحدة ما بين الأسبوع 18 و22 كافٍ لتحديد جنس المولود.
تبلغ حساسية الإيكو في تحديد جنس الجنين نحو 90%، إذ يعتمد ذلك على جودة التصوير وخبرة اليد الفاحصة. شرط وجود الجنين في وضع مناسب، بألا يكون في وضع مقعدي أو اتجاه قدميه للأسفل، ووجود تباعد بين الساقين.
الحذر من تكرار التصوير، وفي الفترات الأخيرة أصبحت النساء تطلب صورة ملونة بعد معرفة الجنس.
بينما ترى “مخترعة” هذه الظاهرة جيني كرفونيديس التي انطلقت الفكرة من مدونة كتبتها عام 2008 عندما كانت حاملا بطفلتها الأولى، اليوم أنها قد تكون أنشأت “مسخا”، وقد كتبت في يوليو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، “تراودني مشاعر متضاربة حول مساهمتي العرضية في الثقافة الشعبية. لقد خرجت الأمور عن السيطرة بعد ذلك”، مشيرة إلى “إطلاق نار” و”حرائق غابات” كما حصل عام 2017 في أريزونا بسبب رجل أخرق.
وهي تتساءل: “ما أهمية جنس الطفل؟ لم أكن أعرف يومها ما نعرفه الآن وهو أن التركيز على أهمية جنس الطفل عند الولادة يقلص جزءا كبيرا بقدراته ومواهبه التي لا علاقة لها بجنسه”.
وفي حديث يظهر أهمية السعي في أن يكون الطفل من أهل السعادة سُئل الإمام الكاظم (عليه السلام) عن معنى قول رسول الله (صلى الله عليه وآله):
" الشقيّ مَن شقي في بطن أمه، والسعيد مَن سعد في بطن أمه".
فقال: الشقي مَن علم الله وهو في بطن أمّه أنه سيعمل أعمال الأشقياء، والسعيد مَن علم الله وهو في بطن أمه أنّه سيعمل أعمال السعداء.
قلت له: فما معنى قوله (صلى الله عليه وآله): "اعملوا فكلّ ميسّر لما خلق له"؟ فقال: إنّ الله عزّ وجلّ خلق الجنّ والإنس ليعبدوه ولم يخلقهم ليعصوه، وذلك قوله عزّ وجلّ {وما خلقت الجنّ والإنس إلاّ ليعبدون}،
فيسّر كلاً لما خُلق له، فالويل لمن استحبّ العمى على الهدى.
اضافةتعليق
التعليقات