"سمة العبقرية هي معرفة ما لا يجب أن تعيره التفاتاً" يمكننا الادعاء على الدوام أن عدم الرضا هو أساس كل الاختراعات والاكتشافات كما يقال «أرني رجلاً راضياً تماماً لأريك رجلاً فاشلاً» كتب ذات يوم توماس اديسون وهذا يعني أن هناك جانباً إيجابياً في عدم الرضا، إلا أن غالبيتنا يذهبون بعيداً فنحن نضيع جزءاً كبيراً من حياتنا في ضغوطات والندم على ما آلت إليه الأمور ونضرب رؤوسنا في الحائط للاشيء في حين أن الحكمة تقضي أن نتعلم من الرضا والقبول.
هناك من يدعو أن نضع الماضي وراءنا لكي يسعنا تقبل العالم بصفاء وأمل. وهكذا فإن القاعدة هي:
ـ المتفائلون يتقبلون ما لايمكن تغييره
التوازن عنصر أساس في كل شيء تقريباً، ذلك ومع فإن الموازنة بين التصلب والخضوع ليس سهل التحقيق أثناء اللقاءات التجارية .
لا تطمع أبـداً
عدد كبير من زبائني يشعرون أن الحياة أفضل إذا ما اتبعوا هذا المبدأ، فهم يتصورون أنهم سيكونون أكثر سعادة لو كانوا شخصاً آخر سواهم أو أنهم حصلوا على عمل زميلهم أو لو أنهم استطاعوا أن يستبدلوا رفيق حياتهم. في حين أن السعادة تنبع غالباً من الفعل الواعي بالقبول، بيغي سانت ـ ماري - وهي هندية كريك مغية فولوكلورية. قالت ذات يوم معترفة: كنت أريد أن أصبح شقراء. كان طموحي في البداية أن أكون قيادية مضيفة طيران وفي النهاية - فتاة عادية - ولكني وجدت أن الفتاة (العادية) فتاة فاشلة لذلك قررت أن أكون أنا نفسي كما أريد. ويتحدث تيلدن ادوارد عن الرمزية التي يحملها (ثعلب الماء) ذلك التمثال من السيراميك الذي يضعه على مكتبه قائلاً: إنه هدية من زوجته يبدو (ثعلب الماء) سابحاً على ظهره وعلى بطنه محارة مكسورة يأكل الثعلب ما فيها. كان ذلك مشهداً ظريفاً كنت شاهداً عليه على ساحل كاليفورنيا.
الثعلب جعلني أستذكر أموراً في الحياة تعلمت أن أدرك قيمتها بمرور السنين، الدعم الذي نحصل عليه حين يتخلى عنا وثقتنا التي نمنحها للآخرين والتي تصدر عنها والتي يمكن أن نستثمره العمل والحب وكل الأشياء التي ننجزها مبتهجين.
ولنأخذ أيضاً مثال زحام السيارات. فكلما ازداد الزحام كلما ازداد استياؤنا فنضغط على بوق التنبيه لذلك أو لتلك التي تقطع علينا الطريق وعيننا تنظر إلى الساعة نحلم بالموعد الذي ينتظرنا.
وما كان علينا سوى أن نتخذ أسلوباً أكثر صحة ببساطة تامة: «المرور سيكون صعباً حتى اللحظة التي لن يعود فيها كذلك. الأمر على هذه الشاكلة» فن ونتطلع إلى المشهد من حولنا .
اقترح أحد أساتذي والذي لم أعد أذكر اسمه تعريفاً مناسباً يتبين فيه الفرق بين الذهان والعصبية.
سأل شخصاً سيكوباتياً ما حاصل اثنين في اثنين سيجيبك:
تسعة عشر أو ستة وعشرون باختصار ما يمكن أن يخطر على باله في تلك اللحظة! وبالمقابل اطلب من شخص غاضب كم يكون حاصل اثنين في اثنين ليجيبك: أربعة ولكنني لم أعد أحتمل ذلك! لماذا يجب أن يكون الحاصل أربعة على الدوام؟ ان هذا مزعج! أربعة هي دائماً أربعة! لماذا لم يسألوني رأيي لأتخذ قراراً في المسألة؟ لماذا لا تكون النتيجة خمسة بين حين وآخر؟ إذا كان عليك أن تواجه وضعاً صعباً شائكاً يمكنك أن تطرح على نفسك السؤال التالي: ماذا يتحتم علي أن أفعل لأغير من هذا الوضع؟ فإذا لم تجد حلاً يمكنك أن تختار التجاهل وأن تركز جهودك على أشياء ممتعة.
قرأت مؤخراً في إحدى المكتبات عنوان كتاب كنت أود أن أكتبه على حائط مكتبي من أجل مرضاي إلا أنني سأكون أول شخص يستفيد منه. يقول عنوان الكتاب: «كل ما يمكنك القيام به ليس سوى ما يمكنك القيام به إلا أن كل ما يمكن القيام به کاف تماماً».
الأشخاص السعداء هم من يستطيعون التكيف. فهؤلاء يتعلمون على الدوام، أشياء جديدة لما لهم من ذهن نشيط فالقلة منا على سبيل المثال من يعيش الحياة التي كان يأملها ويمكننا أن نشكر السماء.
البعض يصبحون تعساء لتمسكهم بعناد على ما كانوا يأملونه. فإذا كان عليهم أن يغيروا من وجهتهم تجدهم يتذمرون ويصرخون: «الأمور لم تعد كما كانت عليه» أو: «لم يكن يجب أن تجري الأمور على هذا النحو». فالسعادة والنجاح يمضيان صوب أولئك الذين يحتفظون بحيوية الذهن والرغبة للمعرفة والذين يعرفون كيف يختطون لهم طريقاً جديدة حين يقودهم القديم إلى مأزق!.
فإذا ما فشلوا في مهنة يجدون لأنفسهم سبيلاً آخر للرزق إذا ما حصل طلاق في حياتهم فإنهم يتكيفون مع حياة العزوبية أو مع رفيق آخر. وإذا ما أزعجهم بعض الأشخاص وكانوا يدركون أن ليس بإمكانهم أن يغيروا منهم فإنهم ينتهون بتقبلهم على ما هم عليه ويكفون عن التذمر يقال للمدمنين: «يتحتم أولاً أن نعرف كيف نعتقد ذلك، بمعنى آخر أن تكون لدينا الثقة في قدرتنا على الأشياء وأن نعرف كيف نتقبل ما قد لا يتغير أبداً».
اضافةتعليق
التعليقات