ليس من المعقول أو المنطق أن ترهق الأبنة أمها بمشكلاتها الزوجية، وتشغلها بأمورها الصغيرة أو التافهة، وتقحمها في خلافاتها مع زوجها؛ فتقلقها على حالها، وتجعلها حزينة، متألمة لعجزها عن مواجهة مشكلاتها الزوجية بنفسها..
فالكثير من المتزوجات حديثاً لايدركن أنهن دخلن مرحلة تتطلب منهن أن يكن أكثر عقلاً، ونضجاً، وتحملاً لما يواجهن في حياتهن الزوجية من عقبات أو خلافات لايكاد بيت يخلو منها؛ إذ تظل الواحدة منهن متصورة أنها لاتزال صغيرة، وفي حاجة دائمة إلى وجود أمها بجانبها؛ لتحل لها مشكلاتها مع زوجها، وتساعدها في اتخاذ أي قرار، وتدعمها معنوياً، وتقف إلى جانبها في أمور حياتها كلها!، غير عابئات بخطورة مايصنعن على صحة أمهاتهن النفسية، وما لذلك من تأثير سلبي على صحتهن الجسدية إذا ماكثرت مشكلاتهن، ووقعن في أخطاء عدة تهدد سلامة واستقرار حياتهن الزوجية..
لـذا، ينبغي لكل أبنة ودعت مرحلة الطفولة، والمراهقة، وصارت شابة، وأكرمها الله بزوج أن تعي أنها كبرت، وأصبحت مسؤولة عن زوج، وبيت، وعليها أن تعتمد على نفسها في حل مشكلاتها مع زوجها، ولا تلجأ لأمها إلا إذا عجزت حقاً عن القضاء على خلافاتها الزوجية، وتعقد الأمر، وصار حتمياً الإستعانة بأحد لحل المشكلة، وإعادة المياه إلى مجاريها مرة أخرى؛ لأن تحميل الأم ما لاتطيق، وإخبارها بكل صغيرة وكبيرة تحدث كل ساعة يجعلها مهمومة، قلقة، متوترة، خائفة على أبنتها من الفشل في حياتها الزوجية..
وبما أن ليست كل الأمهات عاقلات حكيمات، يحسنَّ التصرف عند مواجهة بناتهن المتزوجات بعض المشكلات، والخلافات الزوجية؛ فمن الأسلم أن تكون الأمهات بعيدة عن تلك الخلافات، ولا يتم إقحامهن فيها، فكل إنسان له طاقة محدودة من الصبر، وتحمل الآلام، والأحزان، ومن الأنانية أن تثقل الأبنة المتزوجة أمها بمشكلاتها، وتشغلها بتفاصيل حياتها كلها، وتظن أن هذا واجب من واجبات أمها تجاهها..
فليس هذا بواجب، وإنما حِمل، وعبء إضافي يخلف وراءه آثار سلبية عدة على حالة الأم النفسية، والجسدية، كما يؤثر سلباً على علاقة الأم بزوج أبنتها؛ لأن الزوجين يتصالحان في الغالب الأعم بعد أي خلاف بموجب المودة والرحمة التي وضعهما الله بينهما، ولكن تبقى الأم قلقة من تجدد الخلافات، وفي داخلها شيء من الضيق والغضب من زوج أبنتها الذي غالباً ماتتشوه صورته بسبب كثرة كلام أبنتها المتزوجة عما يفعله معها من تصرفات مؤلمة، كما أن علاقة الزوج بـ أم زوجته تتأثر سلباً أيضاً إذا ما تدخلت بينه وبين زوجته، وقالت كلمة، أو رأياً لايقبله، وربما يقرر على أثر ذلك مقاطعتها، وعدم زيارتها، وقد يحكم على زوجته إن لم يكن تقياً بمقاطعة أمها، وعدم التواصل معها أو زيارتها.
اضافةتعليق
التعليقات